لقد كنت واحدا من المعجبين بأميرة ويلز الأميرة ديانا أتابع أخبارها منذ زواجها من الأمير تشارلز والذي كان زواجاً أسطورياً في عام 1981 وحتى وفاتها في الحادث المؤلم في عام 1997 خاصة في فترة وأنا طالب بالمرحلة الثانوية العليا ... فلم أترك لها صورة .. أو مقال في جريدة يتحدث عنها وإلا قرأته بإمعان وحرص شديدين وكنت أتابع قصصها وكانت تلهمني بجمالها وجاذبيتها وبإنسانيتها وتواضعها ومساعداتها للمحتاجين في كل وسائل الإعلام المختلفة وعلى قلتها في ذلك الزمان وفي محطة BBC وتعاطفت معها كثيراً فمن خلال متابعتي لقصصها الشيقة الحزينة لقد رسخت في ذهني الكثير من المواقف المحزنة وكذلك الشخصيات المثيرة للجدل في حياتها ولكن أكتر ما هزني في تلك الشخصيات هو خادمها الخائن ... ويتمثل في شخصين في الحقيقة هما مدربها الخاص والحارس الخاص لزوجها الأمير تشارلز وهاتين الشخصيتين بغضتهما بغضاً شديداً نسبة لخيانتهما للأمانة وإفشائهما لأسرار العائلة واستغلالهما للموقف حسب مفهومي في ذلك العمر والسن الطرية لقد وقع الأمير تشارلز فريسة سهلة لخادمه الخاص الذي كشف أسرار الرجل وحياته . وشرب الأمير من نفس الكأس التي شربت منها الأميرة ديانا مع مدربها الذي أدعى أنه كان على علاقة بها هاتين الشخصيتين المدرب والحارس الخاص وجدا نفسيهما أمام سلسلة طويلة من الفضائح فقررا أن يستفيدا منها ويبيعا ما عندهما في هذا المزاد الكبير الذي كانت تشهده إنجلترا في ذلك الوقت حول أسرار وخفايا الأسرة المالكة . فلو كان في ذلك الوقت قرصنة على البريد الإلكتروني لنشرا ما تشيب له الرؤوس ... ولقاما بنشر كل التسجيلات التي كانت تدور بينهما كحال خونة هذا العصر وكانت البيعة ستكون بمبالغ أضخم بضخامة الفضيحة ومستنداتها التي لا تكذب فهل يا ترى سيجد الفريق طه نفسه أمام فرصة كفرصة الخادم الخائن ويبيع أسرار سيده الذي وثق به وآتمنه وأعطاه كل شيء ويفضحه بتسجيلات صوتية وأفلام وغيرهما وهي بالطبع تعتبر أسرار دولة وخطيرة جدا وفي إعتقادي ستكون هنالك مفاوضات وحالات إبتزاز ضخمة بضخامة محتواها وستدور رحاها في غرف مظلمة في هذا ( المزاد الكبير ) وبالتأكيد سنكون غائبين عن المشهد ولا نعلم بالذي يدور كما تعودنا دائما ... لكن الله غالب المهم ورغم أن الخادم بقى مع الأمير خمسة عشر عاما كان فيها مطلعا على كل أسراره فإن هذه السنوات لم تشفع للأمير عند خادمه كي يحفظ سره ويصون حياته .... لا أدري فهل للفريق أمن شئ من النخوة يحافظ بها على أسرار من أتى به من غياهب العدم وأعطاه رتبة عسكرية تحتاج لعشرات السنين من الدراسة والإجتهاد والسفر والبحوث فأعطاه رتبة مجاناً ( ولله ) في لحظة نشوة كما وهبوا كل الوطن للآخرين أيضاً في لحظات نشوة ؟ وفي زمان مضى كان الخادم يموت لكي ينقذ سيده .. وكان يعرف كل شئ ولا يبوح بأي شي ويدفن وتدفن معه في قبره والآن في زماننا هذا الخادم يبيع كل شئ .. ولأنه إستباح كل شئ من السهل جداً أن يبيع الخادم أسرار سيده من أجل حفنة من الدولارات وبثمن بخس .. وأن يبيع مدرب الخيول أسرار الأميرة التي أدخلته بيتها وأجلسته مع أبنائها وإعتبرته صديقاً ولكن المدرب الخائن وجد أمامه فرصة نادرة لكي يجمع صفقة كبيرة من المال فباع الأميره وخسر نفسه وكسب الأموال وهرب وما فعله المدرب الخائن فعله أيضاً الخادم الخائن الذي حكى كل شئ عن حياة الأميرة وعلاقته بصديقته وكيف كان يذهب إليها متسللا .. وكيف كانت تُعامل في القصر كزوجة تأمر وتطاع . الله يستر من ( الفريق ) أن يحكي عن ما كان يدور في داخل القصور فالخيانة واحدة قد تختلف الجنسيات والديانات ولكن الخصلة واحدة تسمى بالخيانة وقد برر الخادم خيانته بأنه وجد الأمير نفسه يعترف بكل الفضائح أمام الناس .... وربما وجد الخادم أن هذه فرصة نادرة لا تعوض أن يصبح يوماً ثرياً ولو كان ذلك على حساب الأمير والذي قضى معه خمسة عشر عاماً ... الإختلاف هنا إن الفريق طه الذي قضى مع سيده عشرات السنين ووثق فيه ( ودغدغه ) بملايين الدولارات لا يحتاج إلى المال الآن فهو متخم بالمال الحرام أعوذ بالله ولكنه سيكون في حاجة للأمن والأمان وبكل تأكيد سيجده خلال عمليات الابتزاز والمفاوضات السرية لا شك أن الزمان تغير وإذا كانت الخيانة أصبحت الآن عملاً بسيطاً سهلاً فقد أصبح الوفاء أيضاً شئياً نادراً للغاية .. ولكن مع الفريق طه الوضع يختلف تماماً فالوضع هنا عملية لبيع وطن وبيع لحقوق أجيال وشعب شبع مرضاً وبؤساً وفقراً وجهلاً بسبب الجاهل الذي أدخل الفريق طه الجاهل القصر إنها محنة الإنسان السوداني الذي باعوا كل شئ في وطنه في هذا الزمن من أجل المال ثم بعد ذلك سيخسرون أنفسهم ... ولكن في إعتقادي الإنسان الجاهل يعتبر هذه ( فهلوة ) وشطارة ولا يحسب لخسارة النفس وبيع الأوطان أي حساب لو كانوا يحسبون لخسارة النفس والوطن حساب لما صرنا الى ما صرنا إليه اليوم وقامت الدنيا ولم تهدأ على رأس طه الحسين ونسوا أو تناسوا الذي أدخل طه القصر... والبعض يحسبها للمنقذ المهدي المنتظر بكري صالح .. والبعض الآخر يعتبرها هروب من اتخاذ موقف واضح مطلوب منهم تجاه الأحداث الدائرة في الخليج وبحجة نحن مشغولين ولا نستطيع إتخاذ قرار ... وفي كل الحالات سيجد قراء الفضائح سلسلة من قصص جديدة يقضون معها وقت الفراغ مع عطلة عيد الفطر المبارك وكأن الذي يحدث من أحداث في بوركينا فاسو وليس في السودان [email protected]