كأن نزيف اليمن يأبى أن يتوقف، فها هو أحد رموز تيار حداثته الشعرية يغادر بصمت بعد رحلة مريرة مع المرض.. إنه الشاعر عبد الرحمن فخري (1936-2016) الذي خسرت الشعرية اليمنية برحيله واحداً من أهم اسمائها وأكثرهم جرأة وأميزهم عمقاً في التعامل مع القصيدة الجديدة، حتى بات يصنف ضمن رموز الحداثة الشعرية العربية. موت المبدع في بلد يشهد حرباً هو موتان: الأول موت النهاية، والثاني موت تجاهل السؤال لانشغال المجتمع بأخبار الموت في كل مكان. قال الشاعر علوان الجيلاني أمين الحريات في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين: لقد رحل الشاعر عبد الرحمن فخري، المبدع والمثقف الذي كان يقيم الدنيا ويقعدها، يرحل اليوم في صمت مطبق، وهذه من أكبر عاهات الحياة الأدبية في اليمن، حيث النسيان موت قبل الموت. رحل عبد الرحمن فخري، وهو كما وصفه الروائي علي المقري بأنه شاغل الوسط الأدبي بنصوصه الجريئة طوال عقد السبعينيات من القرن الماضي. أصدر فخري منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى العقد الأول من الألفية الثالثة أربعة كتب شعرية: «نقوش على حجر العصر»، «الكلمة والكلمة الأخرى»، «من الأغاني ما أحزن الاصفهاني» و»من جعبة الفراشة». ولد عبد الرحمن فخري في عدن وتخرج في الجامعة الأمريكية في بيروت، وكان من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وجمعته الصداقة، خلال المهرجانات الشعرية العربية، بعدد من الأدباء والشعراء كأدونيس وعبد الوهاب البياتي وحجازي ودرويش وغيرهم. وعلى الرغم من ذلك آثر فخري الحياة في الظل مؤثِراً الهدوء على الضجيج لدرجة يُندر أن نجد له صوراً، كزملائه وأصدقائه الشعراء من أبناء جيله، على أي من محركات البحث على الشبكة العنكبوتية. « القدس العربي»