تمكن العلماء في أميركا من تطوير نظام انفجار فقاعات في منتهى الصغر بمقدورها جبر الكسور التي لم تلتئم. وتستخدم هذه التقنية المتقدمة فقاقيع تضع جينات شفاء العظام في خلايا العظام المتضررة مباشرة. وفي هذا الصدد، يعتقد العلماء أن هذه التقنية الرائدة ستساعد العظام التي يصعب شفاؤها، في أن تعيد إنتاج خلاياها من جديد، ليتجنب بذلك الشخص الحاجة إلى إجراء عملية تطعيم عظمي أو ما يسمى بزراعة العظام، بحسب تقرير صحيفة Daily Mail البريطانية. وفي دراسة حديثة، أجريت على الخنازير، نشرتها صحيفة علوم الطب الانتقالي، تبين أن جميع الكسور التي عولجت بهذه الفقاقيع شفيت تماماً في غضون 8 أسابيع. وبناء على هذه النتائج، يعتقد العلماء أن هذه التجربة قد تنجح مع الإنسان، ومن المتوقع أن يصبح العلاج متوفراً خلال السنوات الخمس القادمة. وفي أغلب الحالات، تشفى الكسور بشكل طبيعي بمساعدة الجبيرة أو الضماد التي تُبقي العظام المتضررة في مكانها. في المقابل، إن قرابة 5% من حالات الكسور في المملكة المتحدة على سبيل المثال، أي قرابة 32.500 كسر في السنة، لا تشفى ما يتسبب في ترك فراغ بين نهايات العظم المكسور. ودون عملية جراحية، قد يعاني المريض من آلام مستمرة وعجز في الحركة طيلة حياته. ويعتبر التدخين من بين العوامل التي تؤدي إلى صعوبة شفاء العظام المسكورة. وتجدر الإشارة إلى أن العظام التي يصعب جبرها وشفاؤها تستلزم تدخلاً جراحياً من خلال عملية التطعيم العظمي، حيث تؤخذ الخزعات من مناطق أخرى في الجسم مثل (الحوض والورك) وذلك من أجل وصل الفراغ بين العظام المكسورة. ولكن، عادة ما تترك هذه العملية ضرراً على مستوى الأعصاب في تلك المناطق التي أخذ منها التطعيم، ما يتسبب في الشعور بآلام حادة. كما أن هناك احتمال في فشل التطعيم فيضطر الأطباء إلى إعادة إجراء العملية. وبالتالي، توفر التقنية الجديدة طريقة آمنة وتقلل من الحاجة إلى العملية الجراحية من أجل تطعيم العظام. تستغرق 30 دقيقة فقط في البداية، يوضع "كولاجين سكافولد" في الفراغات بين العظام المكسورة، ويستغرق هذا حوالي نصف ساعة. وهي تُجرى الآن في شكل عملية، ولكن يأمل الباحثون في المستقبل أن يتم حقن الكولاجين في المكان دون عملية. في الواقع، يعتبر الكولاجين محفزاً أساسياً للبروتين، الذي يعمل على هيكلة الجلد والعضلات. وفي غضون أسبوعين، يقوم الكولاجين بتحفيز إفراز الخلايا الجذعية (التي لديها القدرة على التحول إلى عظم وغضروف ووتر) من خلال إرسال إشارة للدماغ بأن هناك حاجة للعلاج. وبعد مرور 10 دقائق من العملية، يحقن في الكسر سائل مليء بفقاعات الغاز المحملة بالدهون، التي تحتوي على مادة جينية تدعى البلازميد، وهو شريط من الحمض النووي يعرف بأنه محفز لنمو العظام. والجدير بالذكر أنه لا يمكن للحمض النووي أن يدخل الخلايا بنفسه لأنها غير قادرة على اختراق الغشاء الخارجي. لذلك، تستخدم الموجات الصوتية من أجل تحريك أو حث الفقاعات على التمايل حتى تتمكن من شق ثقب صغير في غشاء الخلية سامحة للحمض النووي بالدخول. وفي دراسة حديثة أجراها مركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس، تم تطبيق هذا العلاج فيها على 18 خنزيراً ونجحت تماماً في معالجة الكسور في غضون 8 أسابيع، إلا أن تلك الحيوانات، التي لم تعالج بالموجات فوق الصوتية والفقاعات، لم تشف تماماً. وقد علّق أمير كوريشي، مستشار جراحات الرُكبة وأخصائي إعادة بناء الأطراف في جامعة مستشفى ساوثهامبتون قائلاً إن "عمليات التئام العظام معقدة وتستغرق وقتاً طويلا لتشفى، لذلك أي دراسة ستعطي نتائج أفضل وأسرع في العلاج فهي محل ترحيب". جدير بالذكر أن الأطباء ابتكروا مؤخراً عملية جراحية تتضمن استبدال المفاصل بالغة التضرر بقطعة عظام صناعية من سبائك التيتانيوم، إذ تكون هذه القطعة الصناعية مفصَّلة لتتصل بطرف المرفق حيث تشكل مفصلاً رزّياً، مما قد يقلل كثيراً من نسب عمليات البتر نتيجة تضرر المفصل.