نائب الرئيس المرشح يطالب بتحديث الثالوث النووي في البلاد وهو ترسانة الأسلحة النووية الاستراتيجية، وطالب وزير بضرورة الالتزام بهذه القضية. العرب كندة قنبر واشنطن - تنفست الأقليات الصعداء في الولاياتالمتحدة وتحديدا الجالية العربية والمسلمة واللاتينية، بعد إعلان المرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون عن اسم نائبها في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، والتي وصفها الكثير من المحللين والخبراء بأنها غير مريحة وغير مفهومة سياسياً، وخاصة في ما يتعلق بالمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب. بعد انتهاء المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري بيوم واحد وفي خضم التطورات المقلقة في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط والانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، أعلنت المرشحة كلينتون عن اختيارها السيناتور تيم كين وهو سيناتور عن ولاية فرجينيا نائباً لها في حال الفوز. كين سيقف إلى جانب كلينتون في صراع انتخابي صعب أمام منافسهما دونالد ترامب. خيار كلينتون لم يكن سهلا. جاء بعد انتظار طويل بحسب الناطق باسم حملتها. وقد تم اختيار كين قبل أسبوع واحد من الإعلان عنه رسمياً. خيار كان بمثابة صفعة كبيرة في وجه الجمهوريين، وذلك لأن كين معروف في الأوساط السياسية على أنه رجل دين، عمل في الحقل السياسي مع الناس ومن بينهم. رجل مطّلع على السياسة الداخلية والخارجية بشكل كبير والأهم من كل ذلك، أن كين عُرف بنزاهته، حيث سجله السياسي أبيض ولا تشوبه أيّ فضائح ويتكلم الأسبانية بطلاقة. محارب متفائل السيناتور كين هو سيناتور عن ولاية فرجينيا، شغل العديد من المناصب ومنها عضو مجلس مدينة، ورئيس البلدية لعاصمة فرجينيا ريتشموند ومن ثم حاكم ولاية فرجينيا نفسها ورئيس الحزب الديمقراطي ومؤخراً عضواً في مجلس الشيوخ عن الولاية نفسها. عاش في مدينة كانساس في ولاية ميزوري. وتلقّى تعليمه في جامعة ميسوري ومن ثم حصل على شهادة القانون من جامعة هارفارد العريقة. بدأ حياته المهنية في الخدمة العامة من خلال العمل في إدارة مدرسة فنية ضمن الحملات الدينية التبشيرية لليسوعيين في هندوراس. مارس كين المحاماة في مدينة ريتشموند لمدة 17 عاما، ودأب على تمثيل الناس المحرومين وذوي الإعاقة. درس في جامعة ريتشموند-فرجينيا وفي أواسط تسعينات القرن العشرين انتخب في أول منصب سياسي له، كعضو مجلس مدينة ريتشموند ثم عمدتها ومن ثم نائب حاكم ولاية فرجينيا وفي عام 2002 تم انتخابه حاكمها السبعين. انتخب كين ليكون عضواً في مجلس الشيوخ في عام 2012 وعرف عنه أنه المحارب المتفائل، وهو ذو مهارة عالية في الاستقطاب والتقرب من أعضاء الحزب من مختلف الأعراق والأديان والمناطق. كما عمل في عدد من اللجان في مجلس الشيوخ، كلجنة القوات المسلحة والميزانية والعلاقات الخارجية. وهو العضو البارز في اللجنة الفرعية لجاهزية القوات المسلحة واللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الإدارية. السياسة الخارجية بينما يحاول مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب كسب الحرب الانتخابية من خلال تبني قضايا الأمن القومي، ينظر كثيرون إلى اختيار المرشح كلينتون للسيناتور تيم كين (58 عاما) بوصفه اختياراً ذكياً واستراتيجياً من حيث ثقله الكبير في قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية. حيث عمل كين، كما سلف، في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ولجان الخدمات المسلحة ولجان الميزانية. وعرفت عنه مواقفه الناقدة لسياسة الرئيس أوباما في ما يتعلق بالحرب على تنظيم داعش. فقد قال إنه كان على واشنطن أن تتدخل بشكل أكبر وأقوى وبقوة عندما اندلعت الحرب السورية، قبل أكثر من خمس سنوات. يشارك كين المرشحة كلينتون تصورها حول إنشاء منطقة حظر جوي فوق الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة السورية. ففي جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في شهر ديسمبر 2015، قال كين إن التردد في إنشاء المنطقة الإنسانية في سوريا هو من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة، وقارن هذا التردد بتردد الرئيس بيل كلينتون في العام 1990 في التدخل في مأساة رواندا. اسم كين لا يتداول لمنصب