الفيلم الموريتاني يعتبر العمل العربي الوحيد في استفتاء لشبكة بي بي سي البريطانية، ومشاركة 177 ناقدا سينمائيا من 36 دولة. ميدل ايست أونلاين لندن - اختير الفيلم الموريتاني "تمبكتو" الذي يتحدث عن قصة مدينة تمبكتو التاريخية بعد سيطرة المتطرفين عليها، ضمن قائمة أحسن الأفلام السينمائية العالمية خلال القرن الحالي. وحظي فيلم المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو بتقدير عالمي ونال نحو عشر جوائز في مهرجانات أحدثها سيزار الذي يوازي في فرنسا جوائز الأوسكار. واحتل الفيلم المرتبة 36، ضمن قائمة أحسن 100 فيلم خلال القرن ال21، وهو الفيلم العربي الوحيد في قائمة استفتاء أجرته شبكة بي بي سي البريطانية، شارك فيه 177 ناقدا سينمائيا من 36 بلدا حول العالم. وتمكن "تمبكتو" من المنافسة في القائمة النهائية للحصول على الأوسكار سنة 2015، وحصد معظم جوائز سيزار التي تمنحها أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية. وكانت موريتانيا قد احتفت بالفيلم من خلال عرض رسمي وجماهيري، وذلك بعد أن دخل لائحة الأفلام المرشحة للتنافس ضمن مسابقة الأوسكار، ليكون بذلك أول فيلم لمخرج موريتاني يشارك في هذه المسابقة العالمية. وحضر العرض الرسمي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في سابقة هي الأولى من نوعها حيث لم يسبق لرئيس موريتاني ان حضر عرض فيلم سينمائي. وكان عبدالرحمن سيساكو افاد انه تلقى تهنئة رئيس الجمهورية على هذا الإنجاز ومالقيه من نجاح عالمي من شأنه رفع مكانة موريتانيا على الصعيد العالمي. ووصفت وسائل اعلام فرنسية وعالمية هذ االفيلم بأنه يمثل موقفا صريحا من التطرف بجميع انواعه. وسبق للفيلم أن فاز هذا العام بجائزتين إحداهما جائزة الديانات في مهرجان "كان" وجائزة تقديرية للجنة تحكيم "كان" السينمائي، ويحكي الفيلم الذي تصل مدته إلى 97 دقيقة، قصة مدينة تمبكتو بعد سيطرة المتشددين عليها. والفيلم الذي كتبه سيساكو وكيسن تال يعالج قضايا الفكر الديني المتشدد. و"تمبكتو" الذي صور في الصحارى الشرقية لموريتانيا بالقرب من الحدود مع مالي نال جائزتين من مهرجان كان 2014 وفاز الشهر الماضي بسبع جوائز من مهرجان سيزار ومنها جائزة أفضل فيلم إلا أنه لم ينجح في الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. وأبدى المخرج الموريتاني اعتزازه بكون فيلمه الذي يروي اجتياح مسلحين إسلاميين متشددين لهذه المدينة التاريخية في مالي، أول فيلم موريتاني يرشح لجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي. وقال سيساكو في وقت سابق على هامش مهرجان بالم سبرينغز السينمائي في كاليفورنيا إن الفوز بجائزة أوسكار "سيكون قبل كل شيء انتصارا لإفريقيا" معتبرا أن مجرد اختياره للقائمة القصيرة للأفلام المرشحة هو أمر نادر لفيلم إفريقي". وساهم في توسيع شعبية هذا الفيلم الأعمال الدموية التي يقوم بها تنظيم "الدولة الاسلامية" في كل من سوريا والعراق، في ظل تركيز كبير من الإعلام الغربي عليها. ويقول سيساكو البالغ من العمر 53 عاما "منذ العرض الأول في "كان"، كان هناك تضامن واسع مع الضحايا الأوروبيين والأميركيين" مع انتشار المقاطع المصورة التي تظهر عمليات إعدام ينفذها التنظيم ويبثها على الإنترنت لتتداولها وسائل الاعلام. ويضيف "لكن تنظيم "الدولة الاسلامية" لم يبدأ جرائمه بقطع رؤوس الأميركيين، بل كانت هناك قبل ذلك عمليات إعدام جماعية واغتصابات يومية" في حق السكان المحليين، بعيدا عن عدسات الكاميرات. ويتناول الفيلم قضية التشدد الديني ويروي قصة صراع سكان مدينة تمبكتو في مالي مع إسلاميين متشددين سيطروا عليها وفرضوا فيها فهمهم المتطرف للشريعة الإسلامية بإجبار النساء على ارتداء النقاب وفرض الزواج القسري على القاصرات وتحريم الموسيقى والتدخين وكرة القدم. ويسعى السكان إلى مقاومة هذا الواقع، فيغنون تحت التعذيب، ويلعبون كرة القدم من دون كرة، ويتحدون المسلحين بالنقاش. ويقول سيساكو "إن هذا الشكل من المقاومة موجود دائما ولكننا لا نراه.. تخيلوا كم من امرأة رفضت أن تغتصب فقتلت؟ تخيلوا ماذا يجري في سوريا اليوم" معتبرا أن الضحية الأولى للتشدد الديني هو الإسلام نفسه. وأحداث هذا الفيلم مستوحاة من وقائع شهدتها البلاد فعلا، فقد سيطر "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" وتنظيم "أنصار الدين" على تمبكتو لمدة عام كامل قبل أن تخرجهم منها عملية عسكرية فرنسية واسعة مطلع العام 2013. وكان من المفترض أن يصور هذا الفيلم أولا في مالي، ولا سيما في مدينة تمبكتو، لكن تفجيرا انتحاريا وقع فيها بدد الفكرة. ويقول المخرج "رأيت أنه من السذاجة أن نصطحب فريقا من الفرنسيين والبلجيكيين إلى هناك، فقد نكون مستهدفين، فقررنا في نهاية المطاف أن نصور في أولاتا في موريتانيا".