والي النيل الأبيض يوجه بوضع التحوطات لترحيل المواطنين من القري المتأثرة تحقيق: راشد أوشي في خريف عام 2012م محت السيول قرية الرقيق بولاية النيل الأبيض التي تقع على الطريق القومي الخرطومكوستي من الوجود، وفي خريف هذا العام، وبعيد مرور مائة عام، حسب مسئولين في حكومة الولاية، عاد السيل لمجراه الطبيعي وجعل من منطقة العكف بمحلية السلام نسياً منسياً أو كاد بعد هطول متواصل لأمطار غزيرة استمرت ليومين على التوالي، ووفقاً لمعلومات أولية فإن السيول تسببت في انهيار حوالى (3000) منزل بين انهيار كلي وجزئي مشيدة بالمواد المحلية في العكف وبعض القرى التي من حولها، فيما نفق حوالى (800) رأساً من الثروة الحيوانية في محلية هي الأغنى من بين محليات الولاية في الثروة الحيوانية، وفيما أطلقت مجموعات شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات لإغاثة المتضررين، نشر معتمد السلام السابق اللواء الطيب البلة على صفحته في الفيسبوك نداء استغاثة ووضع ارقام هواتفه داعياً المنظمات الخيرية والشبابية لنجدة أهاليهم في العكف، وقال معتمد السلام إن السيول التي اجتاحت المنطقة أتت من جبال جنوب كردفان، وأكد أن السيول التي غمرت مساحات كبيرة تعود في الأصل لخور أبوحبل ولم تأت منذ مائة عام، وزار وفد من حكومة ولاية النيل الأبيض برئاسة الوالي المنطقة والقرى المجاورة لها للوقوف على الأوضاع، التفاصيل في السياق التالي: العكف في دائرة الأضواء السحب السوداء الداكنة تكاد تقترب من قمم الأشجار، أو هكذا خيل لسكان منطقة العكف بمحلية السلام في ولاية النيل الأبيض، وتضم العكف قرى عنوفة وعرابة وطيبة ونميل وأم جر والعرديبة، وفي ليلة الثلاثاء الماضي بدأت السحب تتحرك وتتراكم فوق المنطقة، بينما كان البرق يرسم في السماء ملامح الخوف من مجهول قادم، وعندما بدأت الأمطار تهطل طوال ليل الثلاثاء والأربعاء، كان التاريخ يعيد قراءة تضاريس المنطقة حيث يمر مجرى خور أبو حبل الذي مر من المنطقة قبل مائة عام ونيف كما قال بذلك الجزولي هاشم معتمد السلام، وقال المعتمد عبر الهاتف ل (التيار): (لم نكن نتوقع السيول التي غمرت مساحات شاسعة)، وفي يوم الخميس سمع الناس في العكف والقرى المجاورة لها صوت السيل وهو يجرف أمامه كل شيء..!! كانت أكبر من التوقعات وقال المواطن أحمد حاج النور في اتصال هاتفي أن الأمطار التي شهدتها المنطقة مؤخراً فاقت كل التوقعات مما تسبب في إحداث خسائر كبيرة في المنازل وممتلكات المواطنين وفقدانهم المأوى خاصة في منطقة العكف الأحامدة ، وأكد حاج النور أن هنالك حالات نفوق في الثروة الحيوانية بشكل كبير جداً، وأضاف حاج النور إن المنطقة بها أكبر جسر مائي على الردمية التي تربط كوستي بحقل بترول الراوات والذي يمر بالمنطقة إلا أن حجم السيول والفيضانات كانت أكبر من التوقعات وأن العاملين بشركة بترول الراوات ظلوا ساهرين مع المواطنين على إنقاذ ما يمكن إنقاذه وإغاثة المواطنين الذين تضرروا، وغمرت مياه السيول مناطق شاسعة شملت قرى ابوضراس وأم زرايبة وهددت قرى أخرى بالإحاطة بها إحاطة السوار بالمعصم، وقال شهود عيان إن المياه اتجهت جنوباً وتفرعت في خور الليونة حيث مدينة الراوات التي اكتشف فيها البترول وتعمل فيها شركات النفط، قبل أن تعبر بوخور وداعرج وخور السنيط لتلتقي برهد الفيل وخور العكف وهناك أيضاً منازل انهارت في المناطق المجاورة في وحدة الراوات، وأطلق ناشطون شباب من أبناء الولاية على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والواتساب) نداءات استغاثة لنجدة المواطنين المتضررين، ونشر معتمد السابق السلام اللواء شرطة الطيب البلة نداء على صفحته في الفيسبوك، وقد نجحت النداءات في تشكيل رأي عام وتضافر الجهود الرسمية والشعبية في تفادي المخاطر المحيقة بالمنقطة على الأقل حتى الآن. من هول المفاجأة..!! وفقاً لإحصائيات غير رسمية فإن السيول التي اجتاحت المنطقة بقوة تسببت في انهيار حوالى (3000) منزل مشيدة بالمواد المحلية (القش والجالوص والحطب) إضافة للمدارس والمركز الصحي وقسم شرطة المنطقة، وجرى الحديث عن نفوق أكثر من (700) رأساً من الثروة الحيوانية، وقال