طبيب ألماني يؤكد أن المُسكّنات لا تصلح لتخفيف كل الآلام فبعضها يندرج ضمن مثبطات الالتهاب والتي تعتبر خيارا خاطئا لتخفيف آلام الصداع التوتري. العرب برلين- تعد المسكّنات من المكونات الأساسية للصيدلية المنزلية، حيث تساعد هذه الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة من الطبيب، على تخفيف الكثير من الآلام كالصداع وآلام الظهر والشعور بالراحة مؤقتا، غير أن هذه المسكّنات لا تخلو من آثار جانبية وقد تصل أحيانا إلى حد الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية. وقال طبيب الأمراض الباطنية الألماني بيتر فالغر، إن المُسكّنات تحتوي على مواد فعالة مثل حمض الأسيتيل ساليسيليك (الأسبرين) أو ديكلوفيناك أو إيبوبروفين، مؤكدا أنه لا بأس أن يتعاطى الأصحاء هذه الأدوية لمواجهة الآلام المؤقتة كالصداع وآلام الأسنان. وأضاف فالغر قائلا "في حال المعاناة من أمراض مزمنة يرتفع خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية". ومن المخاطر الأخرى حدوث تلفيات بالكلى وتفاقم متاعب الربو، لذا يتعين على المرضى الذين يتعاطون أدوية ضد أمراض مزمنة معينة، استشارة الطبيب في حال تعاطي المُسكّنات لفترة طويلة نسبيا. وأشار الطبيب الألماني إلى أن المُسكّنات لا تصلح لتخفيف كل الآلام، فالعقاقير باراسيتامول وإيبوبروفين وحمض الأسيتيل ساليسيليك تندرج ضمن مثبطات الالتهاب والتي تعتبر خيارا خاطئا لتخفيف آلام الصداع التوتري أو آلام الظهر. ومن جانبها، قالت الصيدلانية الألمانية يوليا ريشتر إن الأمر يختلف في حال الآلام المستمرة، حيث لا يجوز بأي حال من الأحوال تعاطي المُسكّنات التي لا تتطلب وصفة من الطبيب لأكثر من ثلاثة أيام على التوالي كحد أقصى. وأضافت ريشتر، أن الآلام تنقسم إلى نوعين: حادة ومزمنة، موضحة أن الآلام المزمنة هي الآلام التي تستمر لثلاثة أشهر على الأقل وتؤثر بالسلب على المريض نفسيا وذهنيا واجتماعيا، وفي هذه الحالة تتوجب استشارة الطبيب لاستيضاح السبب الكامن وراءها. أما الآلام الحادة، فتتمثل في نوبات الصداع النصفي أو آلام الأسنان، وفي مثل هذه الحالات ليست هناك مشكلة في تعاطي المُسكّنات التي لا تحتاج إلى وصفة من الطبيب على نحو معتدل وبشكل مؤقت. وحذر الطبيب فالغر من أن بعض المُسكّنات قد تؤدي إلى حدوث التهاب في الغشاء المخاطي للمعدة؛ لذا يرتفع خطر حدوث نزيف في المعدة بمعدل الضعف إلى أربعة أضعاف في حال تعاطي المُسكّنات على نحو مفرط. وقد يكون نزيف المعدة من الحالات الطبية الطارئة وتتمثل أعراضه في وجود آثار دم في البراز. وفي بعض الحالات لا يتم اكتشاف نزيف المعدة، مما يرفع على المدى الطويل من خطر الإصابة بنقص الحديد أو فقر الدم المزمن. وبدورها قالت اختصاصي العلاج الطبيعي الألمانية بريغيت غودرا، إنه في هذه الحالات ينبغي اللجوء إلى العلاج الطبيعي أو ممارسة الرياضة أو ببساطة التنزّه في الهواء الطلق للتخلص من الآلام بدلا من اللجوء إلى المُسكّنات، كما أن شرب الماء يساعد على التخفيف من آلام الصداع.