بعد فوزه باللقب في بطولتي كأس العالم الماضيتين، يأمل المنتخب الألماني لكرة القدم للسيدات إلى معادلة إنجاز منتخب الرجال وإحراز اللقب العالمي الثالث له من خلال بطولة كأس العالم 2011 التي تستضيفها بلاده بداية من الأحد 26 يونيو/ حزيران وحتى 17 تموز/ يوليو المقبل. وسبق للمنتخب الألماني لكرة القدم للرجال أن توج باللقب العالمي في أعوام 1954 و1974 و1990 ولكن منتخب السيدات يستطيع معادلة هذا الإنجاز بل والتفوق عليه إذا أحرز لقب البطولة العالمية هذا العام حيث سيكون الثالث له في ثلاث بطولات متتالية. ومن المؤكد أن حماس الألمان لمونديال السيدات الذي يقام على مدار الأسابيع الثلاثة المقبلة لن يصل إلى درجة الحماس العالية للغاية التي سادت جميع أنحاء هذا البلد عندما استضاف مونديال 2006 للرجال والذي فاز فيه المنتخب الألماني بالمركز الثالث. ولكن المؤكد أيضا أن المنتخب الألماني للسيدات سيجد مساندة ودعما قويين في مسيرة الدفاع عن لقبه بالمونديال النسائي هذا العام. وتأمل بريجيت برينز قائدة المنتخب الألماني، الفائزة بلقب أفضل لاعبة في العالم أعوام 2003 و2004 و2005 والتي تشارك في بطولة العالم للمرة الخامسة، في أن تكرر مع زميلاتها إنجاز البطولتين الماضيتين بإحراز اللقب مجددا. وفي الوقت نفسه، يسعى المنتخب الأمريكي المصنف الأول عالميا والفائز بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم للسيدات في أولمبياد بكين 2008 إلى تحقيق نفس الهدف والفوز بلقب المونديال للمرة الثالثة. بينما يحلم المنتخب البرازيلي بقيادة اللاعبة المتألقة مارتا، الفائزة بلقب أفضل لاعبة في العالم على مدار السنوات الخمس الماضية، بإحراز اللقب العالمي للمرة الأولى في تاريخه بعدما فشل في محاولتيه السابقتين عندما سقط أمام المنتخب الألماني في نهائي مونديال 2007 بالصين كما حل ثالثا في مونديال 1999 بالولايات المتحدة. وإلى جانب المنتخبات الثلاثة البارزة، الأمريكي والألماني والبرازيلي، يشارك في بطولة كأس العالم السادسة للسيدات 13 منتخبا منها منتخبي غينيا الاستوائية وكولومبيا اللذين يشاركان في البطولة للمرة الأولى. ومن بين 900 ألف تذكرة طبعها المنظمون لمباريات البطولة، بلغت المبيعات أكثر من 700 ألف تذكرة لمختلف المباريات والتي تقام في مدن برلين وفرانكفورت ومونشنجلادباخ وسينسهايم وفولفسبورج وأوجسبرج وبوخوم ودريسدن وليفركوزن. وينتظر أن تشهد المباراة الافتتاحية للبطولة أكبر نسبة من الحضور الجماهيري حيث بلغت مبيعات التذاكر أكثر من 70 ألف تذكرة للمباراة الافتتاحية التي يلتقي فيها المنتخب الألماني، حامل اللقب وصاحب الأرض، نظيره الكندي على الاستاد الأولمبي في العاصمة برلين. وبلغت ميزانية البطولة 51 مليون يورو "مقارنة بميزانية بلغت 530 مليون يورو لبطولة كأس العالم 2006 للرجال بألمانيا". وتتوقف الأجواء المتوقعة للبطولة بشكل كبير على أداء ونتائج المنتخب الألماني بقيادة المدربة سيلفيا نايد والتي ترى أن الهدف الطبيعي لمنتخبها هو بلوغ المباراة النهائية على الأقل ولكنها ترى أيضا أنه ليس هناك أي شيء يبدو مضمونا. وقالت نايد "إستضافة البطولة في بلدنا يمثل حدثا خاصا للغاية. سأحاول الاستمتاع بكل لحظة وأتمنى بالطبع أن نستكمل مشوار البطولة حتى النهاية. حلمنا واضح. نسعى للتتويج باللقب العالمي للمرة الثالثة على التوالي.. ستكون البطولة صعبة للغاية وستكون المنافسة على اللقب هذه المرة أكثر صعوبة بعدما تطورت مستويات المنتخبات الأخرى. لقد استعدوا بقوة للبطولة مثلنا". وتسعى المنتخبات الأخرى إلى إفساد محاولات المنتخب الألماني للاحتفال بلقب جديد في هذه البطولة. وفي تصريحات لموقع الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" على الانترنت، قالت المهاجمة البرازيلية كريستياني "حان الوقت لنفوز باللقب". ويسعى المنتخب البرازيلي إلى ترك البصمة الأولى له في سجل الفائزين بالمونديال بعدما فاز المنتخب البرازيلي باللقب العالمي خمس مرات سابقة على مستوى بطولات الرجال. ويبرز من بين المنتخبات المرشحة للأدوار النهائية في البطولة كل من منتخبات السويد والنرويج وفرنسا واليابان. ويعتمد المنتخب الفرنسي كثيرا على العديد من لاعبات فريق ليون الفرنسي الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا للسيدات. وقالت اللاعبة هوماري ساوا قائدة المنتخب الياباني المصنف الرابع عالميا "أشعر بأن الوقت قد حان. نريد تحقيق نتيجة أفضل على الأقل من المركز الرابع الذي أحرزناه في أولمبياد بكين". وبغض النظر عن النتيجة، يتفق كثيرون على أن المنتخب الألماني سيقدم سلسلة من العروض الرائعة في هذه البطولة بفضل خبرة لاعباته وإمكانيات الفريق ومساندة الأرض والجمهور. وقال السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا "المنتخب الألماني سيصنع شيئا رائعا من كأس العالم". وفي عام 2006، جذبت ساحات المشاهدة العامة الملايين من المشاهدين على مدار خمسة أسابيع أقيمت خلالها فعاليات بطولة كأس العالم 2006 للرجال بألمانيا. وتأمل لاعبات المنتخب الألماني للسيدات في أن تحظى البطولة العالمية هذا العام بقدر من هذا الاهتمام. ووجدت لاعبات مثل ليرا بايرامي وألكسندرا بوب وكيم كوليج طريقهن إلى أغلفة المجلات في ألمانيا التي كانت تحظر تأسيس أندية كرة القدم للسيدات حتى عام 1970. ونالت كرة القدم للسيدات إشارة جديدة على المساواة مع كرة القدم للرجال بعدما أعد المسئولون في متحف الأحياء المائية بألمانيا ثمانية من الأخطبوطات لعمليات التنبؤ بنتائج مباريات البطولة مثلما سبق للأخطبوط الشهير بول التنبؤ بنتائج مباريات مونديال 2010 للرجال بجنوب أفريقيا.
