ترى ما دور الإعلاميين السودانيين في مرحلة ما قبل الاستفتاء على تقرير المصير لأبناء جنوبنا الحبيب؟ وما المطلوب من الأجهزة الإعلامية الرسمية في بلادنا في هذه المرحلة المفصلية من مسيرة بلادنا الوطنية؟ لا شك في أن القائمين على أجهزة إعلامنا المحلية، على درجة عالية من الاحترافية ويمتلكون الخبرات العظيمة، التي تراكمت للكثيرين منهم على مرِّ السنين، وصقلها البعض بالعلم والبحث والقراءة والاطلاع، مع توفر هذا الكم الهائل من وسائل ووسائط الإعلام، ومن هنا فالجميع على ثقة من أن الإخوة في هذه الأجهزة على تلك الدرجة العالية من المهارات في إدارة «معركة» الاستفتاء بما لديهم من خبرات. فإذا كانت الصحافة محدودة التأثير في الوصول إلى المواطن الجنوبي البسيط في الشمال والجنوب، وإذا كان التلفزيون يأتي في المرتبة الثانية من حيث القدرة على الوصول إلى الأخ الجنوبي، فإن المطبوعات المختلفة من بروشورات وملصقات ولوحات، تشكل أهمية كبرى في الدعوة إلى الوحدة، غير أن «الإذاعة» كما يعتقد الكثير من المتخصصين في الإعلام وغيرهم من قادة الرأي العام تشكل رأس الرمح في هذه المرحلة. وقد يطرح البعض تساؤلاً عن سبب ذلك التحبيذ للإذاعة، والإجابة تتجلى في التالي: 1 قدرة الإذاعة على تخطي حواجز الجغرافية والمناخ والمواقع والزمان والمكان، ومن ثم سهولة وصولها إلى الإنسان أينما كان. 2 لا يكلف اقتناء الراديو مالاً جماً أو سعراً باهظاً، مما يجعله عند كل الناس مهما تدنت دخولهم. 3 لا يحتاج الراديو إلى طاقة كهربائية لتشغيله كالتلفاز مثلا، مما يمكنه من العمل في الغابة والصحراء والأدغال والجزر المعزولة عن العالم، إضافة إلى أسباب أخرى ليس هذا مجالها. من هنا فإن الإخوة في الإذاعة السودانية سيكونون هم من يحمل راية التبشير بالوحدة بتقديم برامج يقدمها أبناء الجنوب أنفسهم، وبلهجات قبائل الجنوب المختلفة، وأغنيات بكل اللهجات، عن مزايا وحدة الأوطان، وتمثيليات وأهازيج متنوعة، وكل ما تجود به قرائح المبدعين في وطن المبدعين. ومن هذا المهجر الذي أنا فيه الآن أرى الإخوة في إذاعتنا، وعلى رأسهم الأستاذ القدير معتصم فضل، والصديق الخبير عبد العظيم عوض، يشدون المئزر الآن، والله ناصرهم وهو المعين لكل الإخوة في وزارة الإعلام مع الوزير الخبير الدكتور كمال عبيد، وكل الزملاء في إعلامنا الحكومي وغير الحكومي والله الموفق للجميع. عوض الله محمد عوض الله