وضعت شرطة حلة كوكو بالخرطوم، يدها على كمية ضخمة من الخمور البلدية، يتم توزيعها بواسطة عربة نفايات تتبع لمحلية كرري. وقالت مصادر مطلعة ل(الراكوبة) إن القوة الشرطية تمكنت من توقيف مجموعة من الشباب يعملون في ترويج الخمور البلدية بواسطة عربة نفايات تتبع لمحلية كرري. واشارت المصادر الى ان الكمية المضبوطة تُقدّر ب(4000) قارورة، وقالت إن توقيف المجموعة التي تنشط في ترويج الخمور البلدية، تم بالقرب من طلمبة النيل بحلة كوكو، وذلك حينما كانوا يقومون بتسليم عبوات من الخمور البلدية لاحد المتعاطين. وسبق ان تم توقيف مجموعة تنشط في ترويج الخمور بواسطة عربة اسعاف، على اعتبار انها أكثر أمناً، وان الشرطة والأجهزة الامنية لن تتوقع انها مستخدمة في عمليات الترويج. وشكى مختصون من تصاعد الجرائم المرتبطة بالاخلاق، على نحو ما يحدث في كثير من الحالات، مشيرين الى ان سياسة الافقار التي مارستها حكومة حزب البشير على المواطنين جعلت بعضهم يلجأ الى سلوكيات غير حميدة، وغير مألوفة. وارجع بعض المراقبين تنامي مثل تلك الجرائم، الى الانحطاط الذي اصاب بعض الفئات المجتمعية بسبب الضوائق المعيشية التي تسبب فيها حزب البشير، والذي انصرف الى ترفيه منسوبيه، وأغفل الاهتمام بمعاش الناس، وايضا بسبب الفساد البنيوي الذي ضرب اجهزة الدولة السودانية. وسبق ان كشفت (الراكوبة) عن عمليات فساد واسعة تورط فيها نافذون في حزب البشير، وبعض اصهارهم وابنائهم. وبلغت نسبة الفقر في السودان اكثر من 46% بحسب احصائيات حكومية غير حديثة. بينما تُقدِّر احصائيات جديدة اعدتها منظمات مستقلة نسبة الفقر بنحو 50% من نسبة السكان. ويشهد الجنيه السوداني تراجعا كبيرا امام العملات الاجنبية وخاصة الدولار، اذ وصل حاجز العشرين جنيها في بعض المرات. بينما بلغت نسبة التضخم في الشهور الماضية 47%، وهو ما جعل بعض الخبراء يدقون ناقوس الخطر، على اعتبار ان بلوغ التضخم لنسبة 50% يعني انهيار الاقتصاد كلياً. ومؤخرا قالت الحكومة السودانية ان نسبة التضخم شهدت تراجعا كبيراً، لكن مختصون شككوا في الارقام التي تقولها الحكومة على اعتبار انها تتنافى مع الواقع والمنطق الاقتصادي. مشيرين الى ان النسبة التي تعلنها الحكومة هي في الغالب مرتبطة بتقديرات سياسية وليست اقتصادية.