بداية تسرب خلايا وعناصر الإخوان المسلمين الى منطقة الجزيرة العربية والخليج تحديداً هي قصة قديمة تعود الى خمسينيات القرن الماضي بعد أن إحتدم الصراع بينهم ونظام الرئيس جمال عبد الناصر والذي ضيق عليهم الخناق على خلفية محاولة إغتياله في حادثة المنشية المشهورة .. فتفرقوا أيدِ سبأ منتشرين في عدد من البلاد العربية تحت مختلف أساليب التخفي ! كانت قطر واحدة من الوجهات التي يمموا شطرها عبر حرفة التعليم التي فتحت حديثا في ذلك الزمان أبوابها فاتخذوا منها وسيلة للتقرب من شيوخ الإمارة ووجدوا فيها ضالتهم لنشر فكرهم وسط تلك البيئة البكر ركوبا على عاطفة أهلها الإسلامية واستغلالاً لضحالة الوعي السياسي الذي كان شبه غائب في ظل تحكم السلطات الإستعمارية قبل استقلال الإمارة وكان الدور المتاح لمواطنيها من غير الأسر الحاكمة محدودا في شغل المناصب القيادية ..مما وفر البيئة لجماعة الإخوان لتتسلل الى عقول الشباب الطامح الى نور العلم و استلام زمام التاثير عليهم ومساعدة بعضهم في الإبتعاث للدراسة في مصر دون أن تكتشف السلطات المصرية حقيقة الجهة التي تقف وراء ارسالهم أو من يقوم برعايتهم بعد الوصول الى مؤسساتها التعليمية المختلفة ! فجاءت تلك الخطة بداية للإنطلاق تمددا في المنطقة كلها و التي كانت تجد دعما مستتراً من القوى الإستعمارية الوصية على مشيخاتها بغرض قطع الطريق على الفكر الشيوعي الإشتراكي و المد القومي العربي والبعثي حتى لا يصل الى عقول أهلها ..خاصة وأن طرق تلك الأفكار كانت قد شقت إقليم الشرق منطلقة من العراق و سوريا ولبنان . كان المدخل الآخر التي نفذت منه الجماعة الى ثنايا المنطقة هو لبوس العمل الخيري المتمثل في الجمعيات التي نشأت هنا وهناك ..للإستفادة من تلك الروح التي تتملك الخيرين من أهل الخليج دون أن يدركوا حقيقة أهداف الجماعة التي نشطت في هذا المجال لتغذية التنظيم بالمال وبصورة غير مباشرة غابت على كثير من الحكومات لسنوات طويلة ! وكان الهدف النهائي للجماعة أن يكون لها موطي قدم ثابت وقوي الأرضية من خلال إيجاد نظام حكم موالي لهم وهي فكرة وجدت كامل المساندة من جهات استخباراتية غربية عملت على تجنيد عدد من شباب المنطقة لتحريك عجلات الفكرة نحو السير على أرض الواقع ..وكان منهم الشاب الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الدارس في الولاياتالمتحدة .. ومن ثم وبعد عودته ووصوله السريع الى دوائر السلطة بحكم وضعه العائلي في الأسرة..فقد سعى بعد أن تقرب من ولي العهد القطري الشيخ حمد بن خليفة فأوغر صدره ضد والده امير البلاد حتى مكنه من الإنقلاب عليه في منتصف تسعينيات القرن الماضي ليتحقق لجماعةالإخوان المسلمين و الجهات الداعمة لهم حتى يصبحوا أداة طيعة لها في خلق الفوضى في الإقليم كله الفتح الأول لإنطلاقتهم نحوتحقيق الأهداف البعيدة المدى ..وليس من اليسير الوصول الى ذلك المرمى إلا إكتمالاً بإيجاد صوت إعلامي عالي ومؤثر في تصوير المشهد العام لأحوال الإقليم بالتعاطي المتسربل بعباءة الحيادوالمهنية وبعيدا عن الإنتساب أو التبعية الى الدولة القطرية التي توفر له الإمكانات الهائلة تحت ستار المستثمر الشكلي وكانت البداية الخادعة ! غداً نواصل بإذن الله .مع.. ( حكاية سامي الحاج وتيسير علوني ..) [email protected]