كَشفت جولة داخل أسواق مواد البناء بالخرطوم أمس السبت، عن استقرار ملحوظ خَاصّةً في أسعار حديد التسليح (السيخ) والأسمنت مع ضُعف في حركة الشراء، وذلك منذ صدور قرار الولاياتالمتحدة برفع العُقُوبات الاقتصادية على السودان، فقد تسبب عدم استقرار سعر صرف الدولار أمام العُملة المحلية في مخاوف الأطراف المُتعاملة بالعُملة، فيما توقّع الكثيرون انخفاضاً حاداً للدولار، بينما توقع آخرون التدرج في الانخفاض، حيث أحدثت التوقعات تحفظاً لحركة صرف الدولار خاصة وبقية العُملات الأجنبية عامة بالأسواق. وقال علي مختار تاجر حديد التسليح والأسمنت بسوق السجانة إن سعر طن الأسمنت يتراوح مابين 1580 - 1600 جنيه ولم ينخفض إلا أربعين جنيهاً منذ صدور قرار رفع العقوبات، مشيراً إلى أن سعر طن حديد التسليح بلغ 13.750 جنيهاً فيما كان سعر الطن قبل القرار 13.900 جنيه، بانخفاض 150 جنيهاً، مؤكداً أنّ الانخفاض يعود للتجار بسبب توقف حركتي البيع والشراء وقلة الإقبال من المُواطنين على السوق وليس لانخفاض سعر صرف الدولار، وأشار عوض آدم صاحب مغلق إلى عدم تخفيض المصانع للأسعار واستمرارها في مد السوق بمواد البناء بنفس الأسعار السابقة للقرار، وتحفّظ التجار على شراء بضائع جديدة، مُضيفاً ان اثنين من المصانع الكبرى لتصنيع حديد التسليح والتي تسيطر على السوق أبديا عدم رغبتهما في تخفيض الأسعار على الرغم من ضعف القوة الشرائية، لافتاً إلى توقع خفض التجار الأسعار خلال الأسبوع القادم بالرغم من تعرضهم للخسارة، مُضيفاً أن أغلب التجار يقومون بشراء بضائعهم بالشيكات وبعضهم برهن العقارات وتحديد المصنع لفترة السداد وعدم تهاون المصنع في التسديد. وقال محمد اسعد صاحب مصنع طوب بُلك: إنّ طوب البلك لم يتأثّر بصُعود وهُبوط أسعار الأسمنت، لافتاً الى انّ التجار يشترون طن الأسمنت بنفس الأسعار العامة ولا يجدون مُعاملة خَاصّةً من تجار الأسمنت، رغم أنّهم يشترون بكميات كبيرة، حيث ارتفع طن الأسمنت من (1400 - 1700) جنيه، وبلغ سعر الألف طوبة بلوك مقاس 20 (4500) جنيه، فيما بلغ سعر الألف من البلوك مقاس 15 (4300) جنيه، مقراً باستقرار في أسعار حجر الأساس كل فصول السنة، باعتباره من المواد غير القابلة للزيادة لأنه لا يدخل في مواد التصنيع، وأنّ الزيادة فقط تكون بحسب تقدير المسافات للترحيل، واصفاً الوضع بالجيد خاصة مع استقرار الأسعار، لأنّ هذه المواد أساسية في تشييد المباني. وأوضح أسعد أن فصل الشتاء يقل فيه مواد البناء في الأسواق بسبب عدم توفر العربات الناقلة لمواد البناء من مناطق الإنتاج إلى الأسواق، حيث تغذي العربات الأسواق بدور واحد فقط بدلاً عن 3 أدوار في السابق. التيار