وصف أمير ويلز انهيار علاقته بالأميرة ديانا خلال زواجه الأول، بأنه كان نوعاً من "التراجيديا الإغريقية". وورد ذلك في واحدة من مجموعة رسائل شخصية، وفي غاية السرية، تم الكشف عنها مؤخراً، كان قد أرسلها الأمير تشارلز لصديقته المقربة نانسي ريغان، زوجة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان. وتكشف هذه المراسلات تفاصيل شخصية تتعلق بحياة الأمير تشارلز، تعود إلى أربعة عقود خلت، وتسلط الضوء على مشاعر الأمير وظروف انفصاله عن الأميرة ديانا، أميرة ويلز، التي كانت علاقته بها تتدهور يوماً بعد يوم، حسب ما ذكره في إحدى هذه الرسائل، المؤرخة بتاريخ، 21 يونيو/حزيران 1992. وتعد هذه الرسالة واحدة من مجموعة المراسلات الشخصية التي تم تبادلها بين الأمير ونانسي ريغان. وقد تم الكشف عن هذه الرسائل للعموم، بعد أن تبرعت بها عائلة ريغن إلى مؤسسة ومكتبة رونالد ريغان، التي تقع في سيمي فالي في كاليفورنيا. وقد تزامن ذلك مع وفاة السيدة ريغان، التي طلبت في وصيتها السماح بعرض متعلقاتها الشخصية لعامة الشعب. من جهتها، تطرَّقت صحيفة ميل أون صنداي البريطانية، التي قامت بنسخ مقتطفات من هذه الرسائل، إلى سبل نجاح الأمير تشارلز في إقامة علاقات ودية ووثيقة مع عائلة رونالد ريغان العام 1974، ففي ذلك الوقت، كان الأمير بصدد الخدمة في البحرية الملكية البريطانية، في حين كان يقضي عطلة نهاية الأسبوع في منزل والتر أننبرغ، الذي كان يشغل منصب السفير الأميركي في بريطانيا، وكانت السيدة ريغان، آنذاك، تشغل منصب حاكمة ولاية كاليفورنيا. وقد واصل الأمير تشارلز كتابة رسائله إلى سيدة أميركا الأولى إلى حين وفاتها، في العام 2016، وعرف بإعجابه الشديد بنانسي ريغان، وأنه أسر إلى أحد أصدقائه ذات مرة عن رغبته الشديدة في تقبيلها لشكرها على ترحابها وحسن ضيافتها. وفي إحدى هذه الرسائل، أفاد تشارلز أنه انصرف إلى قراءة الأعمال الأدبية الكلاسيكية، حتى يشغل نفسه عن الضغط الإعلامي والشائعات التي تلاحقه، كما أعرب عن أمله أن تساعده هذه العادة على أن يصبح "أكثر حكمة ومعرفة". وفي رسالة بتاريخ 1992، في اتصال وثيق بحيثيات انهيار الزواج الملكي، تحدث تشارلز مع نانسي ريغان بصراحة عن الظروف المحيطة بحادثة تدهور علاقته الزوجية، وقال: "لا أحد يمكنه أن يفهم حقاً حقيقة مثل هذه الأمور إلى أن تحدث معه، ولذلك، فإن الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم". وأضاف الأمير: "في يوم ما سأخبرك بالقصة كاملة، إنها شبيهة نوعاً ما بالتراجيديا الإغريقية، ومن المؤكد أنها تصلح أن تكون مسرحية جيدة". في العام 1985، وفي الوقت الذي كانت العائلة المالكة تعيش أوقاتاً سعيدة، كتب تشارلز ليشكر عائلة ريغان على حسن ضيافتها وعلى استقبالهم الفريد لهم في حفل بهيج في البيت الأبيض، رقصت خلاله الأميرة ديانا مع الممثل الشهير جون ترافولتا. وعن هذا الموضوع قال