بعض النخب تعمل بوعي خدمة لمصالحها وطموحاتها الذاتية، ولتشوية او تغبيش حقيقة الصراع الدائر في البلاد منذ نيلها استقلالها السياسي 1956، حتي لا يعرف غالب الشعب من هم اعداءه الحقيقيون سارقي احلامه ومستغليه ومبددي تطلعاته وموارد بلاده وتقدمها وازدهارها. ويعملون لتصوير الصراع وكانه بين الشمال والجنوب. بين الاسلام وغير الاسلام. بين العروبة والافريقانية. بين الماضي والحاضر. بين اقليم واقليم. بين قبيلة واخري وبين سحنه ولون ...الخ. ان الصراع الحقيقي هو الصراع السياسي الاقتصادي الاجتماعي الذي يدور حول الديمقراطية والتعددية وتوطينهما وربطهما بمضمونهما الاقتصادي والاجتماعي لصالح غالب الشعب من كادحيه وفقرائه ومنتجيه وشبابه ومبدعيه، وبشكل متوازن وشامل وبضمان العدالة الاجتماعية والمساواة وبما يعزز من وحدة الشعب وان يكون سيدا علي نفسه وبلدة لينهض باقتدار تجاه دوره في قضايا محيطه وانتمائة القومي والاقليمي والقاري، مناهضا لقوي ومشاريع الاستعمار، داعما للسلام والحوار الحضاري في عالم يجب ان يكون متعددا الاقطاب تتسيدة قيم المساواة والعدالة وصيانة حقوق الانسان. ان شعبنا قادر علي كل ذلك وهو عزيز وابي، ولكن يخذله لتحقيق عزته بعض النخب التي تشوه حقيقة صراع الشعب مع قوي التسلط الاقتصادي والاجتماعي المتوطنة في التخلف والتبعية والنفعية والانانية بحكم انتمائها لما هو ذاتي وضيق ولا انساني. تلك النخبوية، اينما كانت وكيفما تمشدقت بالسلطة او بالمعارضة او بالشعارات، ما هي الا احدي مرتكزات الدوران في الحلقات المفرغة التي ظلت تدور فيها البلاد ووجها مع خصمها الصوري، الوجه الاخر للعملة الصدئة الرديئة. لا خصم او عدو لشعب السودان، اينما كان وبمختلف تكويناته التاريخية والحضارية والثقافية والدينية، الان ومستقبلا، سوي المعبرين عن المصالح النفعية الضيقة من بيوتات قوي التخلف والتفتيت والتبعية. وان اختلفت العبارات والمسميات، فان معركة شعب السودان الانية ضد الدكتاتورية المغطاة بالدين والراسمالية الطفيلية، ومعركته المستقبلية ضد مرتكزاتها المادية والمعنوية وامتداداتها، وهو ما يتطلب حشد الوعي والارادة الوطنية صوب حقيقة الصراع واقامة المتاريس علي امتداد مجراه حتي لا يحرفه قصر النظر وضيق المصالح وعتمة الارتباطات. ان معركة شعب السودان معركة من اجل الكرامة الوطنية والقومية والانسانية. يتكامل فيها النضال من اجل الخبز بالنضال من اجل الشمس والحرية. ويعلم الشعب انها ليست معركة هينة ولا قصيرة، وانما طويلة كالمدى نفسه، ولكنها ليست عصية علي ارادته وتجربته النضالية. وييقى السؤال: ماذا اعددتم لها وماذا انتم فاعلون؟ [email protected]