سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش السوري يحاصر بداما لمنع السكان من الفرار إلى تركيا.. ويقطع المؤن عن اللاجئين.. نشطاء يدعون إلى إضراب عام الخميس ومقاطعة التجار الموالين للنظام.. والأسد يلقي خطابا اليوم
في الوقت الذي يخشى فيه سكان بداما الحدودية السورية أن تتحول بلدتهم إلى مسرح للعمليات الأمنية على يد الجيش السوري كما حدث في مدينة جسر الشغور المجاورة، ودرعا قبلها، لقمع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أكد شهود عيان من بداما أن القوات السورية حاصرت البلدة وأقامت عدة نقاط للتفتيش لمنع السكان من الفرار إلى تركيا وكذلك لمنع اللاجئين الفارين من بلدة جسر الشغور المجاورة من التزود بالمؤن. في غضون ذلك، دعا نشطاء سوريون إلى تنفيذ إضراب عام يوم الخميس المقبل في جميع أنحاء البلاد، كما دعوا إلى مقاطعة التجار والصناع الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأفاد سكان لاذوا بالفرار من قرية بداما قرب الحدود التركية السورية، التي تعتبر مصدر الاحتياجات الأساسية للسوريين الفارين من جسر الشغور، أن قريتهم باتت شبه مقفرة وأن قوات الأمن السورية أقامت حواجز على الطرق المؤدية إليها، علما بأنها تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود. وقال ناشطون على صفحات موقع «فيس بوك» إن الجيش السوري أحكم سيطرته على المناطق الحدودية مع تركيا وأحرق المنازل والمخابز التي كانت توفر الإمدادات الضرورية للأهالي من النازحين، كما أقام حواجز على الطرق المؤدية إلى بداما وعلى مسافات كبيرة على الحدود واعتقلوا عشرات الأشخاص خلال الأيام القليلة الماضية للحد من هروب الأهالي نحو تركيا الذين يزيد توافدهم من حدة الضغوط الدولية على الرئيس بشار الأسد. وقال السوري رجا العبدو (23 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد أغلقوا المخبز الوحيد في القرية. لم يعد في إمكاننا العثور على خبز (...). شاهدت جنودا يطلقون النار على صاحب المخبز. لقد أصيب في صدره وساقه»، وأوضح أنه فر من قرية بداما أول من أمس مع 14 شخصا هم أفراد عائلته، لكنه عاد إليها أمس مستخدما طرقا جانبية فوجد القرية شبه مقفرة. وأضاف: «الجيش يسيطر على كل مداخل القرية ويتحقق من الهويات لاعتقال المعارضين». وكان ناشط سوري قد أفاد في وقت سابق أن الجنود الذين وصلوا على متن ست دبابات و15 ناقلة جند، دخلوا بداما السبت ووسعوا بذلك نطاق عمليات التمشيط في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا. من جهته، قال حميد (26 عاما) إنه فر من بداما السبت مع عائلته بعدما بدأ الجنود يطلقون النار عشوائيا في القرية، وأضاف: «كنت خارج منزلي (...) أطلقوا النار من بعيد. هربنا إلى الجبال. شاهدت دراجتي النارية تحترق». وتابع: «(أول من) أمس قاموا بصب الوقود وأضرموا النار في الجبال لمنع الناس من الهرب». وأورد صديقه سمير أن أهالي بداما كانوا بدأوا بمغادرة القرية قبل أيام عدة حين دخلتها ميليشيات وعناصر في الاستخبارات السورية مطلقين النار في الهواء، وقال: «بقي نحو ألف شخص فقط عمدوا إلى الفرار (أول من) أمس (السبت)»! لافتا إلى أن «من لا يزالون هناك يعملون لحساب النظام». وأوضح سمير أنه غادر قبل شهر مدينة اللاذقية (شمال) لأنه خشي على حياته بعدما شارك في مظاهرات! وعاد إلى مسقط رأسه بداما. ولجأ أكثر من عشرة آلاف سوري إلى تركيا فيما لا يزال آلاف آخرون عند الحدود بعدما فروا من قوات الأمن. واتهم الناشط السوري في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان عمار قربي القوات الحكومية بمهاجمة من كانوا يساعدون اللاجئين خلال محاولتهم الفرار من عملية عسكرية آخذة في الاتساع لإخماد الاحتجاجات ضد حكم الأسد. وقال قربي إن جنودا ومسلحين موالين للأسد أغلقوا الشوارع المؤدية للحدود السورية في منطقة جسر الشغور مما أدى إلى تقطع السبل بالآلاف. وأفاد شهود أن من حاولوا المساعدة هوجموا حول بلدة بداما وأن رجال ميليشيات مقربين من النظام (الشبيحة) يهاجمون الناس في بداما والمناطق المحيطة ممن يحاولون توصيل المساعدات والطعام لآلاف اللاجئين المحاصرين على الحدود ويحاولون الهرب. في غضون ذلك، أطلق ناشطون، أمس، دعوات لتنظيم إضراب عام في جميع أنحاء البلاد يوم الخميس المقبل، كما دعوا إلى مقاطعة التجار والصناع الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية. وشهدت عدة مدن سورية الليلة الماضية مظاهرات ليلية تطالب بإسقاط النظام السوري، وذلك بعد مقتل 25 شخصا في مظاهرات خرجت في عدد من المناطق السورية الجمعة الماضي. وشهدت مدينة حمص أمس عدة مظاهرات؛ منها في حي الدبلان وأخرى في السوق المسقوف، بينما لم تتوقف المظاهرات الليلية في مختلف أنحاء البلاد وبؤر الاحتجاج التي تجاوز عددها ال200 بؤرة. أما رسميا، فقد ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب شهدت أمس مسيرة شعبية حاشدة نظمتها فعاليات شعبية وأهلية وشبابية تعبيرا عن تمسكهم بالوحدة الوطنية واستنكارهم للمؤامرات التي تستهدف النيل منها». وأضافت: «طاف المشاركون مختلف شوارع المدينة وتجمعوا في الساحة الرئيسة، مؤكدين دعمهم لوجود وحدات الجيش والقوات المسلحة ضمن المدينة بهدف حفظ الأمن وبث الطمأنينة في نفوس أبنائها الذين يعودون وبأعداد كبيرة بعد أن روعتهم أعمال التنظيمات المسلحة». وذكرت أن المشاركين «دعوا إلى مقاطعة القنوات الفضائية المغرضة ومحاولاتها المتكررة لتحريف الواقع بافتعال الأكاذيب وتزوير الحقائق على الأرض». وفي تطور لاحق أمس، من المقرر أن يلقي الرئيس السوري بشار الأسد كلمة اليوم، تتناول الأوضاع الراهنة في سوريا، كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الأحد. وذكرت الوكالة أن الرئيس السوري «يلقي ظهر غد (اليوم) كلمة يتناول فيها الأوضاع الراهنة في سوريا». يذكر أنها الكلمة الثانية التي يوجهها الأسد مباشرة إلى الشعب السوري، بعدما ألقى خطابا بعد أسبوعين من الاحتجاجات أمام مجلس الشعب في الثلاثين من مارس (آذار) الماضي. كما ألقى الأسد كلمة «توجيهية» أثناء ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة السورية الجديدة في 16 أبريل (نيسان)، التي شكلها برئاسة عادل سفر خلفا لحكومة محمد ناجي عطري، التي استقالت لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد.