نشر هذا الحوار بتاريخ 3 يناير 2011م: (4) نعود إلى ذكريات زيدان ابراهيم عندما كان في المرحلة الثانوية ويحكي لنا عن رحلة فنية سافرة فيها إلى جولة إلى الاقاليم والمدن، وزار مدني والحصاحيصا وبورتسودان وكوستي.. وكانت هذه الرحلة في الإجازة المدرسية عندما دعا الزوحي الكبير زيدان ابراهيم للسفر معهم في هذه الجولة مع عبدالدافع عثمان واحمد الجابري ..وقتها كان زيدان ابراهيم يطلق عليه اسم (وردي الصغير) وهو أول فنان يحمل هذا اللقب. بعد هذه الرحلة توسعت علاقات زيدان الفنية وأصبح اكثر ارتباطا بالاذاعة السودانية ..وكان أن قدمه عباس بانقا في برنامج (ركن الهواة) في أوخر الخمسينات أو عند مطلع الستينات حسب ذاكرة زيدان ..وقد قدم زيدان في هذه الحلقة اغنية وردي (بيني وبينك والأيام) ولفتت الأغنية أنظار الاخيرين ليتلقفه علاء الدين حمزة ويقدمه في عدد من الألحان ..ويقدم زيدان عبر برنامج (اشكال والوان) الذي يقدمه أحمد الزبير. هذا كان سببا لأن يدخل زيدان ابراهيم الاذاعة ويتعرف على أسماء كبيرة ..الي ان أجاز زيدان ابراهيم صوته في سنة 1963 وكانت لجنة إجازة الصوت تتكون من عبدالله عربي وبرعي محمد دفع الله وذوالنون بشري الذي كان مقررا للجنة. (5) من الاشياء التي يقف عندها زيدان ابراهيم ويعتبرها درسا عظيما استفاد منه في حياته الفنية ..هذه القصة التي رواها لنا زيدان ابراهيم. يقول زيدان: (في الستينات اجتاحت أم درمان سيول وامطار وكانت سببا في تكسير البيوت ..وكان من المجلس البلدي لأم درمان ان يدعم اولئك المتضررين؛ قرر ان يدعهم بحفل خيري كان يشارك فيه بعض الفنانين من ضمنهم الفنان الكبير محمد وردي ..وكنت أنا وخليل إسماعيل حديثي عهد بالغنا.. وكانت تلك الحفلة أول حفلاتنا الجماهيرية ..هذه الحفلة كانت بعد إجازة الصوت... ونحن في البروفات سمعت الفنان محمد وردي يقول: (أي فنان ما عندو جمهور ما يغني معانا.. بلاش كلام فارغ).. وفهمنا من هذا الحديث أن وردي بقصدني انا وخليل إسماعيل.. لذا لم أشارك في الحفل وكنت مجرد مستمع فقط في الحفلة زيي وزي أي متفرج.. والاخطر من هذا اني تركت الغناء بصورة رسمية لمدة 4 سنوات ..وقرّرت ابتعد وأجود أعمالي إلى ان ظهرت بعد ذلك بأعمالي الخاصة وعملت جمهور). ويتحدث زيدان عن الموقف ويضيف: ان حديث وردي هذا كان دافعا له وكان سببا أساسيا في ان اختفي من الساحة الفنية لأعود قويا. (6) اول عمل خاص قدمه زيدان وسجله في الإذاعة بعد الاختفاء اربع سنوات بسبب كلام وردي هو اغنية (لو حبيت صحيح يا قاسي). غير أن زيدان ابراهيم يعتبر أن (اللغة العربية) هي التي قدمته للجمهور وهي التي يعود لها الفضل في بدايته الصحيحة وفي نجوميته التي وصل اليها الىن. العمل الثاني الذي قدمه زيدان هو اغنية مهدي محمد سعيد (جميل ما سألناه).. وبعدها مباشرة قدم اغنية (الوداع) لإبراهيم ناجي. ومن الغرائب أن (زعلة) أخرى جعلت زيدان ابراهيم يظهر في البدء بألحانه الخاصة ...اذ كانت كل تلك الاعمال المذكورة أعلاه من تلحينه ..