الخرطوم : أطلق جهاز الأمن السوداني، فجر أمس الأربعاء، سراح تسعة قياديين في حزب «المؤتمر» اعتقلوا، أول أمس الثلاثاء، أثناء مشاركتهم في ندوة للحزب بأمدرمان للتوعية بأخطار مرض الكوليرا. وقال الحزب في بيان إن «جهاز الأمن هدد أعضاءه بمزيد من الإجراءات التعسفية في حال معاودة العمل في حملة مناهضة الكوليرا». في حين تعهد رئيس «المؤتمر السوداني، عمر الدقير، بمواصلة حملة مكافحة وباء الكوليرا، مضيفا أن الحزب «سيبقى بين الناس ومعهم في كلِّ قضاياهم ولن تثنيه الاعتقالات عن التمسك بحقه في التعبير عن رؤاه حول الواقع المأزوم وواجبه الوطني في المقاومة السلمية لكل سياسات النظام الخاطئة والمساهمة الفاعلة في التغيير والعبور إلى وطن الحرية والحياة الكريمة». ووزع الحزب، في مدينة النهود غرب كردفان، صباح أمس، كتب توعوية وملصقات حول مكافحة الكوليرا، بكل من مستشفى النهود والسوق ومركز سليمان الطبي. وأوضح علي النور، رئيس فرع الحزب في النهود، أن «المؤتمر يولي أهمية خاصة لمواجهة وباء الكوليرا نظراً لتخلي النظام عن القيام بدوره كسلطة صحية وسياسية». وبين أن فرع الحزب في النهود يهتم بصورة كبيرة بمحاربة الوباء في وقت تعاني فيه الولاية من تفلت أمني ملحوظ»، مؤكداً أن «المساعي ستتواصل لتشمل كافة محليات الولاية». واتهم «المؤتمر» الحكومة ب»التخلي عن واجباتها الصحية والتزاماتها تجاه صحة وسلامة المواطن، والاكتفاء بالفرجة في مقاومة الوباء، وهو ينتقل من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى مخلفاً عدداً كبيراً من الضحايا والمصابين». وأضاف أن «الحكومة اكتفت بإنكار الحقيقة وتزييف الوقائع». وأعتبر محمد حسن عربي، الناطق الرسمي باسم الحزب، «أن اجتهاد المؤتمر مع السودانيين والسودانيات أفراداً وجماعات من أجل مواجهة الوباء يعبر عن التزام حزبنا بوضع إمكاناته المتواضعة فى صالح الشعب ولخدمة قضاياه، ولوعي وإدراك الحزب بكارثية الوضع، استنفر قطاعه الصحي وأفرعه للعمل خلال فترة العيد لمكافحة الوباء». وأضاف أن «اعتقال قيادات وأعضاء من المؤتمر ومداهمة نشاط هدفه بث الوعي بمكافحة وباء الكوليرا، تعبير حقيقي عن انتفاء الحد الأدنى من أسباب النظر إلى مستقبل البلاد من زاوية إسهام هذا النظام في صناعته وإنتاجه». وطالب الدولة ب«القيام بواجباتها في الإعلان عن الوباء والعمل وفق التدابير العلمية على محاربته بدلاً من محاربة الجهات والمنظمات التي تعمل على مكافحة الوباء». وكانت منظمة «اليونيسيف» أعلنت وفاة 317 طفلا في السودان جراء الإسهالات المائية. وحسب الإحصائيات الرسمية تجاوز عدد الإصابات بالمرض 18 ألف حالة منذ آب/أغسطس من العام الماضي. وحسب الأممالمتحدة، نسبة الأطفال المصابين بلغت 87 ٪ في 11 ولاية بما فيها العاصمة الخرطوم من أصل 18 ولاية سودانية. «القدس العربي»