[email protected] لو أن " بكائيتك " كانت إجابة لورقة إمتحان في تصاريف اللغة العربية ، أو خطبة هدفها إستعراض مخزونك الفقهي من تفاسير وفذلكات لمحفوظات دينية ، فلربما بهرت من سيصححها . ولكن ، أن تخرج علينا بهذه الحلزونيات اللغوية التي تتغافل عن الولوج الي لب أمر خطير جدا ذي صلة بموضوع محدد ، فهذا ماننكره وننهض لتبيان عواره بل ونزيد علي الفضيحة بحلقات لاحقة عن فساد القصر ، وحامل مفاتيح غرفه الفريق طه عثمان الحسين . لأنك قررت بمحض إختيارك مخاطبة الناس بعد الركلة الرئاسية المفاجئة ، كان من الطبيعي أن يهمنا ماستقول . أردنا شهادتك ، أولا ، علي ماجري من وقائع لنتعرف علي النظم الادارية التي تُسيّر هذا القصر العجيب ، إذ كيف تمكنت سمسارة لترويج إعلانات عن طريق إصدارات بائرة ، أن تنتهي في صالون بيت الأسد النتر نفسه ، في وقت راحته ، لتبلغه تحيات وهمية و "تكريم" كذوب من النجم الارجتيني ميسي !! بل ، وتتمادي في الإستخفاف برئيس دولتنا الإستوائية الإسلامية السنية ، فتسلمه فنيلة تدّعي إنها هدية خصها به أسطورة الكرة العالمية ، دون غيره من ملوك ورؤساء وأمراء هذا الكوكب وبدون أي مناسبة ! منذ أن تقحمت، يازميل ، علي مهنة الصحافة ورميت هندستك وراء ظهرك إلا من " م" لتُزَيِّل بها إسمك ، إختزلت سنوات ضوئية من الإنجازات فتصعّدت وأصبحت في مارس 2016 م.ح. هيكل جمهوريتنا السائبة . ولأنك غدوت مُفْتِي " ولي الأمر" في شؤون الصحافة والإعلام ، فسيكون ملائما مساءلتك حول كثير من الذي شهدت في كونك أرفع تنفيذي في إعلام القصر . لنبدأ من الشكليات . من يدّعي الاستقامة ويدق دفوفا لمكارم التربية والأخلاق ، فيحاضر الناس " بما يُفْتَرض " أن يكونوا عليه ، شاكلة ما تفايضت به مرثيتك المبذولة بالواتساب والأسافير ، حري ألا يقبل الناس من مثل هذا الشخص إلا تطابقا تاما شاملا مابين تنظيراته المعيارية للأخلاق وسلوكياته الشخصية . فجدير بمن تملك شجاعة الجهر بمعارضته للكيان السياسي الماثل ، ومضي متهما رأس دولته بالغباء وخفة ملكاته العقلية ، كما فعلت مرة وسنبين لاحقا ، أن يرفض التعايش مع هذا الضد ، ناهيك عن القبول بالعمل تحت إمرة ذات الرئيس الغبي الأرعن . إذا رفعناك ، يازميل ، الي منصة هذا الميزان الاخلاقي البسيط ، فستتجلي عورات إنتهازيتك وتمكنها منك تمكن الخوف من قلب الفَرُّوجُ . سنقرأ عليك يأّبي عزالدين ماخططته بيدك عن " ولي أمرك " قبل أن تصبح في زمرة حاشيته ويغدق عليك من نعمائه ، فتهتف له علي رأس المريدين والأحبار الخُلّص صباح يوم 26 مايو 2003 كتبت متهكما ومتندرا في منبر الزميلة "سودانيزأون لاين " الصور بالأسفل" - متسائلا عن مقاصد "عمر البشير" وماعناه في تصريح صحفي منشور له . كتبت ما نصه (السلام على أهل السياسه والكلام ...لا أقف عند أقوال هذا الرجل كثيرا ، ولكن استوقفتني كلمات قالها بالأمس) وبعد أن أوضحت سؤالك ختمت تهكمك متسائلا ( فبالله ماذا يقصد )؟ . أجابك إثنان من زملائك المتداخلين في البوست ، فرددت علي أحدهما بمانصه ، وكنت تقصد ولي نعمتك المستقبلي ، عمر البشير (والله الزول دا مرات قد يكون لقط حاجات كدا من اجتماعات خاصه وجا نطق بيها زي ماجنابو جورج بوش لقط كلمة صليبية من اجتماع سري وفلتت منو الله أعلم فاهمها ، لكن في ناس فاهمينها) !!! لا يحتاج محلل ذلك البوست لكثير عناء ليستدل علي مقدار إحتقارك لرئيس الجمهورية ، ولي أمرك اليوم ، الذي عنونت في 2003 البوست فأوردت إسمه أملسا أبيضا بلا لقب . وعلي عكس ماتدعي اليوم في بكائيتك ، يازميل ، فقد نزعت يومها الأدب والطاعة من خطابك وإستكثرت علي الرئيس صولجان وتقاليد راسخة في بروتوكول مخاطبة رئيس الجمهورية . ألغيت ، بدءا ، الحشد الهائل من الألقاب المتراكبة التي تزيّن إسمه ثم ، وإسرافا في المزيد من التحقير والإذلال وبعد أن أحفيت إسمه من أي لقب ، جردته من أي رداء للتعريف به إلا ذكوريته فصار رئيس الجمهورية لك " هذا الرجل" . أما ثالثة الأثافي فكان مافعلته بهذه النكرة الفصحي التي سرعان ماإستكثرتها عليه فإستبدلتها بنكرة دارجة مشيرا له ب " الزول ده " ويالها من حشوة لاذعة بطعم الاستفزاز والتبخيس . في سنوات لاحقة بدأت في تطهير لسانك من زفارات الهجوم علي رئيس الجمهورية ، فبدأت تصعيدا متواترا في دهاليز ذات السلطة التي رميتها برئيسها في مكبات النفايات . في مارس الفائت ، وبفضل إنتهازيتك ذات الدفع الرباعي ، وتروسها الجامحة القوة ، تطورت من لسان زفر متخصصا في الإنتقاص من (الذات ) الرئاسية ، الي حلقومه الإعلامي الأول ! فصرت أحد الجلساء الدائمين ، والخبير الاعلامي في فتح خشم " الزول دا" ، بل وشريكا له في قصره متقلدا وظيفة سيادية هيأت لك صلاحيات إدارية مكّنتك من فرض دوام إضافي عليه حتي في ساعات راحته المنزلية ، فأرسلت الحريم الزائرات ، بهداياهن من قمصان و بما لا نعلم أجزم بأن هذا الكم الهائل ممن القراء ممن طالع ماكتبت في الواتساب ونقلته عنك "الراكوبة " ، كان هو الأعلي مقروئية لأي مادة كتبتها منذ أن باشرت الكتابة العامة في تخصصك الجديد . فقد إنكب الناس ، بهمة وحماس ، علي ماسطرت البارحة الاوليhttp://www.alrakoba.net/news-action-show-id-244321.htm يستجلون أسباب طردك من وظيفتك بقرار رئاسي مقتضب لم يلومك علي شئ ، ولم يشكرك علي إنجاز ، ولا إستحسن لك معاونتك لولي أمرك . لكن ولحسرتنا ، فقد خرجنا من مقالك الثاكل ، بقبضة من هواء وإدعاءات الثناء التي كلتها لنفسك وكان الأجدر أن يزكيك بها من نصّبك ! نعم ، كان مقالك مرثية نائحة تخيّرت لها كلمات في زوغان الزئبق المندلق علي سطح زجاج . فمثل هذا المقال ، يازميل ، يسميه المتبطلون في ساحات السوق بلعبة ملوص ، وتصفه في أداب البيان في اللغة العربية بالتدليس ، أما في التأريخ الأسلامي فيماثل "نكبة البرامكة" وزوال أمجاهم التي إقتعلها الخليفة أبو جعفر المنصور ، وقد كان وزيره أبي مسلم الخراساني مثلك يعتبره " الزول ده " قبل أن يدق عنقه فجر مقالك عدة أسئلة مشروعة : لماذا تنكبت مشقة الكتابة وأنت تعلم الاستحقاقات الثلاثية التي كانت تتربص بك وتستحق إجابة : ماهو المرتجي مما نشرت (الهدف)، وماذا أردت أن تعرض (الرسالة ) وماذا رجوت ( النتائج ) ؟ فموضوع إقالتك تعلق بقضية "شأن عام" تضرر منها شعب السودان كله ، في نجوعه وبواديه ، وفي مدنه وقراه بعدما أصبح رمز سيادته السياسية ورئيس جمهوريته نكته سخيفة وأضحوكة كونية . لقد طار خبر فنيلة ميسي الي أركان الدنيا الاربعة في رمشة عين وأصبح لبلابا ولودا بمجرد ان ورد النفي من اللاعب وممثليه القانونين في حديثه مع شبكة ( بي إن سبورت) ، فنقلته الجزيرة نت ، ثم طارت به وكالة الأنباء الفرنسية فتلقفته صحيفة ( هفنجتون بوست ) ومنها سافر لبقية القارات . رغم أننا فهمنا ،إستخلاصا، أن فصلك سببه تورطك في هندسة " حلوة هندسة دي !" لقاء الزائرة الإسبانية ، إليسا بلاسكو، بالرئيس في داره بكافوري . بيد أنني شخصيا ساءني بعد قراءة منثورك من 473 كلمة ، لم أجد ولو من كلمة يتيمة تعتذر فيها عن ماترتب من خطأ وماحاق بسمعة بلادنا من أضرار أوإساءات بالغة . لا أدري كيف فهمت أن الكذب الصراح يمثل إحدي تكتيكات إدارة الأزمات ؟ فرغم ترخص تطبيقات علم العلاقات العامة في إبتداع وتسويق الحيل "ستنتس " كخلق مناسبات محفزة تستميل الرأي العام فتفرز في النهاية عائدا إيجابيا يفيد الصورة الذهنية لمن يعاني من تدني محصول السمعة الايجابية ، بيد أن الغباء الجارف في تصميم هذه الحيلة بالذات كان فريد زمانه . فكيف جاز الافتراض أن ماسيجري في صالون البشير في كافوري سيبقي في حوشه ولن يتسرب للخارج ؟؟ هذا في وقت يعلم كل الناس يقينا أن أي جوال من سعد قشرة بإمكانه أن ينقل إنتاج وزارات إعلام الأرض من راديو وتلفزيون ووكالات الانباء ! أما فكرة الهدية ، حتي إذا تجاوزنا عن الصيغة الخبرية التي أورتها بها (سونا ) وقالت أن ميسي أرسل قميصة (تكريما) للبشير ، فيها قصور مخجل عن متابعة مايجري في بلدان الجوار ، ولو من باب العلم بشواغلهم الاعلامية . فإستخدام إسم ميسي بعد 5 أشهر فقط من تورطه في معركة علاقات عامة مع الشعب المصري ، الذي هاجت وماجت فضائياته مما إعتبروها أهانة عنصرية تحط من قدرهم عندما أهداهم نجم برشلونة ، فعلا لا كذبا ، حذاؤه لبيعه في مزاد خيري لمساعدة فقراء مصر ساءني أيضا أنك أوردت كلمة (تكليف) 5 مرات ، وزايدت بضعة مرات في تبجيل ( ولي الأمر ) ، بل ومضيت للأبعد فزينت أمره بأقوال مرجفة كذوبة مثل "وتبقى طاعة ولي الأمر واحترامه، هي ما تربينا عليه وما نلتزم به" . أين كانت تربيتك عندما كنت معارضا متهكما؟ وهل تربيتك تغفو ولا تستيقظ إلا عندما تُدفع ويتم تحريكها حالها كحال الدمية " باربي" ؟ كيف تقول هذا ، وملفاتك وكتاباتك كلها معلقة في الأسافير ؟ أعلم بأنك لن يكون في مقدورك مسح ما شهدنا به من إستفزازات وتريقة وسوء أدب في مايو 2003 لكن كنا علي الأقل سنشكر شجاعتك إن دفعت عن نفسك التقصير أو قبلت تحمل المسؤولية - لا يهم . كنا نتشوق لمعرفة مالذي جري حول موضوع ميسي ودور الأخرين في الموضوع ، وبالذات رأس الفساد الرئاسي - الفريق طه عثمان الحسين . ولأنك لم تفعل وشئت أن تحكي لنا عن بعض ماتتميز به من مكارم الشجاعة ، فدعني إلتقط القفاز وأناديك الي الساحة العامة . فقد أوحيت ، تلميحا ، بما تتوفر عليه من قوة لا تعرف الوجل ورباطة جأش في إحقاق الحق عند المناصحة ، وذهبت للجهر بعزمك وثباتك عند المناصحة ( وإقتلاع حق الشوري إعلاما وإلزاما ) دعني أختبر هذه الصفات بيانا بالعمل لا فذلكة وطق حنك .. أطلب منك " يازميل " أن تكشف لنا أمر هؤلاء الشقراوات ممن جلبتهن أنت للخرطوم علي جناح السرعة من أعالي البحار ، فذهبن معكم الي حفل تكريم الرئيس المضروب في أديس أبابا ورجعن الي الخرطوم ولياليها . قل لنا مالغرض من دعوتهن وكم كلفن خزينة الدولة ...وماذا أنجزن بالضبط .... الان وقد غادرت قصر الفساد ، تذكر حق الشعب الجائع والمغلوب عليك وحيرته في تدبير قوته لليوم التالي ، هز سيف الحق وجرِّب أن تتنفس بحرية ....تشجع وأحكي الرواية سننتظرك إسبوعين ياأستاذ أبي عزالدين ..ونعود بالحلقة الثانية في هذا الملف الزاكم للأنف لمطالعة تقارير الكاتب السابقة يمكنك زيارة ارشيف مكتبته الراكوبة بالضغط علي الرابط أدناه http://www.alrakoba.net/articles-act...cles-id-88.htm