لا أعتقد أن عاقلا يختار الذهاب إلى المقابر مقبورا مدفونا و مبكيا عليه !! و أمامه فرصة و خيار ألا يذهب إلى ذلك المصير ؛، بل و أن تكون أمامه فرصة أن يأكل (الهوت دوق) - كمان - كما هو حالنا الآن و كما هو قول رئيسنا و قائد ركبنا أسد أفريقيا الهمام !! السيد الرئيس تحدى قبل ذلك و على الملأ أن يكون أحدا من السودانيين كان يعرف قبل ذلك *(الهوت دوق)* أي قبل مجئ الإنقاذ !! و مصداقا لقول مهيب الركن الموقر فأنا كمواطن سوداني أقسم بالله العظيم ثلاثا و الله على ما أقول شهيد ؛، أقسم و أعترف و أقر طائعا مختارا بأني لا أعرف (الهوت دوق) لا قبل الإنقاذ ولا بعدها و حتى هذه اللحظة !! بالرغم من كوني خارج السودان لعشرات السنين و طفت بلدان عديدة و لم أفلح و لم أسعد بتذوق حلاوة طعم الهوت دوق ؛، و قد يكون ذلك مجرد شقاء و مجرد سوء طالع و مجرد نحس و مجرد - جلادية - و مجرد حرمان من رب العالمين و قد لا تنطبق حالتي هذه على معظم السودانيين الذين سعدوا و هنئوا بمعرفة الهوت دوق العظيم بعد ثورة الإنقاذ العظيمة و طيلة عقود التوجه الحضاري العظيم كما هو قول رئيسهم الصادق الأمين !! و لكني سأظل أسأل الله و أتوسل إليه أن يسعدني بمعرفة و تذوق (الهوت دوق) في مقبل ما تبقى لي من عمر ؛ والله بدي الجنة ( و الإعتراف بالجهل فضيلة ) !! أحزاب ما يسمى بالحوار الوطني قلقة للغاية من مصير حوارها و خائفة و وجلة و مرتعشة و مرتعدة الفرائص على مصير ذلك الحوار الذي بدلا من أن ترضعه الناقة المدرار الحنون ؛، فإذا بها ترفسه رفسا و كأنها به متربصة ؛، بل و تفطمه غصبا و بكل قسوة و جفوة و كأنها به غير راضية !! تفعل كل ذلك و دون حتى مشورة و إستشارة أولئك المعازيم الذين حضروا سماية الولادة ؛، بل و الذين اعتقدوا و ظنوا ظنا و بعض الظن إثم ؛ أن لهم حق الأبوة و حق التبني لمجرد ذلك الحضور الديكوري !! و هم لا يظنون البتة و لا يعتقدون ولا يتوهمون أبدا بأنهم من كل هذا الوهم براء و بأنهم غير ذلك تماما أو بأنهم مجرد تمومة جرتق كما هو واقع الحال !!! جاءت أيضا أحزاب ما يسمى بتحالف القوى الوطنية لتعاتب السيد وزير المالية عتابا ظريفا و ناعما و خفيفا !! جاءت طبعا لتعاتبه فقط ؛، لا لتحاسبه فالعتاب شئ و الحساب شئ آخر ؛، جاءوا و لسان حالهم الظاهر يقول - الله لا جاب يوم حسابك يا السيد الوزير و دواخلهم تقول إن شاء الله يجي يوم شكرك و تريحنا بس !! - العتاب يعني اللوم الناعم خاصة و أن بين الناس ملح مرتقب ؛ و ملاح متوقع ؛ و هوت دوق محتمل ؛ و أثاث مكتبي فاخر و سيارات فارهة قادمة بمشيئة الله و كلها بيد السيد وزير المالية و لا يصح أن تسمع أحزاب تحالف القوى الوطنية من الجيران أو من شمارات الصحف و من بعض المندسين و مناصري الطابور الخامس الذين يحاولون دائما لي عنق الحقيقة بلا رأفة وبلا شفقة منهم !! السيد وزير المالية كان حازما و حاسما في رده على أحزاب ما يسمى بالحوار الوطني و أحزاب ما يسمى بتحالف