إعلان منشور في عدد من الصحف، الشرطة السودانية ترغب في تجنيد عناصر يتبعون لإدارة جديدة أطلق عليها تأمين الجامعات، وعززت صحيفة "الانتباهة" الإعلان بخبر عن قرار بسحب الحرس الجامعي وإحلال الشرطة مكانه، الدواعي لاستحداث شرطة خاصة بالجامعات حسب المُعلن رسمياً هي التحديات الأمنية التي عجز الحرس الجامعي عن مواجهتها، بل هناك تقارير صحفية تتحدث عن أنها توصيات سابقة، في كل الأحوال، الوضع مقروء بوضوح مع أحداث العنف المتنامية التي تشهدها بعض الجامعات وتصل فيها الدموية حد القتل، وآخرها قتيل الجامعة الأهلية. الأسئلة الذي تقفز إلى الأذهان مباشرة، لماذا شرطة خاصة بالجامعات؟ هل الخطر الأمني داخل الجامعات يستدعي استحداث قوة خاصة لتأمين هذه الجامعات، ماهي مهام القوة الشرطية الجديدة، وكيف ستواجه الطلاب المسلحون، وكيف تتعامل مع الوحدات الجهادية التي دار ولا يزال يدور حولها الكثير من الجدل، وعجزت إداراة جامعة الخرطوم عن حلها بعد قرار بذلك....قطعا، الحل ليس في تدجيج الجامعات وإحاطتها بالقوات من كل جانب، وهذا إن لم يرفع من درجات التوتر والصدامات أكثر مما كان، فلن يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي..أسباب العنف داخل الجامعات أصبحت تتجاوز أسباب الخلافات السياسية وإن كان في غالبها ذلك، لكن هناك جرعة عنصرية مقدرة يتشربها الطلاب في الجامعات وهذه في حد ذاتها لو زادت حدتها قليلاً ستحرق ما تبقى. أسباب العنف ومصادره في الجامعات معلومة وواضحة إلا لمن أبى، معالجة القضية من جذورها بالنظر إلى أسبابها بشجاعة وليس رمي المزيد من الحطب على النار التي لن تتوقف إن استمر الحال على حاله. إذا أوقفت السلطة عنفها سيتنزل الحل تلقائياً دون تبديد المزيد من المال في بنود صرف جديدة في بلد ينهار اقتصاده يومياً، العنف الأصل هو عنف السلطة وما سواه –إن وُجد- ليس إلا ردود فعل طبيعية، والقاعدة معروفة ليس بالإمكان القضاء على رد الفعل بينما الفعل مستمر، لكل فعل رد فعل،. العنف داخل الجامعات أو قل القتل داخل الجامعات، لن يتوقف طالما الأسباب قائمة ومتطورة يوماً بعد يوم....وفوق كل ذلك، هل نظرت الجهات الرسمية التي شرّعت هذه الفكرة لجوانبها الأخرى، تصوروا، كم ستكون الصورة سالبة، حينما تصبح كل الجامعات أو بعضها محروسة بشكل دائم بقوات شرطية على سياراتها المُجهزة، ويتحول الطالب الذي يهم بعبور البوابة إلى مشتبه به يومياً، هذا كفيل بإعلان طواريء.....ثم، ماذا لو فشلت هذه القوات الشرطية في المهمة التي من أجلها أستحدثت، هل يستدعي الوضع حينها جلب قوات كوماندوز للجامعات، أم نستعين بقوات حفظ سلام. [email protected]