لم ينتبه الجالسون على أحد مقاهي مدينة مونتيفاركي الإيطالية إلى أن الداخل إلى المقهى بصحبته سيدة ترتدي فستانا صيفيا طويلا ونظارات شمسية هو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزوجته سامانثا، ويبدو أن النادلة في المقهى لم تدرك ذلك أيضا. فعندما تقدم كاميرون لطلب 3 أكواب من الكابتشينو وطلب من النادلة توصيلها إلى طاولته خارج المقهى قالت له إنها مشغولة. وأضافت «خذها إلى الخارج بنفسك»، وهو ما فعله كاميرون بالفعل وجلس على الطاولة مع زوجته وأحد مساعديه لتناول القهوة في الطاولة المواجهة للساحة الرئيسية في المدينة. من جانبها، قالت النادلة فرانشيسكا أرياني، التي اشتهرت بسرعة البرق وحملت الصحف البريطانية صورتها، إنها لم تعرف ديفيد كاميرون وأبدت أسفها قائلة «لم أدرك أنه رئيس الوزراء البريطاني، أخبروني بعد ذلك بشخصيته، أشعر بالأسف الشديد». وأضافت فرانشيسكا قائلة لصحيفة «الديلي تلغراف»: «كنت أتحرك بسرعة من مكان لآخر وعندما طلب مني أن أحضر القهوة إلى الطاولة قلت له بأن يأخذها بنفسه». ويبدو أن فرانشيسكا خسرت بعض المال أيضا فقد تعمد كاميرون عدم ترك أية بقشيش مكتفيا بترك مبلغ 3.10 يورو ثمن المشروبات فقط وهو ما أثار موجة من التعليقات المتهكمة من جانب الصحافة البريطانية ولكن فرانشيسكا قالت إنه «أمر مفهوم» غير أنها أضافت «كان بإمكانه أن يترك بعض القطع النقدية». كاميرون الذي يقضي إجازة الصيف مع زوجته في إيطاليا تجول في المدينة التي يفضلها البريطانيون بشكل كبير بملابس كاجوال ومن دون حراسة مشددة ولم يتعرف عليه أحد. وقام عمدة مونتيفاركي باستقبال كاميرون لدى وصوله وأهداه شعار المدينة كما قام باقتراح عدد من الأماكن السياحية التي قد يرغب كاميرون في رؤيتها ولم ينس أن يضمنها متجر برادا الشهير الذي يوجد على أطراف المدينة. وهنا علقت صحيفة «الديلي ميل» أن اقتراح العمدة بزيارة محل برادا ربما كان ناتجا من ملابس كاميرون التي بدت غير مهندمة، سواء من قميصه «المكرمش» أو حذائه الرسمي الذي ارتداه من دون جوارب. وعلقت خبيرة الأزياء البريطانية ليز جونز على ملابس كاميرون بقولها «يبدو أن الرجال البريطانيين لا يعرفون كيف يرتدون الملابس المناسبة في الإجازات، والأسوأ هنا هو اختيارات السياسيين». ويقيم كاميرون وزوجته في فيللا تعود إلى القرن ال18 خارج مونتيفاركي لمدة أسبوعين يقضيانها بعيدا عن المهام الرسمية. ويبلغ إيجار الفيللا نحو 10 آلاف جنيه إسترليني، ولكن مصدرا في داوننغ ستريت قال لصحيفة «التلغراف» بأن كاميرون دفع نصف هذا المبلغ من جيبه الخاص إذ إنه يتشارك مع عائلتين بريطانيتين السكنى في الفيللا التي تضم 15 حجرة نوم وحمام سباحة وملعب تنس وغرفة للعب البلياردو وثلاث بحيرات. وصل كاميرون إلى الفيللا يوم السبت الماضي حيث قام البارون لوكا سانجاست صاحبها باستقباله، ثم تناول الجميع العشاء هناك وتكون من أطباق الباستا الإيطالية الشهيرة. وفي اليوم الثاني مارس كاميرون لعبة التنس قبل قضاء بقية اليوم حول حمام السباحة مع أطفاله الثلاثة وزوجته. الفيللا أيضا محل الإقامة المفضل لبعض المشاهير أمثال العارضة كلوديا شيفر والطاهي جايمي أوليفر والممثل دينيس كويد. وتقع الفيللا ضمن ضيعة بيترولو وقد قام الطاهي جايمي أوليفر بتصوير أحد برامجه حول الطعام الإيطالي فيها ويزورها سنويا برفقة مجموعة من الطهاة في مطاعمه. ويتوقع أن يفد عدد آخر من المشاهير لاحقا إلى المنطقة منهم الممثل جيريمي أيرونز والمنتجة ترودي ستايلر زوجة المغني ستينغ لحضور فعاليات مهرجان تاسكان صن في مدينة كورتونا المجاورة، الذي أسسته الروائية فرانسيس مايز على اسم روايتها الشهيرة «اندر ذا تاسكان صن». ويبدو أن قرار كاميرون بقضاء إجازته الصيفية خارج بريطانيا قد أثار حفيظة البعض فعلق الكثيرون على أن مبلغ الإيجار يعتبر ضخما جدا في وقت تعاني فيه بريطانيا من أزمة مالية، وقال نائب في حزب العمال «يبدو أننا لا نواجه هذا الأمر معا»، وذلك في إشارة إلى الجملة الشهيرة التي يستخدمها كاميرون ووزير الخزانة جورج أوزبورن حول الأزمة المالية الحالية. ولم يسلم أوزبورن من التلميحات إذ نشرت بعض الصحف صورا له وهو يقضي إجازته الصيفية في مدينة لوس أنجليس حيث يقيم في أحد الفنادق الفخمة.