دعا الاتحاد الأوروبي، المنظمات الإنسانية في السودان، أمس الأحد، لتقديم المساعدة للأعداد المتزايدة من اللاجئين الفارين من جنوب السودان. ورحب سفراء دول الاتحاد التسعة المقيمون في السودان بإعلان الخرطوم فتح ممر إنساني بري إضافي إلى جنوب السودان الذي يعاني من المجاعة. وكانت الحكومة السودانية وافقت على فتح مسار جديد يتضمن أربعة محاور لتوصيل الإغاثة على وجه السرعة للمتأثرين بالمجاعة في دولة جنوب السودان، ويشمل المسار الجديد أربع مناطق هي الأبيض وربكونا وهجليج وبانتيو. وتحركت بالفعل قافلة الأممالمتحدة الأولى من مدينة الأبيّض في السودان إلى بانتيو في جنوب السودان في يوم 30آذار/ مارس الماضي، لتقديم المساعدات في الوقت المناسب وبطريقة فعالة قليلة التكلفة. ويضاف هذا الممر إلى آخر بين كوستي السودانية والرنك (جنوب السودان)، والذي فتحته حكومتا السودان وجنوب السودان في عام 2014. وطالب سفراء دول الاتحاد، بضرورة الحفاظ على هذه الممرات، والنظر في توسيع نطاق الوصول إلى جنوب السودان عبر ممرات إضافية، لا سيما في ضوء موسم الأمطار المقبل. وأعلنت المفوضية الأوروبية، هذا العام، عن تخصيص 182 مليون يورو لدعم الإجراءات الإنسانية في جنوب السودان، وفي بلدان المنطقة التي تواجه تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، بما في ذلك السودان. كما يقدم مزيدا من الدعم من خلال برامج المساعدة الثنائية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في السودان أمس بوجود مقترح لفتح ممر إنساني ثالث للجنوب. وقال مفوض العون الإنساني بولاية شمال كردفان أحمد بابكر الحسن، إن «هناك مقترحا لفتح مسار جديد (الأبيض المجلد أويل) لإيصال المساعدات الإنسانية لدولة جنوب السودان بعد المسار الحالي (الأبيض هجليج ربكونا بانتيو) ليشمل مناطق شمال بحر الغزال». وفي السياق ذاته، أعلن برنامج الغذاء العالمي والولایات المتحدة الأمریكیة عن دعم الأشخاص الذین یعانون من انعدام الأمن الغذائي في السودان، ودولة الجنوب. ووفق البرنامج، هناك سفینتان أمریكیتان رستا في میناء بورتسودان، حیث جرى تفریغ أكثر من 880.47 طن من الذرة الرفیعة التي سیجري نقل أكثر من 20 ألف طن منها إلى جنوب السودان عبر الممرات الموجودة في السودان. ووصلت سفن أخرى من الولایات المتحدة في شهري مارس/آذار ونيسان أبريل، محملة بمواد إضافية تحتوي على الذرة والعدس والزيوت النباتية. ویعتزم برنامج الغذاء العالمي عام 2017 تقدیم المساعدات إلى ما یربو عن من 4.4 ملیون من الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر في السودان، والنازحين واللاجئين والسكان المتأثرین بالظروف المناخية والمجتمعات المضافة، وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة، بما في ذلك تقدیم المعونات الغذائیة الطارئة، والتحویلات النقدیة، والدعم التغذوي، وبناء قدرات المرونة لمساعدة المجتمعات المحلیة على الاستقلال المعیشي. وأعلنت وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين والمكتب الإقليمي لدولة جنوب السودان عن خطة الاستجابة لاحتياجات اللاجئين في عام 2017 بتحديد استراتيجية مشتركة لمتطلبات اللاجئين الجنوبيين عبر عدة دول من بينها السودان، وتقدر الاحتياجات بأكثر من 166 مليون دولار أمريكي. وفي نهاية شهر آذار/ مارس أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان، وصول أكثر من 60 ألف لاجئ من دولة جنوب السودان إلى ولايات الحدود السودانية وتجاوز هذا العدد التوقعات، الأمر الذي يشير إلى تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان. صلاح الدين مصطفى القدس العربي