القوى الوطنية حين أبان لهم بأن القضية ليست من اختصاصهم ؛، بل فالقضية أكبر و أعظم و أدهى مما يتصورون و مما يتخيلون !! أحزاب الحوار الوطني قلقة على مصير ثمار الحوار و مصير الإستوزار و مصير المشاركة في السلطة و نعيمها و خيرها المعروف و المعلوم و الظاهر و المشاهد للقاصي و الداني و قد أضحت هذه الأحزاب قاب قوسين أو أدنى من جني و حصاد كل ذلك النعيم المرتقب و الميري المتوقع !! لقد قالها السيد الرئيس قبل بضع أيام حين قال بأن بعض المشاركين في الحكم و السلطة من خارج دائرة المؤتمر الوطني يعتبرون أن السلطة مجرد نزهة و مجرد متعة و مجرد ركوب سيارات فارهة و السير و الجري بها شرقا و غربا بينما ممارسة السلطة غير ذلك تماما ؛، أي كما قال !! .. رفع الدعم عن السلع و الدواء و الضروريات قد رفع عن أولئك المشتاقين كل أمل و كل عشم و كل رجاء في سلطة أو في حكم أو في إعتلاء صهوة وزارة أو إعتلاء ظهر سيارة فارهة !! خشي المشتاقون أن يحرك رفع الدعم جموع المواطنين المنكوبين الغاضبين فتأتي النتائج بغير ما يشتهون و بغير ما يتمنون و بغير ما يأملون و بغير ما يعشمون و بغير ما يعشقون و بغير ما هم منتظرون !! رئيس التحالف الوطني احتج على شراء أثاث للبرلمان بمبلغ 850 مليون جنيه و قد قلل السيد وزير المالية من أثر هذا المبلغ الضئيل على إجمالي ميزانية عامة قدرها 60 مليار جنيه .. طبعا 850 مليون جنيه بالجديد و تعدل 850 مليار بالقديم لأن لغة المال هنا و لغة الحساب و لغة التخاطب كلها بالجديد و كلها - دقه جديدة و ليست دقه قديمة - حتى لا نخطئ و نغلط و نرجع للقديم و نقوم فجأة نقع في هويرة و حفرة 89م التي انتشلنا منها هؤلاء الإنقاذيون المنقذون المحسنون !! إذا حسبنا الفوائد التي سنجنيها و نحصل عليها من نوابنا المحترمين نواب البرلمان الموقر سنجدها قطعا و حتما أضعاف أضعاف هذا المبلغ البسيط و اليسير مبلغ ال 850 مليون بالجديد ال 850 مليار بالقديم و هي فقط نسبة 1.42% من جملة الميزانية العامة للدولة و الوطن و المواطنين و العباد و البلاد !! هذا المبلغ الضئيل لا يعدل شيئا مما هو مخصص للصحة و لا ما هو مخصص للتعليم ولا لما هو مخصص لرعاية الأمومة و الطفولة من مبالغ ضخمة و كبيرة !! و حقو الناس تحمد ربها بدل ما تقعد تحسد النواب المحترمين الموقرين و عين الحسود بالعود !! ... لا أحد من المواطنين سيحتج أو يغضب أو يرفض شراء أثاث فاخر و وثير و مريح يضمن من خلاله راحة و استجمام و استرخاء نوابه الكرام العظام حتى يجودوا عليه بأجزل البذل و العطاء و أعظم عصف للذهن و المتابعة و المحاسبة و الرقابة و التقييم و التقويم لأداء حكومتنا الرشيدة !!! و الذي يرفض ذلك أو يحاول أن يفرفر أو يقول بغم سيحال إلى التذكير بمعاناة عام الرمادة عام 89م أو يمكن إعادته شحما و لحما و عظما إلى ذلك العام الشاحب الكئيب ليرى ما يرى - و عينك ما تشوف إلا النور - !!! م/حامد عبداللطيف عثمان [email protected]