أولاً عندما تحدث هزة أرضية أو زلزال هل يمكن قراءته من منظور علمي أم ديني؟ هذا سؤال طاف بذهني و(الرائد) اتجهت لهيئة الأبحاث الجيولوجية لمزيدٍ من البحث والتقصي حول الهزة التي شهدتها بعض مناطق الخرطوم أمس الجمعة، والحقيقة عندما وصلت مقر الهيئة تذكرت اليوم هو عطلة السبت إلا أن موظف ألتقانا عند البوابة أبلغنا أن فريق أرصاد الزلازل قطع إجازته منذ يوم الجمعة ويعمل الآن بالطابق الخامس، وبالفعل وجدنا المهندسين والفنيين يعملون بهمة في رصد تداعيات الهزة، لكن عندما طلبت منهم الحديث اتصلوا بالسيد المدير العام الذي كان قد غادر مقر الهيئة قبيل وصولنا، وتفضل بالحديث لنا عبر الهاتف إلا أن التسجيل الهاتفي للأسف لم يكن واضحاً إلا أنه يؤكد أن الهزة التي حدثت الجمعة تُعد طفيفة ولم يصاحبها تداعيات كارثية. لكن ما هو الزلازل أو الهزة الأرضية؟ وكيف تحدث تقلصات في القشرة الأرضية؟ وبعض البراكين تتسبب أحياناً في الهزة وحسب علماء غربيين فأن الحرارة الشديدة في باطن الأرض من مواد شبه سائلة تؤدي لتغيّرات كيميائية تحدث داخلها تؤدي للهزة، كما أن الحرارة نتيجة للغازات المحبوسة في باطن الأرض تؤدي لاهتزازات بركانية، والغازات تنكمش وتتمدد أحياناً. تحدث موجة من المد تخترق طبقات في قشرة الأرض في اتجاه أفقي تؤدي لاهتزازات عنيفة أو انفجارات بركانية، ويقول المدير العام للهيئة د.يوسف السماني:إن السودان من المناطق التي ليس بها نشاط زلزالي، ومنطقته هادئة لا تتعدى (5 أو 6) بمقياس ريختر، وحول هزة أمس الجمعة يؤكد أنها هزة طفيفة إلا أن يشدد على أهمية التحوطات عند الشروع في تشييد مباني من ناحية تماسك الأرض وصلابتها منعاً لتأثر المباني بأية هزات أرضية، ومراعاة المواصفات الهندسية السليمة، ويوضح أن الهزات ربما تنتج كذلك بالأنهار والمحيطات، ويقول:إن مهمة المقياس تحديد مدى خطورة الهزة بينما يؤكد مدير قسم الجيوفيزياء المهندس سليمان عبدالرحمن أن الهزة أحياناً تكون مفيدة لمعرفة نوع التربة، ومدى صلاحيتها للبناء، ويقول من هنا ندعو الإعلام لإشاعة ثقافة الوعي الجيولوجي، بمعنى الاستعانة بالهيئة قبيل الشروع في تشييد المباني لمعرفة مدى صلاحية الأرض المعنية حتى لا ينهار البناء المقرر، ويشير إلى أن الهيئة بصدد افتتاح محطة للأبحاث الجيولوجية بكل من ولايات القضارف، وبورتسودان، وجوبا، التي تقرر افتتاحها في أكتوبر المقبل، ويوضح أننا نتبادل المعلومات في عملية الأرصاد الجيولوجي مع محطة حلوان وأديس وغيرها.. ونعمل دراسة على نوع التربة، ويؤكد أن القياس في السودان في السابق يقاس بجهاز ميكرل وعملية أخذ البيانات ميدانياً بالمنطقة من المواطنين قبل أن يتطوّر الآن العمل بالأجهزة الحديثة، ويوضح رئيس وحدة الأجهزة بالهيئة عبدالهادي إبراهيم، وفني جيوفيزيائي مصطفى