سجلت شرطة المرور بإحدى المحافظات الكويتية مخالفة مرورية شديدة الغرابة، بعد أن حرر أمين الشرطة مخالفةً لأحد الوافدين بسبب رائحة فمه الكريهة. وأثارت هذه المخالفة دهشة الصحف الكويتية التي كتبت عن الواقعة باعتبارها أحد أغرب مخالفات المرور ربما في العالم. وذكرت الصحف الكويتية، الثلاثاء 16 أغسطس/آب 2011م، أن المخالفة تم تسجيلها في محافظة "حوالي" لأحد المقيمين في الكويت. ونقلت الصحف عن مصدر أمني لم تذكر اسمه أن عنوان المخالفة غريبًا للغاية، مشيرًا إلى أن الإشكالية في هذه المخالفة هي كيفية تحديد قيمة مخالفة رائحة الفم، وهل هي مخالفة جسيمة تستدعي حجز المركبة لمدة شهرين، أم إمكانية إجراء أمر صلح بشأنها، خاصة وأنه على ما يبدو أن رجل الأمن شم رائحة كريهة ولحقت به أضرار جسيمة!. وبعيدًا عن تفاصيل المخالفة تعتبر رائحة الفم الكريهة هاجسًا مؤرقًا يسبب إحراجًا وانطواءً نفسيًا عند بعض الأشخاص، ما يجعلهم يتجنبون مواجهة الآخرين وينعزلون عن المجتمع، لذلك فإن لهذه المشكلة شقين مهمين. شق عضوي وجانب نفسي يتمثل في كيفية التأثر بهذه المشكلة ومواجهتها والتعامل معها، ويتم اكتشاف هذه المشكلة عن طريق الشخص نفسه الذي يأتي للطبيب يشتكي من رائحة أو طعم غير مستحب بفمه أو نفسه.. وفي بعض الأحيان قد تكون الشكوى من المقربين، وخاصة الزوج أو الزوجة أو الأبناء أو الأصدقاء. ويعتبر بخر الفم عرضًا وليس مرضًا بحد ذاته؛ حيث يعكس حالة مرضية في الجسم تؤدي إلى إفراز مواد ذات رائحة كريهة مثل الكبريت والأندول والأسيتون وغيرها، والمشكلة فيه أن أغلب الذين يعانونها لا يعلمون بها إلا عن طريق إخبارهم من شخص آخر. وتؤكد الدراسات العلمية أن معظم أسباب رائحة الفم الكريهة تأتي من الفم، وأن 90% منها تأتي من اللسان على وجه الخصوص، بحسب تقرير طبي لصحيفة الرياض السعودية. فسطح اللسان يحتوي على عديدٍ من التشققات، ما يساهم بدخول كميات من الطعام أثناء الأكل في هذه التشققات العميقة لا يستطيع اللعاب وحده تنظيف بقايا الطعام. وتقوم البكتيريا الموجودة في الفم بتحليل هذه البقايا مصدرة مادة الكبريت ذات الرائحة الكريهة، ولوجود البيئة المناسبة داخل الفم تتواجد البكتيريا. وهناك سبب آخر لظهور الرائحة المزعجة من الفم وهو العطش، وخصوصًا أثناء الصيام، فيؤدي إلى تقليل إفراز اللعاب في الفم، ومن ثم إلى خسارة منافع اللعاب". وتوفر كميات كبيرة من اللعاب يؤدي إلى الحد من نمو وتكاثر البكتيريا، ويقوم بإذابة المخلفات الكبريتية، ومن ثم إلى تقليل أو إخفاء الرائحة. وللتخلص من هذه المشكلة نصح التقرير بعلاج الأمراض التي تسبب رائحة الفم الكريهة واستخدام مطهرات الفم (غسول الفم) مباشرة قبل وقت النوم. ومضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم، ليقوم بغسل وإزالة بكتيريا الفم، ومن ثم تقليل الرائحة الكريهة. ومن النصائح المهمة شرب كميات كبيرة من الماء أو السوائل لتوفير كمية أكبر من اللعاب، وخصوصًا أثناء فترة الصيام.
