ولوجه عالم الفن لم يكن أمرا سهلا على الفنان العملاق صلاح بن البادية حيث عانى من رفض أهله لفكرة أن يصبح فنان وبعد أن اقتنعوا بوجهة نظره وحبه للفن والموسيقى كان أمامه تحدٍّ آخر وهو إيجاد أعمال خاصة به لا تقل عن مستوى الأعمال التي كان يرددها ليحصد ثمار جهده ومعاناته نجومية وشهرة واسعة وبأعمال خالدة مثل أغنية (سال من شعرها الذهب) و(كلمة) (فات الآوان) وغيرها من الأعمال فحجز لنفسه مقعدا مع عمالقة الاغنية السودانية حيث لازال بن البادية ينشر شذى عطر كلماته فى الساحة الفنية .. ولد في قرية أم دوم انتقل مع أسرته إلى قرية أبو قرون درس القرءان في خلوة جده اننتقل بعدها إلى حي شمبات وعمل في التجارة مع صديق والده محمد إبراهيم بابكر المعروف بابو عذبة الذي يعمل فى تجارة الخردوات التحق بعدها بالجامعة الشعبية المصرية في الخرطوم كان يحفظ الكثير من المدائح النبوية والصوفية ويتغنى في الجلسات الخاصة مع بعض الاصدقاء بأغنيات بعض الفنانين أمثال سيد خليفة والكاشف وأحمد المصطفى وعائشة الفلاتية وكان العازف عبدالله الأمين الذي يعزف على آلة العود يصاحبه بالعزف عندما يذهب لاحياء جلسة خاصة إلى أن تطور الأمر للغناء في حفلات الأفراح الخاصة بأصدقائه وكان يتغنى بأربعة اغنيات وهي الأوصفوك... الستات... الليلة سار.. خاتمي العاجب البنوت.. اكتسب بعدها شهرة وسط الاهل والاصدقاء. محراب الحب . انطلق صوته عبر اذاعة لندن البي بي سي عن طريق الأديب الراحل الطيب صالح الذى كان يعمل بالبي بي سي القسم العربي وسجل أغنية الليلة سار والأوصفوك لم يكن عند انطلاقته يمتلك سوى اربعة اغنيات وعندما سافر مع مجموعة من الفنانين إلى مدينة بورتسودان وهم عبد العزيز أبو داؤود, احمد المصطفى, سيد خليفة حول تلك اللحظة قال بن البادية «كانت الحفلات فى بورتسودان من دورين بمعنى ان يدخل جمهور الى الدور الاول ويخرج ليفسح المجال لبقية الجماهير التى لم تجد مكان لتحضر الحفل الاول تغنيت بالاربعة اغنيات فى الدور الاول وشعرت بالحرج فى الدور الثانى لان رصيدى الغنائى انتهى ولم اجد اغنيات اترنم بها فى الفاصل الثانى لذلك اتخذت قراري بأن امتلك رصيد اكبر من الاغنيات وذهبت الى الراحل برعي محمد دفع الله بكلمات اغنية كتبها الشاعر اسماعيل خورشيد واسم الاغنية فى محراب الحب فذهبت بها اليه واصبحت منتظرا له وكان برعى فى ذلك الوقت يلحن لسيد عبدالعزيز وعندما طال انتظارى قمت بتلحينها بنفسى وباصرار عميق وصادقت فى تلك الفترة الفنان السنى الضوى وظهر فنان يغنى للجيش وكنت اذهب لاحضر البروفات وعندما يخطىء الفنان كنت اصوبه والاغنية التى كان يتغنى بها اسمها الهام وصادف ان تغيب الفنان عن البروفة فطلب منى التغني بالاغنية فقمت بتسجيلها مباشرة. الأغنيات الجميلة بدأ بن البادية مشواره كممثل حيث شارك في فيلم تاجوج والمحلق وشارك أيضا في فيلم رحلة داخل عيون والذي صادف تلحينه لأغنية رحلة عيون التي كتبها له الشاعر عثمان خالد وشارك في الفيلم أيضا كل محمود المليجي وسمية الألفي وأمينة السيد... قدم صلاح بن البادية مجموعة من الأغنيات الجميلة متعاونا مع عدد من الشعراء أمثال أبو آمنة حامد ومحمد يوسف موسى وخالد عثمان وعدد من الشعراء الذين أثروا مسيرة بن البادية الفنية...