وعزا صالح التردي الخدمي والبيئي بالولاية لغياب الرقابة وضعف التشريعات، مطالباً الوالي في جلسة تشريعي الخرطوم يوم (الاثنين)، بابتكار حلول غير تقليدية كفيلة بارضاء الأهالي، واخراس الأصوات الناقدة ! الكلام أعلاه جاء على لسان الفريق بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء القومي وقد أخذته مجتزءاً من الخبر المنشور على خلفية حضور الرجل جلسة برلمان الولاية الكبيرة التي يسكنها ثلث سكان السودان الذين لفظتهم بقية غرف شقة الوطن الواسعة وتكوموا مجبرين في هذه الغرفة التي ضاقت بهم حتى تساقطوا من نوافذها الى تخومها المترهلة تشبثا واحتماءاً بالسكن العشوائي من كل جانب في عاصمة تفتقر الى ابسط المقومات الخدمية التي يتمتع بها حتى أهل الريف البعيد في الدول التي تعتبره الأصل بينما تجعل من المدن صورة ليس إلا يغشاها الناس لماما ولا يطيقون ضجيج نهاراتها أو المبيت في صخب لياليها ! إذا فمن يكلف بإدارة دولاب السلطة في الخرطوم يمكن أن يسمى حقيقة لا مجازاً بحاكم السودان المصغر ! والي الخرطوم الذي إعترف أكثر من مرة بعجزه عن مصارعة معضلة توفير ما يطلبه المتزاحمون على خدمات العاصمة المختلفة على ضآلتها ورداءتها .. أصبح موقفه صعبا وعلى المحك دون ريب في ظل هذه الإنتقادات من الرجل الثاني في الدولة ..بل أن حكومته التي شكلها بالأمس القريب والتي لم يطرأ فيها التغيير الملموس في الشخوص والمهام الموكلة اليهم ما يبشر بأنهم سيأتون بجديد فهي حكومة هلامية الشكل و منقوصة القوة لآن منشأها ليس الهدف منه التغلب على معضلات العاصمة التي تتحدى بسوء مناظرها كل الحواس ..وإنما هي توليفة من أبيات شعر الإرضاءات التي لا تطرب إلا اصحابها ! قديما كان يحكم الخرطوم محافظ واحد بصلاحيات تشريعية وتنفيذية قوية يعاونه فريق من الإداريين والفنيين المؤهلين دون ان يعيروا المسميات الوزارية الفضفاضة الحالية التي هي أكبرحجماً عن شاغليها الان إعتباراً ..! وكانت الخدمات تسير كعقارب الساعة في الإتجاه الصحيح مع عجلة الحياة اليومية . نحن تقدر أن الخرطوم وقتها لم تكن في سعتها الجغرافية وضخامة كتلتها الديموغرافية مثل ماهي عليه اليوم ..ولكن مواكبة الخطط المدروسة للتوسعات التي تطرأ سنة بسنة هي التي تمكن القائمين على الأمر من الإحاطة به و السيطرة عليه بمثل حرصهم على تحصيل عائد الخدمات المفقودة أولا بأول من المواطن الذي يسددها صاغراً وهو غارق في ظلام إنقطاع الكهرباء ومتسخا في جفاف عدم المياه في صنابير المنازل الصورية ومصلوبا في شمس إنتظار وسائل النقل الحارقة .. ومتعثراً في أكوام النفايات التي باتت عبئاً في البيوت و أوبئة تمرح عند برك الأحياء الراكدة و فضيحة تدعوللخجل يتندر علينا بها ضيوف البلاد ويسخرون منا بوصمة الكسل وسبة القذارةو قد باتت هي الحاكم الحقيقي لعاصمتنا التي يفترض أنها القومية ! [email protected]