مواطنون من المنطقة في اتصال هاتفي إن التقديرات الأولية مبنية على حجم المناطق التي غمرتها مياه السيول وكميتها حيث لم يعد بالامكان الانتقال من مكان لآخر إلا عبر البراميل التي تقطع لنصفين، أو عبر المواعين الضخمة التي تشبه المراكب وتستخدم لتغذية الأبقار، وتعتبر محليات السلام من المحليات الغنية بالثروة الحيوانية حيث يوجد بها أكثر من 80% من اجمالي الثروة الحيوانية بولاية النيل الأبيض التي تبلغ، وفقاً لإحصائيات رسمية، (10) مليون رأس، كما أنه يوجد بالمحلية كبرى المشاريع الزراعية بالولاية، وقد غمرت المياه، وفقاً لتصريحات أدلى بها معتمد السلام، مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وبينما تناقضت الاحصائيات الرسمية مع الاحصائيات غير الرسمية في عدد المنازل التي انهارت إذ قال المعتمد إن عدد المنازل المنهارة بلغ (340) منزلاً، ونفى أن يكون هنالك نفوق يذكر في الحيوان، فإن هول المفاجاة والصدمة التي أصابت الجميع بما فيها حكومة الولاية التي تقول إنها وضعت التحوطات اللازمة لتفادي ودرء آثار الكوارث الطبيعية التي تصاحب الخريف، جعلت من التناقض سمة أساسية في تقدير الخسائر المادية إذ لم تحدث أية خسائر في الأرواح. تكاتف الجهود وقد شكلت حكومة ولاية النيل الأبيض لجنة عليا للوقوف على منطقة العكف والراوات الأحامدة ومتابعة التطورات لإغاثة المواطنين والحد من ظهور الأوبئة وتردي البيئة نتيجة حالات نفوق الثروة الحيوانية جراء السيول التي ضربت المنطقة ، فيما رمت أمانة المنظمات والعمل الطوعي بأمانة الشباب بالمؤتمر الوطني والتأمين الصحي بثقلهما وقدما الاحتياجات الصحية للأسر المتضررة بمنطقة العكف، ودفع التأمين الصحي بكوادر طبية لمراقبة الاوضاع بالمنطقة وقدم أدوية متكاملة للطوارئ والاسناد، يأتي هذا في وقت سيرت فيه وزارة الصحة، ضمن الوفد الكبير الذي زار المنطقة برئاسة والي النيل الأبيض عبد الحميد موسى كاشا، قافلة صحية وزعت الناموسيات والمبيدات للتقليل من المخاطر الصحية التي يمكن أن تنجم عن نفوق الحيوانات أو تراكم المياه، فيما تمكنت شركات البترول العاملة في حقل الراوات النفطي من تصريف المياه عبر استخدام آلياتها وصنعت كباري مؤقتة من الحاويات الكبيرة لعبور السيارات وإجلاء المواطنين من المناطق المتأثرة بالسيول. الحكومة تتدخل ووقف الوالي عبد الحميد موسى كاشا الذي زار المنطقة يوم السبت، يرافقه إسماعيل نواي السيد رئيس المجلس التشريعي ومعتمد السلام الجزولي هاشم ونواب المحلية بالمجلسين الوطني والتشريعي واللجنة العليا لطوارئ الخريف وعدد من المنظمات الطوعية والتأمين الصحي ، وقفوا على أوضاع المتأثرين بالأمطار والسيول بمنطقة العكف بمحلية السلام جنوب الولاية ، وفي تصريح ل ( سونا ) قال كاشا إن الهدف من الزيارة هو الوقوف على أوضاع المواطنين المتأثرين بالسيول والأمطار بمنطقة العكف، ووجه اللجنة العليا لطوارئ الخريف وشركة الروات لعمليات البترول بضرورة الاسراع في تصريف المياه القادمة من مناطق الجبال بولاية جنوب كردفان عن طريق فتح مزيد من الكباري والمصارف في الطريق الذي يربط بين الروات والمقينص ، كما وجه اللجنة العليا بوضع كل التحوطات اللازمة لترحيل المواطنين من القرى المتأثرة تحسباً لمزيد من كميات السيول والأمطار وتقديم مواد الإيواء والغذاء والتدابير الصحية ، وأضاف: ( أن الأوضاع تحت السيطرة تماما)، من جهته أوضح الجزولي هاشم معتمد محلية السلام إن عدد المنازل التي تأثرت بالسيول بلغ 340 منزلاً منها 136 منزلاً انهارت كلياً، وأكد : (لاتوجد أية خسائر في الأرواح أو الماشية)، وأشار إلى القيام بتقديم كافة مواد الإيواء والغذاء وشكلت غرفة للطوارئ الصحية وتوفير أدوية الطوارئ ومبيدات الرش، وقال الجزولي إن كافة الجهود منصبة لتصريف المياه ، فيما ناشد العمدة الحاج محمد عقيد نائب الدائرة بالمجلس التشريعي حكومة الولاية بالتدخل العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية للمواطنين المتأثرين وأعرب عن شكره لحكومة الوﻻية والمنظمات التي استجابت للنداء منذ أن وصلت السيول للمنطقة عقب الأمطار الغزيرة في يوم الخميس الماضي.