* أمس قرأنا بياناً للجهة التي تسمِّي طغمتها هيئة علماء السودان.. البيان جاء فيه: (لقد درجت بعض الجهات على نشر وإذاعة بعض الأخبار التي تسئ إلى بعض الناس وبخاصة أهل العلم والدعوة إعتماداً على الأخبار والبيانات المضللة والاشاعات المغرضة مما يخالف ما أمر الله به من التثبت في القول والتبين للحقيقة كما جاء في محكم التنزيل. والمقصد من ذلك ليس الإساءة وحدها لأهل العلم والدعوة بل تنفير الناس عنهم وتحجيم نشاطهم الدعوي والعلمي كما فعل ويفعل أهل الباطل وإتباع الهوى والشبهات في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات.. وآخر ماصدر من ذلك ما تناقلته الصحف والقنوات من حديث أن فضيلة الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف من قادة تنظيم داعش المنبوذ أو من الجماعات التكفيرية وكل ذلك إختلاق وباطل وكذب مذموم، والذي نحب أن نؤكده أن فضيلة الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف من دعاة الاعتدال والتوسط في فهم الدين والدعوة لهذا المنهج الرباني وقد كتب وخطب في ذلك وكل ذلك محفوظ ومعلوم ويشهد له بذلك القاصي والداني) . * أعلاه مقتطف من البيان الطويل الأجوف الركيك؛ الذي أصدرته الهيئة الموالية للباطل (كما أثبتنا مراراً بالدلائل).. لكن ما يعنينا الآن جرأتها التي تنفي عنها جميع الفضائل؛ وتوحلها أكثر مما هي موحلة في الضلال.. فالبيان كما هو واضح يستنكر المنهج التكفيري.. وهذا مضحك بالنظر إلى السلطة التي (تحتضن؛ تفرخ؛ تصدِّر التكفيريين) وفي أصلها (إرهابية) قبل أن تعرف الدنيا (داعش).. أعني السلطة التي تزود الهيئة بالمصاريف..! كل هذا معلوم؛ إنما المهم وقوع هيئة علماء السلطان في شر أعمالها بالتناقض الصارخ؛ فقبل يومين ظهر أحد كوادرها ويدعى عبدالوهاب واصفاً معارضي النظام الحاكم بالكفار.. هكذا ببساطة..! وليس في حديثه غرابة طالما هو ينتمي لهيئة بينها وبين الدين والعلم كالذي بين السماء والأرض.. لقد جاء حديثه صريحاً يعبِّر عن الهيئة (التكفيرية) في هذا الجزء من الخبر: (إنه يرفض بشدة معارضة الحكومة الحالية، وأطلق فتوى شرعية أكد فيها كفر من يعارض الانقاذ لأنها تحكم بشرع الله). ما بين القوسين هراء أطلقه المذكور عضو الهيئة المتنطِع.. والرد على مثل هذه الشخصيات الجهولة الباحثة عن الشهرة بالسقوط سيجعل لها قيمة..! فما يعنينا أكثر ليس الأشخاص؛ إنما وجوب نبذ الهيئة المنسلخة عن الحق تِكراراً.. ولن نمل من تعريتها كلما داهمتنا بإفكٍ يخصها..! قد لا تدرك الهيئة التائهة أن قادة هذه الحكومة التي تدافع عنها أحط بكثير ممن تسميهم (الكفار)؛ بل أحط من الأبالسة (في هذا تطول الأسانيد)! والمقارنة تظلم (الكفار) بلا شك..! أما الذي لا يقبل الجدل فإن حكومة إنقاذهم لا تعرف الشرع حتى تحكم به؛ والخروج على أراذلها واجب (ديني؛ وطني؛ وإنساني).. كذلك مقاومتها بكافة السبل والوسائل من الفضائل الكبرى والمفاخر..! * الهيئة تختم بيانها المفضوح بشأن عبدالحي يوسف وتخطئ في بعض الآيات (بالرجوع إلى ما نشرته وكالة سونا)! ثم تحذر من عاقبة الإساءات إلى رموزها.. وفي حقيقة الأمر فإن علماء السلطان يسيئون لذواتهم مع سبق الإصرار.. لن يتذكرهم أحد لولا هذا الإصرار!! ولو تمعنّا بيانهم (شكلاً وموضوعاً) بتأنٍ؛ لأدركنا أنهم لا يثيرون في النفوس المقت لكيانهم والتنفير منه فحسب؛ لكنهم يثيرون الرِثاء أيضاً..! * يا لبؤسهم.. يتحدثون عن (الإعتدال) ويوالون السلطان (الأعوج) لدرجة الإنكسار..!! أعوذ بالله الجريدة (الصفحة المحظورة).