بشير أن أكثر مناطق الكرة الأرضية المتأثرة بالهزات المتكررة هي السواحل الغربية للأمريكتين وما بينهما، وكذلك داخل البحر المتوسط، وجنوب شرق آسيا، ويؤكد المهندس عبدالهادي أن أكبر هزة أرضية حدثت في السودان كانت في عام (1990م) بالقرب من مدينة جوبا بقوة (7) بمقياس ريختر تلتها هزة عام (1993م) أقل قوة بجانب هزات طفيفة في أواسط السودان، حيث لم تكن وقتها توجد أجهزة أو مراصد لرصد الهزات الأرضية التي توفرت عام (2000م) عندما اشترت الهيئة (أول) دفعة من الأجهزة كنواة لتكوين الشبكة القومية،ويوضح بالإضافة إلى أن لدينا محطات صغيرة متنقلة غير شبكية لإرسال البيانات المطلوبة في الزمن الحقيقي، ويؤكد بعض الهزات تكون من الصغر بحيث لا تصل موجاتها إلى مراكز الرصد أو تصل مشوهة، ولذلك ظلت الهيئة تشتري محطة سنوياً لتوزيعها على أرجاء السودان، وتؤكد المهندسة الجيوفيزيائية أماني الخضر بليل التي كانت تعمل يوم العطلة مع زميلتها الجيوفيزيائية رباب الفاتح أن الهزات الأرضية تحدث باستمرار في السودان إلا أنها لا تتعدى (2 بوينت 5) أو (1 بوينت 5) في قوتها على مقياس ريختر لذلك لا يشعر بها الناس لضعفها، إلا أننا نرقبها عبر جهاز ريختر حيث نقوم بتحليلها ونحسب عناصر الزلازل الأساسية، وتعرّف (ريختر) بأنه عبارة عن معادلة مفتوحة الطرفين وتوضح أن الزلازل أو الهزات أنواع إقليمية مثل هايتي وشيتيي وهزات محلية،وتقول:إن المحطة المركزية تقوم بتسجيل القياس من (3) محطات طرفية بكل من جبل أولياء، والسليت، والمرخيات، عبر جهاز اللاسلكي التي تأتي للمحطة المركزية بالهيئة حيث نقوم بقراءة مدى عمق الزلزال وتحليله عبر برامج (السوفت ويرد) بالحاسوب، وتقول:إن الهزة تنتج إما بأثر البراكين أو انزلاق أرضي أو انكسارات داخل الأرض. *لاحظنا أننا عندما كنا بالهيئة اتصل مدير مكتبها ببورتسودان وأبلغ زميله أن هزة خفيفة حدثت في بورتسودان الأسبوع الماضي نتيجة لبركان بالبحر الأحمر. وأخيراً هل ننسب الهزة الأرضية إلى أسباب فيزيائية وعوامل طبيعية أم نجعلها عظة كما يقول الكاتب العربي مجاهد منعثر منشد الخفاجي، وهو يقول تمرّ علينا الأحداث الإلهية مرور الكرام، وفي الحقيقة تتناول الإذاعات الخبر، وتشير إلى مكان الزلزال، وعدد الضحايا، ولكن ما هو سبب تلك الزلازل والهزات التي لا يتم ذكرها، وهو يقلل من التنبؤات العلمية في ذلك عندما أدعت بأن جنوب العراق علمياً لا يتعرّض للهزات، ولكنه يؤكد أن تعرّضه للهزتين مؤخراً يدحض النتائج والأبحاث العلمية الظواهر، ويرى أن الزلزال يجعل الإنسان يشعر باحتقار وحيرة وخوف غريب، باعتبار أنّ الإنسان كل سنده، أنه مستند على الأرض، وفجأة تتحرك الأرض التي يستند عليها، فينتابه خوف وغيره، ويؤكد أفضل ويتوجب علينا النظر لتلك بعين العظة الخرطوم: شادية عمسيب