طرفة حدثت للفنان عبيد الطيب في إحدى الليالي حيث كان عائداً من حفل زواج بحي الأمراء بأم درمان راكبا دراجته فاستوقفه بعض الرباطين فى مدخل(خور الفتيحاب) وبعد التفتيش الدقيق غاظهم ألا يعثروا على شيء في جيوبه سوى علبة السجائر التي أهداها العريس له وكان عبيد لا يدخن، وعندما لمحوا العود مربوطا في كرسي العجلة الخلفي سألوه باستخفاف (انت شغال شنو يا اخينا؟) وعندما أجاب بأنه فنان كذبوه ثم طلبوا منه الغناء تحت التهديد، وجلسوا جميعاً على الرمل ونقرش عبيد العود وغنى لهم (يا قائد الأسطول)، ثم أغنية (يا سايق يا رايق) ورائعة حسين عثمان منصور (ياروحى سلام عليك) فطربوا طربا شديداً فنسوا ما كانوا فيه من الفتك والهمبتة وقاموا بتوصيله إلى منزله حتى لا يسطوا عليه آخرون يعرفون مواقعهم. «يا ريس موضوع وردي» من أكثر الفنانين الذين اشتهروا بالطرفة وسرعة البديهة في الخروج من نفق المواقف المحرجة ورويت عنه مجموعة من الطرائف والقصص تدل على شخصيته المرحة وبساطة تعامله مع الناس على الرغم من أنه نجم لامع في سماء الغناء السوداني وشخصية يشار إليها بالبنان وله مواقف وطنية واجتماعية تشكل شخصية بمواصفات خاصة لفنان أكثر خصوصية هو الفنان عبد العزيز محمد داؤود ونورد اليوم بعضا من طرائفه ونبدأ بهذه الطرفة. كان هنالك مجموعة من الفنانين بينهم أحمد المصطفى وحسن عطية وأبوداؤود في رحلة فنية وكان معهم الرئيس نميري وبعد كل أغنية لأبو داؤود كان نميري ينادي عليه: (تعال أقعد بالقرب مني وأحكي لي نكتة نكتتين).. ويذهب أبو داؤود ويجلس بالقرب من الرئيس ويضحك الجميع من القفشات التي يطلقها أبو داؤود. وفي تلك اللحظات ذهب أبو داؤود إلى أحمد المصطفى وقال له يا «ريسنا ويا عميدنا ما تكلم الرئيس بخصوص الفنان وردي» إذ أن وردي كان معتقلا سياسيا وكان ذلك في عام 1971م (انقلاب هاشم العطا)، فرد عليه أحمد المصطفى «إنت يا أبو داؤود قاعد طوالي جنب الرئيس وبالقرب منه ما تكلمو إنت بطريقتك وأنا وحسن عطية سوف نتولى الموضوع ونتابع معك».. فذهب أبو داؤود وجلس بالقرب من الرئيس وقال بصوت خافض: (يا ريس موضوع وردي)، وهنا دوت القاعة بصوت عال من الرئيس نميري: (أيوه وردي مالو؟؟) ورد عليه أبو داود بكل ذكاء واقتدار قائلاً: (حتعدموه متين يا ريس؟؟) وفجأة تغير الحال وضحك الرئيس نميري بصوت عالٍ وضحك جميع الحضور.. وفعلاً وبعد الرجوع إلى الخرطوم تم الإفراج عن وردي بواسطة الرئيس نفسه وكان السبب في ذلك ذكاء وخفة دم عبد العزيز محمد داؤود.