وجه الأمين العام لمجلس التخصصات الطبية الشيخ الصديق بدر انتقادات لوكالات السفر، ووصف ممارساتها تجاه الأطباء بغير الشرعية وفقاً لتصنيفات منظمة العمل الدولية، وقال إن ما يتعرض له الأطباء يمثل اتجاراً بالبشر واستغلالاً لحوجتهم للوظيفة التي يشترط دفع (15 20) ألف جنيه للحصول عليها، وانتقد استجابة معظم الأطباء لشروط الوكالات رغم عدم قانونيتها، ودلل على ذلك بلجوء عدد من الأطباء لبيع اثاثاتهم ومقتنياتهم المنزلية لاستكمال تكاليف الهجرة. وأقر الشيخ في تصريح ل(الجريدة) بتردي بيئة المستشفيات، وقال (الملاحظ إن المستشفيات تحتاج لتأهيل لتصبح مواعين تدريبية مهيأة)، ولفت الى أنهم وبالتنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية ووزارة الصحة بولاية الخرطوم سيعملون على تأهيل وترقية المستشفيات لتدريب الأطباء. وأبدى الأمين العام لمجلس التخصصات الطبية خلال مؤتمر صحفي بمقر المجلس أمس، استغرابه من ارتفاع أعداد الوكالات مؤخراً، وأشار لوجود (3) وكالات فقط في السابق، والآن تقدر ب(150) وكالة سفر قال إنها حققت أرباحاً طائلة، وزاد: (لا ندري إلى أين تذهب ولمصلحة من؟). وحذر الشيخ من تزايد وتيرة هجرة الأطباء ونوه لوجود فجوة وصفها بالكبيرة في أعداد الاختصاصيين بالبلاد، وذكر أن الذين يقللون من هجرة الأطباء (ما عندهم رؤية وغير ملمين بالمعلومات)، وأشار الى هجرة نصف القوة من الأطباء لخارج البلاد بما فيها كوادر التمريض وضباط الصحة، وكشف عن وجود ما لا يقل عن 9 آلاف طبيب بالمملكة العربية السعودية فقط، وأن المملكة أعلنت أن سدس الأطباء العاملين فيها من السودانيين واعتبر ذلك الوضع مهدداً، كما لفت إلى وجود(1000) طبيب ببريطانيا. وفي السياق أبدى الشيخ الصديق تخوفه من تأثيرات الهجرة على التدريب الطبي بالسودان، وأقر بأن المجلس مهدد بفقدان التدريب بسبب هجرة الاستشاريين وانعكاسها على القدرة الاستيعابية، وأضاف أن الهجرة بوضعها الحالي غير منظمة وأن المجلس لا يستطيع إيقافها. ونوه الشيخ الى إبرام اتفاق مع السعودية بإشراف وزارة الصحة الاتحادية، وتوقع أن يسهم في تقنين الهجرة ورفع كفاءة الطبيب وتأهيله وتحسين أوضاعه المادية، وقال إن الاتفاق لن يحد من هجرة الأطباء، ونفى وجود أي غرض للتضييق أو الحجر على هجرة الأطباء من خلال الاتفاق. الجريدة