القت شرطة الامارات العربية المتحدة القبض على الصوفي المثير للجدل الامين عمر الامين، واودعته السجن بتهمة الاحتيال، وذلك على خلفية بلاغات عديدة تلقتها من اشخاص ومؤسسات تطالب بتوقيف الرجل. واحدثت خطوة توقيف الامين عمر الامين ردود افعال متباينة، على اعتبار ان الرجل يملك قطاع كبير من المؤيدين، يقابلهم قطاع اوسع من الناقمين على الرجل وعلى طريقته في التصوف، ذلك انه ينتهج نهجا غير مألوف لدى الطرق الصوفية، ما قاد الى تسمية الرجل ب"شيخ الجلكسي، المحايتو بيبسي، وحيرانو جكسي"، في اشارة الى ان غالبية اتباع ومريدي الامين عمر الامين من الفتيات. وقالت مصادر صحفية في الخرطوم إن الامارات العربية المتحدة قامت باعتقال الامين عمر الامين بتهمة الاحتيال على بعض الاشخاص والمؤسسات. في وقت نشرت فيه صحيفة "السوداني" المقربة من المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان، خبرا يفيد بتوقيف الامين عمر الامين في الامارات، بتهمة الاحتيال التي تعني الدجل والشعوذة وفقا لتفسيرات القانون الاماراتي. وسبق للرئيس البشير ان اوفد الامين عمر الامين الى الامارات العربية المتحدة رفقة مدير مكتبه في القصر الجمهوري الفريق طه عثمان، مما جلب انتقادات واسعة للحكومة على اعتبار ان الامين عمر الامين مصنف لدى كثيرين في خانة الدجال. ويومها حمل الامين عمر الامين لقب المبعوث الرئاسي، ما كان سببا في بروز عاصفة من السخرية على الرجل وعلى الحكومة السودانية التي اوفدته الى الامارات. ورجحت مصادر اعلامية ان يقوم مدير مكتب الرئيس البشير الفريق طه عثمان بمبادرة سريعة لاطلاق سراح الامين عمر الامين من قبضة السلطات الاماراتية، على اعتبار العلاقة المريبة بين الرجلين. وبالمقابل قالت مصادر صحفية ل"الراكوبة" إن اعتقال الامين عمر الامين، مرتبط بزيارة الرئيس البشير الى الامارات مؤخرا، مشيرين الى ان الامارات طلبت من البشير تسليم الامين عمر الامين اليها. وكانت معلومات قوية قد رشحت بان الامارات طالبت البشير بتسلمها رجل اعمال سوداني متورط في عمليات احتيال، ويومها ربط المراقبين بين تلك التسريبات وبين رجل الاعمال صديق ودعة، انطلاقا من ان ابنه موقوف لدى السلطات الاماراتية، بتهمة الاحتيال ايضا. وتوقعت المصادر الاعلامية ان يكون الرئيس قد منح السلطات الاماراتية عهدا بتسليمهم الامين عمر الامين، وذلك بعدما بقى البشير في الامارات عقب انتهاء زيارته الرسمية الى هناك، ما كان سببا في عودة الوفد الرئاسي الى الخرطوم، بينما تخلف الرئيس وحرمه وداد بابكر في الامارات، وهو ما تمخض عنه تعهدات البشير بتسليم الامين عمر الامين الى الامارات. وسبق ان وجّه الامين عمر الامين انتقادات حادة الى نائب رئيس الامارات حاكم امارة دبي محمد بن راشد عقب انسحابه من جلسة القمة الاقتصادية بشرم الشيخ المصرية، بعدما صعد الرئيس البشير الى المنصة لاداء كلمته. وقال الامين عمر الامين إن نائب رئيس الامارات حاكم امارة دبي محمد بن راشد، تصرف بصورة صبيانية لم تراعي المساعدات التي قدمها السودان الى الامارات طوال تاريخه، ما كان سببا في موجة غضب وسخط ضد الامين عمر الامين. وتبارى المدونون في مواقع التواصل الاجتماعي في اظهار تعاطفهم مع الامين عمر الامين، بينما انبرى اكثرية المدونين لمباركة خطوة اعتقال الامين عمر الامين، وهناك من تمنى له الاعدام.