عند منحنى الطريق السفري المؤدي الى مدينة الأبيض قبالة كوستي، يتوسد الكثبان الرملية (حوش بشرى) للأسماك ويقول أحد المداومين على تناول السمك: إن حوش بشرى وجد صيته وسط الحيشان التي تعج بها المنطقة، لخدماته الممتازة في تقديم الأسماك المشوية والمحمرة بجانب تحقيق رضا الزبون. لم اكتف بأقوال محدثي، فقد دلفت الى حوش المطعم لأجد صاحبه بشرى يهم بإيصال الطلبات الى زبائنه، بعدها جلست إليه في هذه الدردشة بعد إلحاح مني: يقول بشرى: أولى خطوات ولوجه الى عالم مطاعم الأسماك كانت في الثمانينات، حتى أضحى صاحب أكبر مطعم للأسماك بكوستي التي شهدت ميلاده، وأنه شق طريقه بعيداً عن أهله اللذين يعملون في حرفة الزراعة والراعي، غير أنه انتهج لنفسه طريقاً آخر نحو عالم الأسماك، وأضاف أنه بدأ حياته في بيع الأسماك في أيام العطلات المدرسية، وكان يرسل الأسماك من كوستي الى الدبيبات وكادوقلي وعبر القطار الى بابنوسة بعد تبريده بالطريقة التقليدية بالثلج والنشارة والى مدني. وعن أفضل أنواع السمك؟ يقول بشرى: إن أجود أنواع الأسماك هي العجل البلطي والبياض وبعض وأنهم يعملون بحسب طلب الزبون، وأن أغلب الأسماك يتم تقديمها (تحمير على الصاج). وعن زبائنه؟ يقول: كل قطاعات الشعب المختلفة يحلون ضيوفاً على مطعمه الذي كان في السابق عبارة عن رواكيب من القش والطين، على خلاف ماهي عليه اليوم. ويمضي بشرى قائلاً: الطلب على السمك يتزايد في فصل الشتاء بخلاف فصل الصيف، الذي يحتاج إلى شرب كميات كبيرة من المياه. وفي ختام حديثه لنا، قدم بشرى وصية لكل صاحب محل بأن يجود عمله، ثم بعد ذلك ينتظر قدوم الزبائن، أضاف إنه كل ماكان الاتقان في العمل كلما كان ذلك سبباً في كسب الزبائن (وتاني مافي زبون بفوتك). اخر لحظة