يبدو أن الغزو التركي لم يتوقف على الأعمال التلفزيونية الدرامية فقط، فهاهي المنتجات المنزلية المختلفة من أثاث وديكور وأبواب وشبابيك ومطابخ وغيرها تركية الصنع تجوب أرجاء الشوارع التجارية في العاصمة الخرطوم وفروعها المنتشرة بولايات السودان المختلفة، تحت لافتات هي الأشهر لما تحمله من العلمين السوداني والتركي في إشارة لثورة الاستثمار التركي الذي أصبح يباشر في أوجه عديدة تشكلت من خلال صناعة الأبواب والشبابيك والمطابخ الحديثة بأفضل الطرق وأرقى الموديلات الحديثة، ولم يتوقف الحال عند هذا الحد، فتلك المحال التركية التي امتلأ بها شارع (15) العمارات والتي ظلت تقدم أرقى أنواع الديكور من الخشب والحديد. وقال المهندس مهند سليمان، إنهم ظلوا يقدمون أجود أنواع المنتجات التركية الراقية في مجال أبواب الألمونيوم الفاخر وشتى ديكورات الخشب وبأسعار مناسبة بنسبة مئة في المئة، وأن الجودة هي الفرق بينهم وبين المحلات الأخرى، مؤكدأ بأنهم يتميزون بالمنتجات الخشبية المتعددة الأشكال والأغراض، فيما نفى وجود أي عيوب لدى خشب الأثاثات، مبيناً أن الأثاث التركي يتميز بالمتانة والجمال. وقال مهند: لم تكن الستائر التركية أقل حظاً مما نالته الأثاثات التركية، فهي أيضاً قد نالت نصيب الأسد من خلال سلبها عقول كثير من ربات المنازل اللاتي جن جنونهن بها جنون الكثيرين بالدراما التركية. وبهذا الوصف قالت الأستاذة راوية محمد صالح بمحلات (كلاس هوم كوليكشن) التركية بشارع الستين بالخرطوم: إن المنتجات التركية تعتبر حالياً الأفضل والأجود من حيث الجودة والضمان والشكل و الحداثة، وأضافت بأن الستائر التركية تعتبر من أفضل أنواع الستائر المشهود لها بالجودة عالمياً، وعن كيفية البيع والسعر قالت: إن الستائر تباع عن طريق المتر (القماش) ويتراوح بين 65 400 جنيه، ويختلف القماش من حيث الشكل والنوع، كما أكدت أنهم يقدمون خدمة خاصة لعملائهم تتمثل في فك وغسل وتركيب الستائر بعد الشراء، وذلك نسبة لصعوبة ذلك، وهم يقدمون ذلك خدمة هي ليست مجانية خالصة لكنها تتوقف على عملة رمزية يحددها الزبون من ذوقه، ومن ناحية الأسعار والتخفيض، وقالت: إن هناك تخفيضاً يصل إلى15% للعملاء الراتبين والزبائن من المرة الثانية، وعن نوع الأقمشة، قالت لديهم أقمشة تأتي بالطلب الخاص، وهناك الاكسسوارات وملحقات الستائر، إضافة لخبراء الديكور الذين يعاينون المنزل ليحددوا شكل ونوع الستائر المرادة وفق رؤية ديكورية حديثة. ووصف عدد من أصحاب المحلات التجارية لصناعة الستائر والأبواب المحلية صعوبة مجاراة المنتجات الأجنبية التركية بالتحديد، لأنها تمتاز بالمتانة والقوة والجودة، ويتطلب العمل بطريقتها ميزانية مكلفة وتحتاج إلى تمويل كبير، وقالوا: إن الكثير من المستثمرين الأتراك نجحوا في ذلك المنحى نجاحاً كبيراً. وعلى النقيض تماماً يرى البعض من التجار المحليين أن المنتجات الأجنبية عمرها قصير ولا تصمد طويلاً في أجواء السودان المتعدد المناخ، وبين الرفض والقبول تبقى المسألة عالقة بين العرض والطلب، إذن المسألة راضخة للقبول والرفض. التيار