في مستهل هذا الحديث أتقدم بالتحية والتهاني القلبية الحارة للاستاذ وليد الحسين وزوجته ووالديه وأخواته واخوته ولرفاقة في هيئة تحرير الراكوبة بمناسبة إطلاق سراحه وجمع شمل الاسرة بالولاياتالمتحدةالامريكية متمنياً أن تكون فترة إعتقاله آخر العقبات التي إعترضت مسيرة حياته وعرقلة برنامجه الطموح في نشر المعرفة والثقافة والدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في العيش الكريم والامن والاستقرار. لا يفوتني أن أشكر واقدر عالياً وبإمتنان كل الذين شاركوا في حملة إطلاق سراحه وفي مقدمتهم الكتاب والمفكرين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان واسميهم أصحاب الأقلام والضمائر الشريفة. حتى اليوم لم تكشف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إعتقال الاستاذ وليد فهو مقيم بصورة رسمية بالمملكة العربية السعودية ويعمل في مهنة ترتكز على قوانين الخدمة التي تنظمها الدولة, بالإضافة إلى ذلك فإنه مقيم مع أسرته تحت حماية قوانين الهجرة والإقامة, من دون شك فإن هيئة تحرير الراكوبة تمتلك القدرة والوسائل التي يمكن بواسطتها كشف وتوضيح ملابسات والاسباب التي أدت لإعتقال وليد وإلى لحظة إطلاق سراحه والسماح له بمغادرة المملكة دون قيد أو شرط والتوجه إلى الولاياتالمتحدة وبلا شك فانهم بذلوا جهوداً جبارة إلى أن تكللت مساعيهم بالنجاح, ودون أن نستبق ما توصلت إليه هيئة تحرير الراكوبة من حقائق وأسباب, ارى من الأهمية بمكان أن ننتظر ونتمعن في الواقع الموضوعي الذي تم في إطاره إعتقال وليد. معلوم على كل المستويات خاصةً بعد عملية الإعتقال أن الاستاذ وليد هو المؤسس والمدير الفني للراكوبة وهي مصنفة في مقدمة قائمة الصحف المعارضة للنظام وبشراسة والقائمون على أمرها مطلوبون من قبل دوائر الامن والمخابرات التابعة للنظام ومن لف لفهم بالإضافة الى ذلك فأن النظام السوداني تربطه أكثر من علاقة مع النظام السعودي بما في ذلك التحالفات السياسية والإقتصادية والعسكرية وعمل الإستخبارات يدخل في صميم الجبهات التي ذكرناها آنفاً. لذلك أصبح وجود الاستاذ وليد في السعودية وممارسته العمل الصحفي في إطار الراكوبة أدى إلى الوشاية به ولإعتقاله بدلاً من مطالبته مغادرة المملكة العربية السعودية والسماح له بالتوجه إلى بلداً آخر يختاره طائعاً. في تقديري أن الحملة القوية التي إنطلقت للتضامن معه والمطالبه بإطلاق سراحه خاصةً من قبل المنظمات الدولية والحقوقية والدبلوماسية المدافعين عن حقوق الإنسان ثم تدخل شخصيات نافذة ذات مكانة ووزن على رأس تلك المنظمات والتي تتبع للدوائر الحاكمة والكونغرس الامريكي, وفي هذا فانني أترك الحديث بالتفصيل عن هذا الجانب الهام لهيئة تحرير الراكوبة التي تمتلك كل المعلومات كما أنها تملك حق تقييم الموضوع بصورة كاملة ونشر ما تشاء منه والإحتفاظ بما تود, إن تجربة إعتقال الاستاذ وليد وعدم تقديمه للمحاكمة ثم الإفراج عنه وإبعاده من بلد عربي تعتبر تجربة هامة لابد من تقييمها والإستفادة من نتائجها الإيجابية وبالتحديد التضامن مع شعبنا وقواه المعارضة والتي تتعرض في الوقت الحاضر إلى أشرس هجمة وقمع وحشي لا مثيل له في تاريخ بلدنا الحديث, والنظام لم يكتفي بالهجوم على المتظاهرين وتفريقهم بالقوة بل سن قانون بالحكم 7 سنوات لكل من يشارك في التظاهرات. في ضوء كلما سبق ذكره أرى أن الوقت قد حان لتكوين وبناء جبهة معارضة وطنية واسعة تضم كل ألوان الطيف, أصبح واجباً غير قابل للتأخير, جبهة تتمتع بقيادة منتخبة بصورة جماعية ترتكز على قاعدة منظمة بعيد عن البروقراطية السياسية, ترتكز المهمة الرئيسية التي تتطلع بها هذه الجبهة في العمل والنضال للخلاص من النظام المجرم الجاثم على صدر شعبنا لذلك ارى أن نطلق عليها اسم جبهة الخلاص. فيما يتعلق بالبرنامج ارى أن تتبنى قيادة الجبهة برنامج محدد لفترة زمنية موقتة تتم خلالها مهام تنجز فيها وهي قابلة للتنفيذ بالامكانيات المتوفرة. في الختام لك يا وليد وللاسرة الكريمة ولأهل الراكوبة التهاني القلبية مع دوام الصحة والعافية مؤكداً لك بأن اسمك قد كتب بأحرف من نور على قائمة الشرف التي تضم على صفحاتها اسماء سجناء الرأي على مدى تاريخ الحركة الوطنية السودانية. محمد مراد..براغ