(وضع أعلى سلطتين تنفيذيتين (النائب الأول لرئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء ) في يد الفريق أول ركن بكري حسن صالح ، قضية أثارت الدهشة في الرأي العام، ومازالت حيث ظل الجمع بين المنصبين محور النقاش. حقيقة لا غرابة في قرارات البشير بشأن تمكين العسكر ، وتضييق دائرة الثقة وإظهار سيطرة الجيش الكاملة على الإنقاذ، قرارات دائماً تعكس التطور الكبير لخروج العسكر من دائرة كونهم( أداة للمدنيين ) إلى فاعلين منذ قرارات الرابع، 12 ديسمبر 1999 حينما ظهر البشير على التلفزيون باللباس العسكري وأعلن انتهاء أجل المجلس الوطني الذي كان يرأسه زعيم الإسلاميين المرحوم الدكتور حسن الترابي، كما قرر إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، لمدة ثلاثة أشهر، وتعليق مواد من الدستور متصلة في الأساس بكيفية اختيار الولاة، وشكلت تلك الإجراءات إعلاناً رسمياً للمفاصلة بين الذين اختاروا عسكر القصر والذين اختاروا المنشية، وهو يوم بالنسبة للإسلاميين عصي على النسيان لأنه بداية النهاية للحزب العقائدي الذي استغل دبابات العسكر للوصول إلى السلطة، وتعد هذه من أعظم الدروس في السياسة السودانية يقدمها العسكر للأحزاب العقائدية يمينها ويسارها. المرحلة الآن واضحة المعالم للجميع حكومة عسكر بعد نهاية المباراة لصالح الجيش على الإسلاميين الذين ظنوا أنهم الأكثر ذكاء حينما خططوا ونفذوا جريمة سرقة الديمقراطية في 1989، وعليهم أن يتذكروا مقولة أحد أشهر علماء البيولوجيا وصاحب نظرية التطور ، تشارلز داروين، " ليست المخلوقات الأقوى هي التي تنجو، ولا تلك الأكثر ذكاءً، ولكن المخلوقات التي تستطيع النجاة والاستمرار هي الأكثر قدرة على التأقلم على التغييرات" يبدو العسكر أكثر قدرة على التأقلم مع الإسلاميين، ونجحوا في أبعادهم رويداً رويداً.. والآن على الشعب المتطلع للتغيير والتخلص من الكل ، أن يتأقلم على التغييرات الجديدة بعد الجمع بين المنصبين ، ويعمل بمقولة الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا ( الطريق إلى الحرية ليس سهلاً في أي مكان، وسيكون على الكثير منا الموت في سبيل ذلك في الظل حتى نصل إلى قمة ما نحلم به من الحرية).. الآن معركتنا ليست صراع عسكر القصر والإسلاميين ولكن معركتنا الطريق إلى الحرية بالتغيير الشامل، وهي الفكرة، في حياتنا نحلم بها ونجعلها هدفنا في الحياة، بأن تكون حاضرة في عقولنا، تحرك أجسادنا، نحو النضال الحركي السلمي. التيار [email protected]