(رويترز) - في الأسبوع المقبل وفي أواخر العام الذي اعتبر أكثر الأعوام المسجلة حرارة يلتقي زعماء العالم على مشارف العاصمة الفرنسية باريس في قمة لا تقبل بأقل من تحويل مسار الاعتماد المتزايد للاقتصاد العالمي على الوقود الحفري. التحدي هائل وبدا مراوغا من قبل. وتسعى المحادثات التي ترعاها الاممالمتحدة إلى اقناع 195 دولة بالموافقة على خطة لخفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري الذي يقول العلماء إنه تسبب في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. وفي افتتاح القمة التي تعقد في لو بورجيه يوم الاثنين القادم 30 نوفمبر تشرين الثاني يسعى رؤساء دول وحكومات من بين أكثر الدول المنتجة لغازات الكربون مثل رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما والرئيس الصيني شي جين بينغ للتوصل الى هدف مشترك مع زعماء الدول الأقل انتاجا لهذه الغازات في افريقيا والدول الصغيرة القائمة في جزر. تنتهي القمة بعد اسبوعين في 11 ديسمبر كانون الأول وعلى الارجح سيزعم المتفاوضون النجاح في الزام الدول الغنية والنامية على السواء في تقليل الاعتماد على الفحم والنفط اللذين قامت عليهما الثورة الصناعية. ويقول اندرو ستير مدير المعهد الدولي للموارد وهو معهد بحثي "اذا تم ذلك بطريقة صحيحة فهذا سيحدد شكل الاقتصاد خلال القرن الحادي والعشرين." أما اذا سارت الأمور بشكل سيء فالمنتقدون يحذرون عواقب كارثية. ويقول علماء المناخ -الذين يجمعون على أن حرق الكربون اذا استمر حتى بالمعدلات الحالية سيرفع درجة حرارة الارض عدة درجات مئوية- إن التوصل الى اتفاق ضعيف سيتسبب في حدوث تغيرات غير مستحبة في الأنظمة المناخية للأرض. فارتفاع درجة حرارة كوكب الارض يعني ان يشهد العالم عواقب صعبة منها ارتفاع مستوى البحار وعواصف أكثر شدة وموجات جفاف في البر وفناء عدد كبير من أشكال الحياة في المحيطات التي ستصبح مياهها أكثر دفئا وأكثر حموضة. لكن هناك أصوات أخرى تقول إن قطع الاقتصاد العالمي عن جذوره الصناعية الفحم والنفط والغاز يهدد بخلق مشكلة اخرى هي ارتفاع تكاليف الطاقة وهو ما يعني حرمان فقراء العالم من الطاقة الضرورية لتحسين ظروف معيشتهم كما انه سيؤذي صناعات بأكملها في الدول الغنية. كان ارضاء هذين الفريقين سببا في فشل محادثات الاممالمتحدة من قبل. وانهارت آخر محاولة للتوصل الى اتفاق عالمي في كوبنهاجن عام 2009 حين احجم عدد قليل من الدول النامية عن الموافقة على اتفاق قالوا انه لا يذهب الى المدى المطلوب لإجبار الدول الصناعية على خفض الانبعاثات الغازية المسببة لمشكلة تغير المناخ. وخوفا من أن يقضي أي فشل جديد على أي رغبة في التوصل الى اتفاق للعمل الجماعي حاول المنظمون خفض السقف المتوقع لاجتماع باريس الذي يخيم عليه أيضا الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية وراح ضحيتها 130 شخصا وتسببت في اخضاع القمة باجراءات أمنية مشددة.