تشارلز، إن "ديانا لا تزال ترغب بشدة في الرقص مجدداً مع جون ترافولتا، وقد سعدنا للغاية بلقاء نيل دايموند وكلينت ايستوود في أمسية واحدة، ناهيك عن لقاء رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية". وفي العام 1991، عندما صدر كتاب عن حياة نانسي ريغان، تضمن شائعات مغرضة حول خضوعها لعمليات تجميل ودخولها في علاقات غرامية سرية، حاول تشارلز مواساتها، قائلاً: "نحن نعيش في عالم يزداد همجية يوماً بعد يوم، وفي حال تقلدت منصباً عاماً، يصبح من المستحيل أن تتحرك دون أن ينظر إليك الكل على أنك تحمل نوايا مبيتة أثناء قيامك بأي أمر". وفي رسالة أخرى منفصلة، اشتكى الأمير تشارلز من كثرة الدعوات التي تصله لحضور حفلات عشاء لجمع التبرعات، وقد تذمر حينها من الدعوة التي وجهت له لحضور حفل لجمع التمويلات من أجل إعادة ترميم متحف ماري روز، وقال إن هؤلاء الناس أفسدوا حياته. وفي العام 1994، تحدث تشارلز لريغان عن تعرضه لمقلب طريف في إحدى الإذاعات، إذ اتصل به منسق أغانٍ وتظاهر بأنه موظف في مكتب الرئيس الأميركي رونالد ريغان، ويريد تهنئته بعيد ميلاده. وفي إحدى الرسائل الصادمة، المؤرخة في 7 يونيو/حزيران 2002، تحدث الأمير تشارلز عن وفاة الأميرة ديانا، في 30 مارس/آذار، وأكد أنه يواجه صعوبة في التعامل مع مثل هذه الصدمة. وفي هذا الصدد، أورد الأمير تشارلز: "لقد شعرت باستياء شديد بسبب رحيلها، لقد تركت فراغاً كبيراً في حياتي". كتاب جديد يحكي سيرة الأمير تشارلز وفي كتاب جديد يحكي أجزاء من حياة الأمير تشارلز، كشف كيف كان يشعر بحزن قبيل زواجه من الأميرة ديانا العام 1981. وأوضح الكتاب، الذي عكفت عليه كاتبة القصر الملكي سالي بيديل سميث، أن الأمير البريطاني دخل في نوبة من البكاء الشديد ليلة زفافه. الكتاب الذي يحمل عنوان "الأمير تشارلز: العواطف ومفارقات بحياة غير محتملة" Prince Charles: The Passions and Paradoxes of an Improbable Life، تحدث عن مشاعر تشارلز وكيف كان مشتتاً بين زوجته المستقبلية ديانا وحبيبته السابقة (التي أصبحت زوجته فيما بعد) كاميلا باركر. وبحسب مجلة People فإن الأمير الشاب وقتها شعر بضغط شديد من العائلة المالكة لكي يتزوج من الأميرة ديانا، وهو ما دفعه ل"نحيب" قبل العرس بيوم، وذلك لأنه كان لا يزال يحب صديقته السابقة كاميلا. وبحسب الكاتبة سالي بيديل، فإن لقاء تشارلز الأول بكاميلا كان العام 1971، ونشأت بينهما علاقة حب نتيجة أمور مشتركة بينها، أهمها حس الدعابة لدى كليهما، ولعامل آخر مهم، وهو أن كاميلا كانت دائماً "جيدة الاستماع" لتشارلز. لكن الحبيبين افترقا بعد ذلك بعامين، ليس فقط بسبب سفر الأمير الدائم بعد انضمامه للبحرية الملكية، بل لأنه كان بعمر ال24، ولم يكن مستعداً بعد للارتباط وتكوين عائلة، كما أن علاقة كاميلا بحبيبها أندرو باركر باولز، الذي تزوجها فيما بعد كانت سبباً في انفصالها عن تشارلز.