جاء في الاخبار ان محكمه الاستثمار العربية التابعة لجامعة الدول العربية اختارت مولانا نعمات الحويرص كاول قاضية بالمحكمة وهذا يعتبر اول مركز مرموق ترأسه امرأه فى الوطن العربي - انتهي الخبر. _ في الواقع ان تاريخ السودان والمرأة العاملة في السودان تاريخ ناصع علي كل المستويات الاقليمية والدوليه - فالمراه السودانية اول امراة في العالم العربي والافريقي تتولي وظيفه قاضية ووظيفة ضابط شرطة وجيش واول امراة حكم كره قدم ومدرب كره قدم واول برلمانية منتخبة واول كابتن طيار وهذه الريادة لم تاتي من فراغ فهي نابعة من عمق العادات والتقاليد السودانية فالمراة عند كل القبائل السودانية مشاركة للرجل فى تحمل مسئولية الحياة بصبر وتفاني ففي القبائل الرعوية تساعد في رعاية السعية والاستفادة من منتجات الحيوان لصالح الاسرة والقبلية وفى القبائل النيلية تقوم بمساعدة الرجل فى الحقل كتفا بكتف علاوة على دورها كام وزوجة وقد برز الدور الريادى للمرأة السودانية من قديم الزمان كحاكمة مباشره – الكنداكات – او كحاكمة من الخلف زوجة الملك او العمدة او الشرتاى – او كشاعرة تلهب مشاعر الجنود كمهيرة بت عبود او كحكامة فى غرب السودان يمكن ان تقود القبيله للنصر او السلام . _ كل هذا الارث من المشاركة قاد ايضا لتاسيس اول اتحاد نسائى فى العالم العربى والافريقى وضم فى بداية تاسيسه فى حوالى العام 1953م كل نساء السودان بمختلف اتجاهاتهم وباجندة واضحة ومحددة فى تطوير قدرات النساء وحمايتهم من الاستغلال ومساواتهن فى الحقوق والواجبات فى اطارمن الخصوصية ومنح النساء حق التصويت فى الانتخابات وهنا حدث فرز اولى وتمايز فى الصفوف حيث انقسمت النساء الاسلاميات "مجموعة المرحومة ثريا امبابى" اعتراضا على فكرة اعطاء المرأة حق التصويت فى الانتخابات !! هذا الحق الذى منح الاسلامين فيما بعد فى انتخابات 1986م ثالث اكبر عدد من الاصوات بفضل تصويت النساء . _ استمرت نهضه النساء السودانيات وصدرت قوانين الخدمة العامة تساوى المرأة بالرجل فى الدرجات الوظيفية والمرتبات والاجور والمعاشات ايضا - هنا كان السودان رائدا فى هذا المجال فحتى الان فى بعض الولاياتالامريكية وبعض الدول الاوربية تعانى النساء من التمييز ضدهن بعدم المساواة فى الاجور – كل ذلك هو الذى قاد نساء السودان ليلجن كافة المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية والرياضية.....الخ كرائدات. _ عندما تسلمت الجبهة الاسلامية السلطة بانقلاب الانقاذ عام 1989م ومنذ اليوم الاول بدأت حربا ضروس ضد الشعب السودانى وعلى وجه الخصوص النساء وبدأ حصار المرأة بالافعال اولا بالحديث المتكرر عن الاحتشام فى مكاتب الدولة وفرض الحجاب كزى رسمى للموظفات وتصاعدت الاصوات التى تنادى بفصل النساء عن الرجال فى كافة الاماكن مثل الجامعات ووسائل النقل وغيرها والتى لم يتمكنوا من تنفيذها فقط لضعف الامكانيات وتراجع التوب السودانى المحتشم و الناصع البياض كسريرة نساء بلادى والملائم لطقس السودان لصالح العباية الخليجية السوداء والتى لا تتناسب مع ثقافتنا ولا طقسنا والضارة بالصحة. _ رغم ان اكثر من 60% من موظفى الخدمة المدنية من النساء الا ان من يتولين وظائف قيادية لا تتجاوز اعدادهن ال 5% . صدر قانون النظام العام والذى سخر لأهانة النساء وازلالهن بالجلد والحبس لمجرد ان شرطى ما او رجل امن اعتبر ان زى احداهن غير مناسب و ظهرت مسميات لتهم هلامية مثل الشروع فى الزنا وخدش الحياء العام وصار بعض نواب البرلمان متخصصون فى اهانة المرأة فالفقر والمسغبة والهزيمة فى الحروب وحتى فساد السلطة كل ذلك من صنع المرأة او نتيجة لتبرجها اولعدم ختانها حتى سمى احدهم.........نسوان – والغريب ان البرلمان القائم يضم 25% من عضويته نساء الا انهن ايضا يبصمن على مثل هذه التوجهات ولا يفتح الله عليهن باى اعتراض حتى شكليا مناصرة لاخواتهن . _ منذ اكثر من خمسة اعوام منعت السلطة دخول البنات الى كلية الشرطة فى تراجع كبير عن احد اهم منجزات المراة السودانية وايضا منذ اكثر من عشرين عاما لم يتم تعيين قاضية فى السودان فى اتجاه واضح لتصفية النساء من سلك القضاء – لذلك ولكل ما تقدم نجد ان اختيار مولانا نعمات الحويرص كاول قاضية عربية فى محكمة الاستثمار العربية بجامعة الدول العربية هو تتويج لنضالات المرأة السودانية منذ الاستقلال ودعم الحكومات الوطنية لذلك النضال – اما حكومة الانقاذ فهى عدوة المرأة السودانية ولا يحق لها الاحتفال بهذا الانجاز ولنا الحق فى ان نقول لها – "عفوا هذا الانجاز لا يخصكم". [email protected]