عثمان ميرغني الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية.. وفي الإفطار الذي أقامته جماعة أنصار السنة المحمدية مساء أمس الأول.. قال إنّ الصحافة المحلية تلعب دوراً في إذكاء الفتنة.. يا تُرى من كان يقصد نائب الرئيس؟؟ ما هي الصحف (المحليّة!!) حمّالة الحطب التي تنفخ في نار الفتنة.. لتحرق الوطن كله.. لا أتوقع أنّ نائب الرئيس كان يلقي الكلم على عواهنه.. فهو معروف عنه قوة القبض على اللسان وإحكام البيان.. علي عثمان يقصد صحيفة واحدة.. هي لسان حال حزب سياسي له في الدنيا هدف وحد حققه بنجاح كبير.. وكنّا نظن أنّ مهمته انتهت بانتهاء مراسم دفن السودان الواحد.. لكن الحزب وصحيفته ما أن أحسوا بفراغ الأجندة.. حتى هرعوا بكل لهفة إلى إذكاء نار فتنة أخرى في الوطن.. هذه المرة في جنوب كردفان.. حزب منبر السلام العادل الذي يقع مقره الرئيس أمام باب مجلس الوزراء مباشرة.. والذي تقوده قيادات من أهل البيت.. وصحيفته "الانتباهة" هم بالتحديد من عناهم نائب الرئيس.. ووصفهم بأنّهم حمَلة راية الفتنة الهوجاء في بلادنا.. والبرهان على ذلك لا يحتاج إلى بطل.. الأستاذ الطيّب مصطفى.. والذي متّعه الله بنفوذ سافر وما خفي منه كان أعظم.. لا ينفك يدعو الحكومة أن تشهر السيف بأعتى ما تيسّر في جنوب كردفان.. ويفترض أنّ الحرب مجرد تسلية أو غبينة لكسر جبروت (الرويبضة!) أو الخائن أو العميل، وتلك المفردات المجانية التي يوزعها على أعدائه. ولو كان ما يدعو له الطيّب مصطفى يحرق نافخ الكير وحده.. لما جاز لأحد حتى نائب الرئيس نفسه أن يعترض أو ينتقد.. لكنّها نار تحرقنا نحن.. نحن السودان الذي بناه الأسلاف طوبة طوبة.. ويهدمه الأخلاف ولاية ولاية.. لا يمكن لجنوب كردفان كلها.. أن تختصر في شخص رجل واحد هو عبد العزيز الحلو.. ولا يمكن للنيل الأزرق كله أن يختصر في مالك عقار.. لكن مع ذلك المعركة التي تدق طبولها الانتباهة ليس لها من حيّز سوى أسماء رجال ثلاثة.. لماذا لا ننظر بكل حكمة إلى وطن تآكل من أطرافه بفعل مثل هذه الأهواء الشاذة.. ونبذل كل ما وسعنا للمحافظة عليه ولم أطرافه وتمتين وحدته الداخلية.. لن نستطيع صهر الناس كلهم في قلب رجل واحد.. التنوع ليس في (خلقة) الناس بل حتى في أخلاقهم.. ولا سبيل سوى التعايش مع الآخر بكل ما يحمله من فكر مختلف.. ورأي وتقدير وحتى مطامح مختلفة.. حسناً .. هذا رأي نائب الرئيس في صحيفة الانتباهة.. إنّها حمالة الحطب.. إذن من يقف خلفها ويشد من أزرها.. انظروا جيداً في الأسماء المتينة.. بالله عليكم.. هل رأيتم كيف احتفى رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بالنجاح الذي حققته الانتباهة بعد أن فصلت جنوب السودان.. الآن نحن على وشك أن نرى حصائد ما ستنجزه الانتباهة في جنوب كردفان.. وربما من بعده النيل الأزرق. التيار