الدوحة "القدس العربي" إسماعيل طلاي: دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى تغليب لغة العقل والحكمة والمصلحة العليا للمنطقة، والمسارعة بالجلوس إلى حوار أخوي صريح وبناء من أجل الخروج من الأزمة التي تمر بها منطقة الخليج، منذ إعلان المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. وقال الاتحاد في بيان له وقعه أ.د . علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العلمي لعلماء المسلمين: "إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتابع وبكل أسف الأزمة التي تشهدها منطقة الخليج والتي صاحبتها حملات إعلامية انتهكت حقوق الأخوة الإسلامية وانتهت إلى قطع العلاقات بين الدول الإسلامية الجارة والشقيقة في الخليج مما تسبب في قطع الأرحام بين المسلمين المنهي عنه شرعا، وإلى اتهامات وتصنيفات بالجملة لشخصيات علمية ومؤسسات خيرية وإغاثية دون بينة ولا برهان". تأكيد على حرمة حصار أي دولة مسلمة وقال الاتحاد إنه "أخذ على عاتقه النصح للمسلمين جميعاً حكاما ومحكومين"، داعيا العلماء إلى "التأكيد على تغليب لغة العقل والحكمة والمصلحة العليا للمنطقة، والمسارعة بالجلوس إلى حوار أخوي صريح وبناء من أجل الخروج من الأزمة الحالية، وإعادة أواصر المحبة والرحم التي تربط بين أبناء دول الخليج"، مضيفاً "إننا في هذا الصدد، نؤكد على وقوفنا مع كل الجهود الحكيمة الساعية لحل الأزمة وعلى رأسها جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد التي يبذلها في هذا الصدد". كما دعا "علماء الأمة عامة، والعلماء الأعضاء في الاتحاد خاصة للقيام بدورهم الشرعي في السعي إلى إصلاح ذات البين، وعدم الانسياق مع كل الدعوات والقرارات الداعية للفرقة والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة وأن يقوموا بدورهم بنصح ولاة الأمر في ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة". وأكد الاتحاد على "حرمة حصار أي دولة مسلمة فضلاً عن حصار دولة مسلمة جارة اجتمع فيها حق الإسلام وحق الجوار لما يترتب على ذلك من إيقاع الضرر المتعمد على المسلم وقد جاءت الشريعة بالنهي عن ذلك وأن من فعله فقد وقع في الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة، وعليه فإننا ندعو القادة الخليجيين الذين وقّعوا على ذلك إلى إيقافه في هذا الشهر المبارك ورفعه نهائياً والعودة إلى روح الأخوة الإسلامية التي بينهم وبين إخوانهم في قطر". واستنكر الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين "ما نتج عن هذا النزاع من الزج بالأعمال الإنسانية والمؤسسات الخيرية في خضم الخلافات السياسية بين دول الخليج، ومن ذلك ما صدر من تصنيف لمؤسسات خيرية وإنسانية قطرية ووسمها بالإرهاب ودعمه دون بينة ولا برهان رغم معرفة المؤسسات الدولية والخليجية ذات الصلة أنها بريئة من هذه الاتهامات". استنكار اتهام القرضاوي بالإرهاب كما "استنكر إدراج علماء كبار كان لهم دور ولا يزال في خدمة الإسلام والمسلمين وفقاً للمنهج الوسطي المعتدل من أمثال الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ علي الصلابي وإخوانهم من العلماء والدعاة الذين تم تصنيفهم دون بينة ولا برهان واتهامهم بدعمهم للإرهاب رغم معرفة القاصي والداني براءتهم من ذلك ويُذكر الاتحاد بضرورة الرجوع عن هذا التصنيف والالتزام بما قررته الشريعة من إكرام العلماء الذين هم ورثة الأنبياء وحرمة التعدي على أعراضهم". ويأتي بيان الاتحاد العام للعلماء المسلمين الداعي لتغليب لغة الحوار والعقل ونبذ الفرقة، مناقضا لتصريح المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أثار "جدلا واسعا"، أشاد من خلاله المفتي بقرار مقاطعة قطر، معتبرا أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها السعودية وعدد من الدول ضد قطر «بسبب تمويلها الإرهاب أمور إجرائية، فيها مصلحة للمسلمين ومنفعة لمستقبل القطريين أنفسهم»، مضيفاً أن هذه القرارات «مبنية على الحكمة والبصيرة وفيها فائدة للجميع″. وبالمثل أعربت رابطة العالم الإسلامي، ومقرها في الرياض ، في بيان صدر عنها عن تأييدها للتصنيف الصادر عن السعودية والإمارات والبحرين لما سمي "قوائم الإرهاب المحظورة". كما اتخذت قراراً بإنهاء عضوية يوسف القرضاوي في المجمع الفقهي الإسلامي، التابع للرابطة.