المرأة السودانية منذ آلاف السنين وهي تقوم بدور اساسي ورائد في حياة السودانيين – فهي ركيزة أساسية في حياة الأسرة وتعمل علي استقرارها وتهيئة الجو الملائم وتوفير حياة كريمة لها . - فالتاريخ القديم يحدثنا عن الكنداكات سواء كن ملكات او اميرات او والدات المك او الملك او السلطان . ليس كمناصب ووجاهة بل كصانعات قرار في الدولة او القبيلة والمرأة دوماً كانت مساهمة في دعم اقتصاد الاسرة ففي القبائل الرعوية كانت تساعد في رعي المواشي والاهتمام بخدمة الاسرة كسند قوي . وفي القبائل النيلية كانت تخرج الي الحقل بعد الانتهاء من واجباتها المنزلية لتساعد في فلاحة الارض وحصاد المحصول وحتي تسويقه ، وهذه الشراكة المجتمعية اكسبت المرأة السودانية شخصية ذات قدر عال من الاستقلالية فكانت دائما موطن شوري من الرجل في كل مايواجهه من مشاكل او ازمات وحتي في الحروب كانت تقوم بادوار هامة ومفصلية في حث الفرسان علي الاقدام من خلال الغناء والشعر والمديح والهجاء في حالات الجبن والتقهقر ومن الأمثلة الناصعة علي ذلك – شغبة المرغمابية قائدة قبيلة المرغماب وهي فرع من فروع قبيلة الكواهلة وعاشت في منتصف القرن 18 ولهذه المراة سيرة عطرة في الشجاعة والاقدام والقيادة – وهناك النموذج الباذخ مهيرة بت عبود الشاعرة والفارسة ابنة زعيم قبيلة السواراب وهي فرع من فروع الشايقية وكان لها قدر عال في حث الفرسان علي قتال جيوش اسماعيل باشا بل وحاربت معهم – كما نجد الحكامات في مناطق غرب السودان وهن شاعرات للقبيلة في المدح والهجاء ولهن دور كبير جداً في احلال السلام او اندلاع الحروب – كل هذا التاريخ في دعم المجتمع ، جعل المرأة السودانية رائدة في مجالات العمل العام في كل افريقيا والعالم العربي فالميادين التي ولجتها المرأة السودانية كأول امرأة في النطاق الاقليمي كثيرة : التطبيب ، التعليم ، القضاء ، المحاماة ، الشرطة ، القوات المسلحة ، قيادة السيارات ، قيادة الطائرات , مختلف انواع الرياضيات من العاب القوي الي السباحة وكرة القدم ، السلة ، الطائرة والتنس وغيرها . - هذا عن المرأة العاملة في القطاعات المنظمة الا انه ومنذ أن بدأ الوضع الاقتصادي في التدهور من منتصف السبعينات بدات المرأة السودانية ربة المنزل الي تحمل دورها بجسارة متناهية في مساعدة الأسرة ببعض الاعمال بالمنزل وتسويقها بالخارج كصناعة الخبائز ونربية الدواجن واستمر هذا الدور يتعاظم ويكبر مع ازدياد تدهور الوضع الاقتصادي في بداية التسعينات مما اضطرهن الي الخروج للشوارع والنواصي بمهن بائعات للشاي والاطعمة الشعبية في هجير الشمس صيفاً وزمهرير البرد شتاءًا . - هذه البيئة النشطة و الخصبة انتجت للشعب السوداني امثال زينب بدر الدين تلك المعلمة ، سليلة المعلمين فأبيها الأستاذ الكبير بدر الدين المعلم السابق والرياضي وهم من الاسر الامدرمانية العريقة - وقد احيلت للصالح العام في بداية عهد الانقاذ ضمن آلاف الكفاءات والخبرات التي اخرجت من سوق العمل ولكنها لم تستكين أو تستسلم فولجت مجال منظمات العمل الطوعي والانساني ولم يتركوها وشانها , فظلوا يطاردونها بالمضايقات الامنية المعروفة و يسدون عليها المنافذ فكانت في كل ازمة تمر عليها تعبئ اطفالها الثلاث ولاء ومحمد وبدر الدين وترضعهم سؤات النظام واصراره علي ازلالهم من جانب ومن الجانب الآخر ترضعهم حب الوطن و الخير للاخرين وضرورة العيش بكرامة وبراس مرفوعة والحقيقة ان الابناء لم يخيبوا ظنها ابداً فالبنت ولاء صلاح كانت اول فتاة تتولى رئاسة اتحاد طلبة جامعة الخرطوم ومحمد وبدرالدين كانوا ولا زالوا من الكوادر الطلابية التي تنادي باستقلالية الحركة الطلابية والعدالة الاجتماعية للشعب السوداني وفي سبيل ذلك ظلوا يتعرضون للاعتقال يلي الاعتقال مع ما يصاحب ذلك من تعذيب وتعنيف وظلت زينب تدافع عنهم وتدفعهم دون خوف او وجل وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمخاطباتها للجماهير بالأسواق او خارج المساجد او مواقف المواصلات مطالبة باطلاق سراح ابنائها وزملائهم ملهبة الحماس في القلوب والنفوس ومقدمة نموذجا للمرأة الصامدة المضحية بفلذة كبدها في مواجهة القهر والظلم . - زينب نموذج مصادم ظاهر ومعلن لامتلاكها القدرة على هذا النوع من انواع المقاومة وهناك آلاف النساء الذين فقدوا فلذات اكبادهم او اللذين (يتمر مطون) تحت هجير الشمس كما قالت والدة الشهيد محمد الصادق حتي توفر له مصاريف الجامعة وتخرجهم للمجتمع شباب معطونون يعرق الكفاح ومرفوعو الراس . - التحية والتجلة لزينب بدر الدين ونساء بلدي الاخريات . [email protected]