والسبب في ذلك هو اختلاف زيدان مع الملحنين عبداللطيف خضر والسني الضوي.. وسبب الاختلاف يرجع إلى ان السني الضوي (قلع) ألحانه التي كانت مع زيدان عندما ظهر ثلاثي العاصمة مثل اغنية (ما سألتوا يوم علينا). لذلك لحن زيدان كل اغنياته الأولى وهو إلى جانب اغنية مهدي محمد سعيد وابراهيم ناجي لحن معظم أغنيات عبدالوهاب هلاوي ( فراش القاش- بتتبدل مع الأيام – عشان خاطر عيون حلوين).. ولحن كذلك اغنية مصطفى عبدالرحيم (غرام الروح) صحي اتغيرت إنت خلاص التي قال عنها زيدان انه يعتبرها من اجمل الحانه.. وهو من شدة إعجابه بالكلمات لم يشرك أحدا في ألحانها، وأضاف اليها كلمة (أحبك) التي جعلت شاعر الاغنية يبكي عندما استمع لها أول مرة وقال لزيدان: (دي عملتها كيف؟). (7) لحن زيدان ابراهيم اغنية (ما هماك عذابنا) وكان من المفترض ان يتغنى بها ثنائي النغم.. لكن زيدان قدم هذه الاغنية في حفل بمدينة ود مدني. ويعتبر زيدان أن من اهم محطاته الفنية لقاؤه بالملحن أحمد زاهر الذي لحن له اغنية (معذرة) وتغنى بها السودان كله وكانت تذاع في كل حلقات برنامج ما يطلبه المستمعون وهي اغنية يقول عنها زيدان انها وضعته في الطريق الصحيح.. كذلك تعتبر اغنية (كنوز محبة) التي لحنها بشير عباس لزيدان في اوئل السبعينات من الاغاني المهمة في مسيرته الفنية.. وكانت النقلة الكبرى بالثنائية التي شكلت بين زيدان ابراهيم والملحن عمر الشاعر الذي قدم أجمل الالحان لزيدان ابراهيم ..كذلك كانت هناك ثنائية أخرى خافتة بين زيدان والفاتح كسلاوي. ويدين زيدان لأغنية (في الليلة ديك) بالكثير وهي أغنية لحنها عمر الشاعر ويسميها زيدان باغنية المشاكل ..اذ كان من المفترض ان يتغنى بهذه الاغنية عبدالعظيم حركة والتاج مكي أيضا كان يتغنى بها ...وعندما اراد حركة ان يسجل هذه الاغنية في الاذاعة كان هناك اختلاف في مطلع الاغنية ..لأن عبدالعظيم حركة رأى أن يردد المطلع بواسطة كورس فيه (زيدان وعركي وخليل إسماعيل) لكن كان هناك اعتراض على هذا الامر ..لأن الاغنية عاطفية وحديثة يجب ان تغنى بدون كورس. في ظل هذه الخلافات سافر زيدان ابراهيم إلى القاهرة لإحياء حفل هناك للطلاب السودانيين ..ووجد زيدان هناك متسع للبروفات وقام بإجراء بروفات لاغنية (في الليلة ديك) ليقدمها في الحفل على مسرح (البلور) بالقاهرة ونقلت الحفلة إذاعة صوت العرب. وأغضب ذلك عبدالعظيم حركة كثيرا حتى ان زيدان ظل في بيته أكثر من شهر تحاشيا لغضب عبدالعظيم حركة الذي عوض بعد ذلك بعمل آخر. المعروف أن اغنية (في الليلة ديك) كانت غير مجازة خوفا من جرأتها ومناقشتها لشيء غير مألوف عند السودانيين ..وكان لهذا أن رفضتها اللجنة باعتبارها لا تشبه السلوك السوداني وحتى عندما تمت إجازتها قطعت بعض المقاطع منها. أغنية (قلبك ليه تبدل) التي كتب كلماتها محمد يوسف موسى كان من المفترض ان تتغنى بها أم بلينا السنوسي لكن أم بلينا قالت الاغنية دي أغنية رجال فكان أن تغنى بها زيدان. من الاغاني التي تطلب من زيدان كثيرا في الحفلات حسب كلام زيدان أغنية (قصر الشوق) التي كتب كلماتها التجاني حاج موسى. أما الاغنية التي يبكي فيها زيدان ابراهيم فهي اغنية (في بعدك يا غالي) وهي اغنية كتب كلماتها عوض أحمد خليفة... ويبكي فيها زيدان لأنها تذكره بالاصدقاء الذين أبعدهم الزمن وفرقهم. ويرتبط زيدان بالليل ويحبه.. لذا فهو يغني (حنين يا ليل) بإحساس عالٍ.. حنين يا ليل كتب كلماتها محمد جعفر عثمان وهو شكل ثنائية أخرى مع زيدان. (8) في الوسط الفني يعتز زيدان ابراهيم كثيرا بعلاقته مع الدكتور أنس العاقب ..