اختتم في أبوظبي أمس مؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب بمشاركة 1500 من المستثمرين وصناع القرار والخبراء من أنحاء العالم العربي. وأسفر عن وضع خارطة طريق لتعزيز الابتكار في النشاطات الاستثمارية. العرب أبوظبي – أكد وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري أن المؤتمر السابع عشر لأصحاب الأعمال والمستثمرين العرب، الذي اختتم أعماله في أبوظبي، أسهم في تعميم الكثير من مفاهيم الإبتكار في العمل الاستثماري. وخرج المؤتمر، الذي عقد برعاية رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بتوصيات ومقترحات لتعزيز التعاون الاستثماري في المنطقة العربية، وتركز معظمها على تعزيز معايير الابتكار والقيادة. وشملت التوصيات وضع خارطة طريق لتحسين جمع البيانات الخاصة بمؤشرات مجتمع المعلومات والاقتصاد المبني على المعرفة للاستعانة بها في وضع السياسات وتقديم الخدمات الحكومية الالكترونية. كما شدد على تعزيز التعاون بين غرف التجارة العربية وسبل التواصل مع المستثمرين لتحقيق جدوى أكبر من فرص التعاون القائمة والمستقبلية في المنطقة العربية. وقال المنصوري في ختام المؤتمر، الذي عقد تحت شعار "الاستثمار في الريادة والابتكار" إنه جرى عرض فرص استثمارية مجدية للمشاركين وجملة من الاقتراحات لتعزيز فرص الممارسات الاستثمارية في المنطقة. ووضع المؤتمر هدفا أساسيا هو تسليط الضوء على ريادة الأعمال والابتكار في العالم العربي والتي أصبحت أهم عنصر من عوامل الإنتاج ومفتاحا أساسيا لتحقيق النمو وخلق الوظائف والمحرك الأساسي لتنويع وتوسيع آفاق التنمية وتأمين الازدهار والرخاء للمجتمع. وأوصى المؤتمر بتشجيع وتنمية الفكر الابتكاري وتحقيق شراكات عربية بين رواد وأصحاب الأعمال العرب وتحديد الأسس لتوفير بيئة حاضنة للابتكار في العالم العربي. وعرضت الإمارات خلال المؤتمر "رؤية الإمارات 2021" والمشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات الاقتصادية في مجال تعزيز ريادة الأعمال والابتكار في الإمارات. وشهد المؤتمر إطلاق الإمارات "جائزة الريادة والابتكار العربي" وإقامة معرض لابتكارات وأفكار رواد الأعمال العرب ولتقديم نماذج لقصص نجاحاتهم. وأكد محمد ثاني الرميثي رئيس غرفة أبو ظبي أهمية خروج المؤتمر بتوصيات عملية داعمة للشباب والشابات العرب في طموحاتهم وتطلعاتهم في إقامة مشروعاتهم الاستثمارية الابتكارية. وقال عدنان القصار الرئيس الفخري للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية إن إيمان الإمارات بأن الابتكار هو رأس المال الحقيقي للمستقبل، مكنها من تحقيق إنجازات متميزة في جميع المجالات وفي زمن قياسي. وعقد خلال المؤتمر 5 جلسات عمل تضمنت محاضرات لكبار الشخصيات والمختصين وتقديم عروض لرواد الأعمال العرب حول ابتكاراتهم في القطاعات التي تناولها المؤتمر. وتمحورت جلسات العمل حول الريادة والابتكار في إطار الرؤى والاستراتيجيات العربية وريادة الأعمال والابتكار في قطاعات الزراعة والصناعة والطاقة وريادة الأعمال والابتكار في قطاع الخدمات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبيئة وريادة الأعمال والابتكار في القطاع المالي ومبادرات تطوير ريادة الأعمال والابتكار في الدول العربية. وتم في المؤتمر تكريم عدد من رواد الأعمال العرب عن الابتكارات التي قاموا بعرضها خلال جلسات العمل. وجرى خلال المؤتمر عقد العديد من الاتفاقيات وإطلاق المشروعات المشتركة بين رواد وأصحاب الأعمال العرب، بينها اتفاقية تعاون بين مجلس سيدات أعمال الإمارات والمجلس الاقتصادي لسيدات أعمال الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية. واصدر المؤتمر توصيات لتعزيز بيئة ريادة الأعمال في عدد من المجالات وهي الرؤى والاستراتيجيات العربية. وأكد أهمية تعزيز دور القطاع الخاص في دعم الابتكار والريادة. ودعا المؤتمر إلى وضع استراتيجيات وطنية وعربية مشتركة للابتكار والريادة تشمل القطاعين العام والخاص والقطاع الأكاديمي والمجتمع المدني وتساهم بإحداث نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأكد على ضرورة وضع التشريعات والقوانين الناظمة لعمليات الريادة والابتكار دون فرض القيود التي تحد من الابداع بين أفراد المجتمع وتوفير الموازنات الكافية التي تعزز التحول للابتكار في المجالات المختلفة والتي تحتاج إلى الأبحاث والدراسات العملية والميدانية والأكاديمية المتنوعة. وشدد على أهمية تسخير التكنولوجيا لتعزيز نظم البحوث والإرشاد الزراعي من أجل إحداث ثورة خضراء جديدة تقام على أسس الاستدامة إلى جانب تعزيز الاستثمار في الاستزراع السمكي وفي المياه العذبة. وثدم اقتراحات لتوفير التمويل اللازم للمشروعات الابتكارية خصوصا لصغار المزارعين وللمرأة الريفية وتشجيع إقامة التجمعات الصناعية العنقودية وإنشاء مراكز مخصصة للابتكار في فروع التخصصات الصناعية وتحفيز الاستثمار والابتكار في أساليب الطاقة المتجددة في كافة أوجه العمليات الإنتاجية. وأوصى المؤتمر بالتركيز على العلوم والتكنولوجيا منذ السنوات المبكرة للطلاب والتوسع في برامج التعليم للانتقال إلى مجتمع المعرفة لتلبية احتياجات القرن الحادي والعشرين. ودعا لإقامة مختبر افتراضي عربي حاضن للأعمال الابتكارية متاح للمشاركة من قبل كافة الشباب والشابات العرب ويساهم في تحويل المخترعين والتقنيين إلى رواد أعمال مبتكرين. وشدد على وضع التشريعات والقوانين التي توفر البيئة المناسبة لنشاطات الأعمال المتصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستثمار والريادة والابتكار فيهما وتشجيع ريادة الأعمال الخضراء ذات القيم البيئية والاجتماعية والمحققة للتنمية المستدامة والتوسع بإقامة مسابقات عربية لتشجيع رواد الأعمال.