من المتوقع أن يشكل تفعيل حكومة ولاية النيل الأبيض لقانون الصيد الجائر ومنع استخدام شباك (السلكة) مشكلة جديدة في الولاية التي تحيط بها عدة أزمات في مختلف القطاعات، فبجانب توافد وازدياد معدلات المواطنين العائدين من دولة جنوب السودان إلى حدود الولاية ومدنها الرئيسة؛ برزت بوادر الأزمة الجديدة من خلال رفض قاطع قابل به الصيادون القرار، في وقت كشف فيه إبراهيم موسى عيسى أمين ديوان الزكاة بولاية النيل الأبيض عن توزيع مواد غذائية بأكثر من تسعة ملايين جنيه على الجنوبيين في معسكرات العائدين بالحدود، تحت بند (المؤلفة قلوبهم)، ووفقا لمبدأ إنساني، ويقول: رغم أن العبء الأكبر بخصوص الجنوبيين يقع على عاتق الأممالمتحدة، لكننا لا نستطيع رد من يقصدنا من الإخوة الجنوبيين، وقال: "وصلتنا مجموعات من مسلمي الجنوب لطلب تشييد خلاوي ومساعدات، فرفضنا وطالبناهم بأن يأتوا عبر السفارة أو القنصلية الجنوبية في الخرطوم". وواجه المشتغلون بالصيد في بحر أبيض القرار بالرفض لجهة تأثيره على عمل الكثيرين، في وقت يؤكد فيه المسؤولون أن الغرض الأساسي الحفاظ على الثروة السمكية، والمحافظة على المحصول السمكي. وكشف الدكتور فيصل عبد الرحمن، مدير إدارة الأسماك بالولاية عن إبادة الإدارة لطنين من الشباك غير المطابقة للمواصفات في إطار تفعيل القرار الذي حظر استعمال شباك السلكة، وحذر فيصل من تأثر متوقع للثروة السمكية في البلاد نتيجة للصيد الجائر والهجمة على قطاع السمك مشيرا إلى اختفاء الكثير من أنواع الأسماك وأكد توالي الحملات المنظمة لقطاع الصيد في إطار حماية الثروة السمكية ومصادرة الشبك غير القانونية وتنفيذ العقوبات في حق المخالفين، وقال فيصل إن سد الفجوة في قطاع الأسماك لن يتأتى إلا عبر اللجوء للاستزراع السمكي، وأكد أن بحر أبيض من المناطق الجيدة والملائمة لنجاح التجربة؛ للتربة الجيدة والوضع المناخي المناسب، مشيدا بتجربة مزرعة الأسماك بمنطقة طيبة في الجزيرة أبا عند مقرن النيل في الجزيرة، والتي يمتلكها أحد أبناء المنطقة، وتم تمويلها بوساطة مشروعات ديوان الزكاة لإنتاج حوالي 5 آلاف طن من الأسماك، تدخل السوق لتغطي العجز والنقص في الأسماك عند أوقات الحاجة. وفي الأثناء قام ديوان الزكاة بالولاية بشراكة مع صندوق تشغيل الخريجين بتمويل حاضنة البيوت المحمية التي تعمل وفقا لنظام تقني متكامل وافتتحها رئيس الجمهورية المشير البشير في زيارته الأخيرة للولاية وأنتجت إنتاجية جيده من الخضروات والطماطم والخيار بواقع سبعة أطنان للمحصول.. وقطع عثمان شوقار مسؤول صندوق الخريجين بإشادة الوالي عبد الحميد كاشا بالتجربة ومعه عدد من قيادات الولاية التي أكدت على جاهزيتها للدخول في التجربة وعمل بيوت محمية مشابهه في الولاية لإنتاج الخضروات. وفي السياق دافع إبراهيم عيسى في تصريحات صحفية أمس عن سياسات وخطط ديوان الزكاة، وأكد بأن أموال الزكاه تجمع لتصرف على المحتاجين وفق بنود ومصارف الزكاة المعلومة، وبحسب شرع الله تعالى، وانتقد مطالبات بعض الدستوريين بالحصول على مال من الزكاة لإجراء بعض الصيانات على السيارات أو الأغراض الخاصة، وقال إبراهيم بأن الديوان لا يوزع الأموال بعشوائية؛ وإنما وفقا لدراسات وترتيبات محددة، حتى يصل المال لمستحقيه، سيما وأن هناك من يستفيد من الحصول على أموال الزكاة ويضيعها ثم يأتي مجددا لطلب مال من الزكاة، وقال إن ولاية النيل الأبيض رغم ارتفاع نسبة تحصيل الزكاة فيها إلا أنها تعد من أكبر الولايات التي تتلقى دعما من الديوان الاتحادي، وأضاف: التحصيل في العام الماضي بلغ حوالي 68 مليون جنيه تمت جدولتها في مصارف الزكاة المختلفة حيث خصص حوالي ال(50%) منها للفقراء وعشرين بالمائة للمشروعات المنتجة بمختلف أنواعها وهي مشاريع تتفق مع بيئة المستفيد وتمنح وفقا لدراسة جدوى شاملة، وأشار إلى أن التنوع في المشاريع يحدث نتيجة للدراسات التي يقوم بها الديوان، ويتم توزيعها بصورة شاملة وبأصناف كثيره وفقا لدراسات وافية، وأضاف: "ما بندي قروش ساي لأنو في ناس بيأكلوا القروش وبجوا تاني يطلبوا لذا فالصرف يتم بترتيب وتوثيق"، ولفت إبراهيم إلى أن ولاية النيل الأبيض بها حوالي 240 ألف أسرة فقيرة محصورة في سجلات الديوان وأن الولاية تتلقى دعما من الديوان الاتحادي بواقع (54) مليون جنيه في العام لتنفيذ المشروعات المنتجة، منوها إلى توزيع مشاريع بقيمة 23 مليونا ل (5) آلاف أسره تم تمليكها مشروعات في العام الفائت مؤكدا أن الديوان يعمل بمبدأ معالجة أسباب الفقر، وقال إبراهيم إن العمل يحتاج لجهد في نشر الوعي والتعريف بفقه الزكاة وتحصيلها وتوزيعها، مشيرا إلى أن توزيع أموال الزكاة لا يتعدى ال10% في البلاد، وقال إن الديوان مسؤوليته تتعلق بالتخطيط والتدريب ووضع الخطط العامه التي يتم تفصيلها عبر القطاعات في الولاية، لافتا إلى خطط وترتيب للتوسع في الجباية والتحصيل، وأضاف: "نطمح لتغطية الفئة الثالثة أصحاب الدخل المحدود".. مؤكدا استقرار رأي الإدارة على تمويل المشاريع الجماعية. وفي السياق قال دفع السيد موسى مدير المشروعات بديوان الزكاة في ولاية النيل الأبيض إن لجوء الديوان للمشروعات الفردية والجماعية بتمليك الأبقار الحلوب للألبان والجلود والثلاجات وتدريب النساء على عمل الأحذية والآيسكريم والمشاغل والصيوانات ومواتر النقل (التكتك) والطبالي والدكاكين جاء تنفيذ لاستراتيجته الجديدة في معالجة أسباب الفقر ومساعدة المحتاجين، وقال: "في خطتنا أن يتم تنفيذ الخطط عبر المركز وكذلك المشروعات الخدمية في المياه والصحة والتعليم". اليوم التالي