على خطى الداعية السعودي الدكتور عائض القرني، رصد مواطنه الداعية الشهير سلمان العودة مبلغًا ماليًّا ضخمًا بلغ قدرة مليون ريال سعودي جائزة سنوية لمتابعيه ومحبيه، تدفع لفائز واحد فقط سنويًّا عبر مسابقة أطلقها أخيرًا. وعلى الرغم من فارق هدف الجائزة بين الداعيتين اللذين لمع نجمها في الثمانينات الميلادية ، إلا أن السباق المثير بين الدعاة السعوديين نحو العمل الدعوي "المودرن" بات ملحوظًا أكثر من ذي قبل . وخصّص العودة كامل المبلغ لفائز واحد "وتستهدف التميز غير المألوف في منجز أو مشروع ينفذ من أفراد أو مجموعات داخل الأسرة بغرض الرقي بها، أيًا كان اتجاه المشروع أو تصنيفه " . يأتي ذلك من خلال برنامجه الأسبوعي الشهير (الحياة كلمة) الذي تبثه قناة MBC ، وحقق شهرة محلية وعربية واسعة طوال السنوات الست الماضية، خصوصًا أنّه برنامج يخرج عن المألوف عادةً في الطرح الإسلامي الإعلامي . وبحسب مسيرو البرنامج فإن الجائزة تأتي " في سبيل تطويع آليات تطبيقية إيجابية لبرنامج (الحياة كلمة) ، وجعلها ممدودة في كل الاتجاهات القيمة المتاحة، استمرارًا في العطاء ذاته المتوازن تأصيلاً وفهمًا لأوجه الحياة المعاصرة بعموم تداعياتها". ولكن اللافت في أمر الجائزة بحسب إيضاح مقدم البرنامج المذيع السعودي فهد السعوي أنها حتى الآن لم يُعلن أعضاء لجنة التحكيم ، مكتفين ب"الجزم" أن العودة هو أحدهم . وأكد السعوي أيضًا أن الفائزين سيحظون بفرصة لعرض إنتاجهم من خلال البرنامج ذاته . ويحظى العودة الذي علا شأنه خلال فترة الغزو السوفيتي لأفغانستان في الثمانينات الميلادية بشعبية واسعة خصوصًا بين الشباب من الجنسين ، ممن لم يدركوا مرحلة التغيرات التي طرأت على العودة بعد سنوات من التحولات في الفكر الديني يمينًا ويسارًا في السعودية . وبالعودة للجائزة "الملفتة"، فإن عائض القرني كان صاحب قصب السبق في هذا المجال حين أعلن عن تخصيص جائزة بمبلغ مليون ريال لمن يجاري قصيدة له تتحدث عن الرسول ، وفتح الباب على مصراعيه لمن يريد المجاراة دون أن يعلن عمن استطاع أن يظفر بالمبلغ حتى الآن، على الرغم من مرور أكثر من عام على إعلانها. وأثار القرني حينها الجدل عندما طرح القصيدة في الأسواق السعودية بصوت أشهر المطربين السعوديين وأغلاهم على الإطلاق محمد عبده، وتعرض إثرها الأول لموجة من الانتقادات إلا أنه أصر على أن الهدف و"سلامة المقصد" تغني عن طريقة إيصالها لأكبر شريحة ممكنة . الجدير بالذكر أن الشيخ سلمان العودة قد تولى مناصب متعدّدة آخرها مشرف على مجموعة الإسلام اليوم ، كما يشغل منصب الأمين العام لمنظمة النصرة العالمية ، وهو عضو مجلس أمناء الاتحاد لعالمي لعلماء المسلمين ، وعضو مجلس الإفتاء الأوروبي ، وعضو في عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والعلمية في العالم الإسلامي .