صدق العزيز شبونة حين قال لي في أول محادثة بيننا أن ثقته في الشعب السوداني كبيرة وهو شعب عظيم رغم كل المحن الذي ألمت به، وأن كل ( قروش) الدنيا لا تساوي شيئاً أمام الوقفة والدعم الذي وجده من بعض الزملاء والكثير من القراء. فقد أثلج صدري تفاعل قراء كثر مع ما كتبته حول ضرورة تأسيس صندوق لدعم بعض الزملاء الأحرار الذين يعانون من قطع العيش بسبب وطنيتهم وحبهم لأبناء شعبهم وأن تكون قضية شبونة سبباً في توسيع هذا الماعون لندعم من خلاله الكثير من الفئات المحتاجة في وطننا. أجمل ما في تفاعل هؤلاء القراء هو إحساس يوصلونه لك إن جمعت كل أموال الدنيا لا تستطيع أن تشتريه بها وكلماتهم الطيبة وتحفيزهم لي بالاستمرار في هذا المشروع رغم أي مصاعب يمكن أن تعترضني. ولا أذيع سراً حين أقول أنني منذ اليوم الذي كتبت فيه أول سطر حول هذه الفكرة كنت في قرارة نفسي قد آليت عليها أن أستمر في تنفيذ الفكرة حتى إن لم أجد الدعم سوى من ثلاثة أشخاص فقط. لكن وبحمد الله جاء الدعم بأكثر مما توقعت من القراء. وقد كان دعماً مقدراً وسريعاً لدرجة أن بعض من اتصلوا بي كانوا يسابقون الزمن وكأن شيئاً ما سوف يفوتهم إن لم يتحركوا اليوم قبل الغد، رغم أنني أشرت في مقالي السابق إلى أنني قد أرسلت مبلغاً أولياً للسودان كتدشين للفكرة بعد أن وصلتني بعض المساهمات. السودانيون شعب عظيم بالفعل ورغم المحن يتدافعون زرافات ووحدانا بمجرد أن يُفتح لهم الباب لعملِ خير وطيب. وبمثلما أفرحني ذلك الموقف الأصيل من أهل السودان ( نساءً ورجالاً يا بنت الناظر) فقد حزنت في ذات الوقت. ومصدر حزني هو عدم القدرة على التوصل لإجابة على السؤال: لماذا يحقد البعض على هذا الشعب الطيب إلى هذه الدرجة فيحيلون حياته إلى هذا الجحيم الذي نراه؟ لماذا يشيدون المستشفيات لشعوب أخرى وأبناء وطننا يموتون أثناء رحلة البحث عن العلاج في مستشفيات تنقصها أبسط أساسيات الرعاية الصحية؟! المهم في الموضوع أن تضامنكم أعزائي القراء صار حقيقة وواقعاً. وبفضل غيرتكم وحبكم للبلد ولأهلكم دشنت الصندوق بحمد الله بذلك المبلغ الذي أشرت له في المقال السابق. وقد وصلتني حتى اللحظة مساهمات مقدرة من عدد من الأخوة والأخوات هم: عبد الهادي ود القضارف من جدة بالسعودية، محمد ابراهيم النحاس، أمريكا، الباشمهندس التيجاني محمد صالح، مسقط، سلطنة عمان، الدكتور ماجدة محمد حسين، دبي، العزيز محمد أبو بكر كرار، الرياض، الحبيب بدر الدين عبد الرحمن، دبي، الأخ الحبيب وزميل الدراسة بالمرحلة الإبتدائية ناصر ابراهيم النيل، لندن، الصديقين فيصل مكاوي وياسر عبد المنعم، مسقط ويجري التواصل مع عدد آخر لترتيب كيفية إيصال مساهماتهم. كل العشم أن نتمكن من استدامة المشروع حتى نكون عوناً للكثير من الفئات المحتاجة لدعمنا في بلدنا المكلوم. كل من يرغب في المشاركة في هذا الصندوق يمكنه التواصل مع : (الإمارات) بدر الدين عبد الرحمن هاتف: 00971524628877 – ( الرياض، السعودية) محمد أبو بكر كرار هاتف: 00966583322300 – ( السودان ) هاشم خضر على هاتف: 002499226535 أو مع شخصي عبر البريد الإلكتروني الظاهر في المقال. وأفيدكم بأننا وجدنا صعوبة في فتح حسابات مصرفية بسبب الظروف الجارية في عالم اليوم، ولهذا آثرنا أن يتم التواصل مع هؤلاء الأشخاص وتسليمهم المساهمات بالطرق التي يُتفق عليها وبعد ذلك سأنسق بنفسي الأمر في السودان وتحديد أولويات صرف ما نتمكن من جمعه من مبالغ، علماً بأنني سوف أقوم خلال اليوم إلى الغد بتحويل مبلغ خمسمائة دولار أخرى للسودان. ولمن أوصلوا مساهماتهم ولأولئك الذين يسعون لإيصالها أقول دمتم ذخراً للوطن وبارك الله فيكم وتقبل منكم جميعاً طيب الأعمال. وما زلت في انتظار دعم (الزملاء) المعنوي للفكرة حتى تزداد زخماً وتتوسع لعلنا نفلح في تحويل الكلمات إلى تضامن فعلي وجاد ونخفف بهذا الفعل آلام الكثيرين ودمتم. [email protected]