بعد أن حاصرتها النيران في المنزل لم تجد حلا للنجاة إلا القفز من شرفة المنزل لتهرب من الجحيم الذي تسببت فيه أعمال الشغب في منطقة كرويدون جنوبلندن. لقد وقفت السيدة في شرفة منزلها تصرخ بعد أن تقطعت بها السبل وحوصرت من النيران المشتعلة في متجر الأثاث المجاور، فقامت شرطة مكافحة الشغب بوضع المراتب والسجاد على الرصيف وطلبت منها القفز، بحسب صحيفة ديلي البريطانية. السيدة الأربعينية التي يعتقد أنها من إحدى دول شرق أوروبا ألقت بنفسها وتلقفتها أيدي رجال الشرطة في الحال فلم تصب بأذى. وتروي جايم بوكسيل صاحبة حانة مجاورة لموقع الحادث تفاصيل الواقعة قائلة: "هذه السيدة كانت ترفض الخروج من الشقة رغم الدخان المنبعث من مخزن الأثاث حتى أصبحت عاجزة عن الخروج من الباب الأمامي لأن النيران كانت عنيفة جدا، لذلك وضعت شرطة مكافحة الشغب بعض الوسائد أسفل النافذة وأمرتها بالقفز". وتستطرد القول: "وبالفعل قفزت لكن كانت هناك أسرة هندية كانت محاصرة، فقامت الشرطة التي كانت رائعة بكسر الباب وأخرجوا الأطفال، بينما خرج الوالدان بعد ذلك". من جانبه قال مصور لوكالة وين: "كان هناك رجل يرتدي ثوبا أبيض يصرخ أن هناك فتاة في النافذة وتستعد للقفز، فأسرع نحوها لكن رجال الشرطة كانوا قد وصلوا للمكان فجذبوه بعيدا وبدؤوا هم في عملية إنقاذها". عنف أرعن واندلعت أعمال شغب في لندن مساء السبت الماضي، ثم انتقلت لمدن أخرى في أعقاب مظاهرة سلمية احتجاجا على مقتل بريطاني برصاص الشرطة، بينما كانت تحاول اعتقاله في توتنهام الخميس؛ حيث وقعت مصادمات بين قوات مكافحة الشغب ومحتجين من أصدقاء وأقارب المجنى عليه، أسفرت عن إصابة 35 من أفراد الشرطة وإحراق وتخريب ممتلكات عامة. وأعلنت الشرطة -في بيان الأربعاء- اعتقال 768 شخصاً في لندن، وتوجيه الاتهام إلى 167 منهم على خلفية العنف "الأرعن"، كما أسمته. وأنحى المسؤولون البريطانيون باللائمة في أحداث الفوضى على عصابات إجرامية، وأظهرت مقاطع فيديو، من مناطق العنف، مجموعة من الشباب الملثمين، وهم يقذفون عناصر الشرطة بالزجاجات الفارغة وقنابل المولوتوف وإضرام النار في المركبات والممتلكات العامة والخاصة.