نائب الرئيس لأول مرة، ففي عام 2008 تمت تزكيته ليكون نائباً للرئيس باراك أوباما. وهو يجد الكثير من التقدير من مجتمع اللاتينيين، كونه سبق له وأن عمل في الحملات التبشيرية في هوندوراس. وفي لقاء مع "العرب" قالت سوزان مريدين مديرة العمليات في المجلس السوري الأميركي إن "سياسة السيناتور كين فيما يتعلق بسوريا معظمها مشجعة. حيث يدعم السيناتور إقامة مناطق آمنة، وصوّت لدعم الثوار السوريين في الحرب ضد تنظيم داعش". وأضافت مريدين "في عام 2013، قام كين بالتصويت لصالح الضربات ضد نظام الأسد". ورغم كل مواقف كين المطالبة بإيجاد حلّ للوضع الإنساني المتردي في سوريا، إلا أن السيناتور لا يدعم فكرة الإطاحة بالنظام السوري في دمشق. تقول السيدة مريدين "نأمل من السيناتور كين أن يغير وجهة نظره فيما يتعلق بمصير الأسد، حيث نرى أنه إذا أردنا أن نهزم داعش ونجد حلاً لأزمة اللاجئين السوريين، فعلينا أن ندعم فكرة إسقاط النظام المستبد في سوريا". كين يدعم ترشيح هيلاري كلينتون منذ البداية، وكان قد قام بتوظيف كل خبراته في السياسة الخارجية في انتقاد سياسة ترامب التي عرفت بالانعزالية، إضافة إلى مسألة الإسلاموفوبيا ومناهضة الهجرة. يعتبر كين أن سياسة ترامب فيما يتعلق بمسألة الناتو سياسة خاطئة. وكان قد تحدث في خطابه عن دعم والتزام أميركا بحلفائها في الناتو في إشارة إلى تعليق ترامب مؤخراً على أنه قد لا يدعم حلفاء الناتو في منطقة بحر البلطيق إذا تم احتلالها من روسيا. حينها اعتبر كين كلام المرشح ترامب بمثابة دعوه مفتوحة للرئيس فلاديمير بوتين للدخول إلى بحر البلطيق، وقال إنه يتشارك مع الكثيرين من الحزب الجمهوري من الذين يرون أن تصريحات ترامب تعد خطيرة للغاية. عمر حسينو محلل وناشط سياسي في الحزب الجمهوري يقول ل"العرب" إن من الواضح أن مرشح الحزب الجمهوري ترامب يريد التخلي عن الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بهدف عقد صفقة مع روسيا. وهذا أمر خطير جدا لأنه يتيح للرئيس بوتين الاستفراد بدول البلطيق ودول شرق أوربا. مضيفاً "بينما نرى أن كين كان غير راض عن سياسات الرئيس أوباما في ما يتعلق بأوكرانيا وسوريا، ولكن كين لا يختلف جذريا مع ترامب في التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط، فسياسات أوباما رفضت مواجهة التوسع الروسي عن طريق القوة". كين والأمن القومي استراتيجية السيناتور كين العسكرية، تبدو ملامحها من خلال ما عرف عنه. فهو من بين أكثر المطالبين بالحفاظ على الاستعداد العسكري الأميركي، وتنمية القدرات التكنولوجية والمرونة لمواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية. ويرى كين أن الأمن القومي يؤثر بشكل مباشر على المواطن الأميركي، لذلك دأب على المطالبة وبشكل متواصل على تقديم أفضل الموارد للجيش. كما طالب بتحديث الثالوث النووي في البلاد وهو ترسانة الأسلحة النووية الاستراتيجية، وفي وقت سابق وقّع مع أكثر من 14 من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين رسالة إلى وزير الدفاع أشتون كارتر مطالبين إياه بالالتزام بهذه القضية. اسم كين لا يتداول لمنصب نائب الرئيس لأول مرة، ففي عام 2008 تمت تزكيته ليكون نائباً للرئيس باراك أوباما. تجد هذه الشخصية الكثير من التقدير من مجتمع اللاتينيين، كون كين سبق له وأن عمل في الحملات التبشيرية في هوندوراس. ما جعل منه شخصاً مقرباً جدا من الناخب الأميركي ذي الأصول اللاتينية.وخطابه يدعم كين الإجراءات التي قام بها الرئيس أوباما في حماية ما يصل إلى خمسة ملايين من المهاجرين غير الشرعيين من الترحيل، والسماح لهم بالعمل بشكل قانوني في الولاياتالمتحدة. ويؤيد الإصلاح الشامل لقوانين الهجرة، ما من شأنه أن يسمح لأولئك الذين يعيشون في البلاد بطريقة غير مشروعة بالحصول على إقامة قانونية، إذا كانوا يدفعون الضرائب والغرامات المالية. طالب كين بالمراقبة على تجارة السلاح وإتاحته أمام المجتمع بالشكل الحالي. أما في قضايا العدل الجنائي، فهو يعارض عقوبة الإعدام. وفي ما يتعلق بالتعليم، فقد وسّع البرامج التربوية لخدمة الأطفال المعرّضين للخطر أو تحت خط الفقر، وقدّم مشروع قانون في مجلس الشيوخ لتوسيعه على مستوى كل الولايات، مطالباً بتخفيف تكلفة التعليم العالي. وهو من أكبر المدافعين عن اتفاق التجارة الحرة في شمال أميركا (نافتا).