وهو قد تعمقت علاقته به في معهد الموسيقى والمسرح ..كما كانت تجمع زيدان علاقة ب (بكري مصطفى) الشقيق الاصغر لصلاح مصطفى وهو مستقر الآن في اثيوبيا وكان صاحب صوت جميل. ويتحدث زيدان عن علاقاته في الوسط الفني ويقول هناك شخص تعرف عليه في المدرسة الانجيلية اسمه (ادماس بيتو) وهو كان يغني لمحمد وردي. ويأتي زيدان ويتحدث عن علاقته مع الفنان أبوعركي البخيت ويقول انه كان يجلس يوم في مكتب الاستاذ أحمد الزبير وجاء للاذاعة ولد صغير لإجازة صوته ..فقال له أحمد الزبير أرجع وتعال بعد سنتين ثلاثة ...عشان الولد كان صغيرا ..هذا الولد كان هو أبوعركي البخيت الذي تجمعه عشرة وإلفة كبيرة مع زيدان إلى جانب خليل إسماعيل الذي كان من أوائل الذين تعرفت عليهم في الاذاعة، وقال عنه زيدان ان خليل كان عنده (عجلة) بنسميها (المرسيدس) وكنا بنركب معه أنا وأبوعركي. زيدان وعركي وخليل إسماعيل كان يطلق عليهم اسم (الفرسان الثلاثة).. وهم ناضلوا من اجل ان تبث أغنياتهم في الفترة المسائية ..ورفضوا ان تبث في النهار. يتذكر زيدان ويقول محمد الأمين كان يعزف عود لأبي عركي البخيت... وكان ضمن فرقته الموسيقية. (9) من الشخصيات المقربة من الفنان زيدان ابراهيم الفنان خوجلي عثمان الذي قال عنه إنه بسببه تعرض لموقف محرج في حلفاالجديدة ..وهذا الموقف يحكي عنه زيدان ويقول إنه كانوا مرة في حفل في كازينو حماد والحفل كان إلى جانبي مشارك فيه خوجلي عثمان ومحمد وردي، وكان في اليوم الثاني من هذا الحفل أن سأل وردي عن خوجلي عثمان فقال ما بعرفه ..بعد ذلك لقيت طلحة الشفيع وسألني عن كلام وردي هذا فتعجبت كيف يكون وردي ما بعرف خوجلي وهو شارك معاه في حفلة واحد ...طلحة نشر هذا الكلام في الجريدة وكانت هناك حفلة في حلفاالجديدة بعد أن نشر هذا الكلام مع بعض الفنانين ولسوء حظي كان دوري آخر فاصل في الحفل ..وما ان طلعت المسرح إلا خرج كل الذين في المسرح ولم يتبق غير 13 شخصا اعتراضا على التصريح الذي نشره طلحة الشفيع باسمي. اما عبدالمنعم الخالدي فيقول عنه زيدان انه كان يتميز بطريقة خاصة في الأداء وهو يغني بصورة من السحر والسلاسة والرومانسية ....هذه الطريقة التي يغني بها الخالد لا يملك زيدان إلا ان يبكي فيها. كذلك يحب الفنان زيدان ابراهيم الفنان عثمان الشفيع ويقول عنه ان الشفيع كان يتميز بطريقة لا يوجد لها شبيه في عزف العود. كنوز محبة: لما تشتاق لي المشاعر تملي دنياك بي عبيرا لما تشتاق لي العواطف تنسجم تلبس حريرا وأبقي أسأل عن قلوبنا تلقى فيها كنوز محبة تلقى فيها بحور حنانا و تلقى فيها الشوق يغرد وتلقى فيها الريدة فاردة جناحها تشتاق للربيع ويا ربيع آه يا ربيع لما تقسو عليك ليالي الوحدة و الليل يبقي ليل والنجوم تلمع بعيد تسخر من السهران وحيد برضو أسأل عن قلوبنا تلقي فيها كنوز محبة تلقى فيها بحور حنان وتلقى فيها الشوق يغرد تلقى فيها الريدة فاردة جناحها تشتاق لي الربيع إنت ما برضك حبيبنا والحنان الفي قلوبنا أصلوا ما نابع من عيونا والمحبة فيها لو ما إنت ما كانت محبة كل أشواقنا ومشاعرنا وأحساسينا النبيلة إنت ما أهديتا لينا ليه تضيع أحلى ما أهديت ياغالي الاحداث