تونس - رويترز-حثت المطربة اللبنانية ماجدة الرومي وزراء الثقافة والسياحة والإعلام في الدول العربية على دعم المبدعين الملتزمين والحقيقيين في مواجهة ما وصفته بتدني المشهد الثقافي العربي عموما، قائلة إن المبدع هو أفضل ناطق باسم بلده. وقالت الرومي التي ذاع صيتها عندما اعتلت خشبة مهرجان قرطاج لأول مرة منذ ثلاثين عاما «مهرجانات قرطاج وبعلبك وبيت الدين تبرز كقلاع حصينة تواجه فن الإثارة الذي لا غاية منه سوى التجارة». وانتقدت الرومي في مؤتمر صحفي عقدته الليلة الماضية بضاحية «قمرت» قبل حفلها بقرطاج المقرر الجمعة 9 يوليو/تموز الجاري، تردي الساحة الغنائية العربية وتغير أذواق الجمهور، لكنها أكدت على أن مسؤولية كبرى تقع على عاتق وزراء السياحة والثقافة والإعلام للتصدي لهذه الموجة السائدة. ومضت تقول «كلمتي من هنا لكل وزير ثقافة وإعلام وسياحة هي أن تأخذوا موضوع الغناء كجزء من الإعلام العربي، وأن تحاربوا التجار وأن تدعموا فقط المبدعين». ووجهت المغنية اللبنانية نداءها للوزراء باعتبار أن الفن هو وسيلة للتعريف بحضارة البلدان وثقافتها وأصالتها، مضيفة أن الفنان المبدع هو أفضل ناطق باسم بلده وأول معرف بها. وأضافت «نعم.. المبدع يحمل دورا أهم بكثير من دور أي سفير أو دبلوماسي آخر». وسطع نجم الرومي -التي توصف بأنها مغنية الرومانسية والحب والسلام- منذ ثلاثة عقود من الزمن، من على مسرح قرطاج، قبل أن تتوسع شهرتها ويتردد صدى أغانيها في أرجاء العالم العربي. والرومي من بين قلائل في الوسط الفني ممن لا يزالون يتمتعون بنجومية هادئة وبمكان في قلوب المواطنين العرب، لصدقها في الغناء، ونقلها لأحاسيس الحب والسلام والفرحة إلى النفوس عبر أغانيها الحالمة. وبدأت الرومي مشوارها الفني بعنوان «عم أحلمك يا حلم يا لبنان» عشية الحرب اللبنانية، وبعدها تحولت إلى نجمة عربية تحمل لواء الأغنية العربية الملتزمة، قبل أن تغني أيضا أغاني أخرى من بينها «مطرحك بقلبي» و«طوق الياسمين». وقالت إن الحرب بلبنان علمتها أن تغني فقط للحب والفرح والأشياء الجميلة، مضيفة بنبرة ممتزجة بالألم والتحدي «الحرب دمرتنا في لبنان، وأنا مللتها، والوقت الباقي بعمري سأخصصه للغناء للحب والفرح». وألقت باللائمة على الفضائيات العربية في تراجع الذوق الفني، لكنها شددت على أن «مهرجانات مثل قرطاج لا تزال تتصدى لفن الإثارة والجسد والتجارة ببرمجة عروض إبداعية مثل شارل ازنافور العام الماضي»، ومضيفة أن هذا غير كاف، وأن وسائل الإعلام أيضا مطالبة بلعب دور لدعم الفن الهادف والملتزم. وستعتلي الرومي مسرح قرطاج ضمن أنشطة الدورة 46 للمهرجان الدولي؛ حيث يشارك أيضا عدد من النجوم من بينهم الإيطالي ايروس رامازوتي، والسوري صباح فخري، والفرنسية هيلين سيجارا، والتونسي لطفي بوشناق. وخلال الحفل ستقدم الرومي مقتطفات من أعمالها التي اشتهرت بها طيلة ثلاثة عقود «ستختزل فيها مسيرتها» على حد تعبيرها. وكان المهرجان قد افتتح أمس بعرض لفيلم «النخيل الجريح» للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار.