الفاتح يوسف جبرا لا يختلف إثنان بأن البلد تشهد موجة غلاء غير مسبوقه تتفاقم وتيرتها كل يوم لدرجة (يعني ما ننوم) ، هذا الغلاء من وجهة نظر معظم الخبراء الإقتصاديين لم يأت (فجأتن) لكنه محصلة متوقعة للعديد من التوجهات الإقتصادية والسياسية الخاطئة , ونتيجة حتمية لإنفصال (ربع) الوطن وفقد (الشمال) ل 50% من دخل البترول و80% من الميزانية ! هذه وجهة نظر الخبراء الإقتصاديين فماذا قال بعض (خبراء الدين) من الشيوخ والأئمة؟ في خطبته احدى الجمع الماضيات خاطب أحد الشيوخ المعروفين جمهور المصلين وهو يؤمهم في صلاة الجمعة قائلاً : « إنَّ البلاء والغلاء والوباء والكوارث التي نعيشها من ذنوينا ومعاصينا وأعمالنا السيئة» ! .. ما أن إستمعت إلى ما قاله هذا الشيخ حتى خاطبت نفسي فى إستغراب : (بالله نحنا بالسوء ده كلو وما عارفين؟) !! .. معقوله نحنا فتنا الإسرائلين والأمريكان والروس والفرنسيين والشنو ما عارف من (الكفار) ديل؟ معقوله ذنوبنا أكبر من ذنوبهم ؟ معقولة نحنا فتناهم فى فى إرتكاب المعاصى وتعاطى الموبقات !! (ده حتى الموبقات عاوزة ليها قروش ونحنا شعب غلبان) ! إندهشت والله لهذه (الحقيقة) التى أوردها مولانا الشيخ لكن إندهاشى زاد عندما أخبرني أحد أصدقائي بان ذات الشيخ قد خطب فى المصلين في جمعة فائتة قائلاً : (ما نزل على البلاد من بلاءٍ وغلاءٍ يدعونا إلى التقرُّب لله كي يُبعد عنا هذا البلاء والكرب). وهنا أيقنت بأنهذا الشيخ العالم (زول واصل شديد) وعارف الأسباب التى أدت إلى هذه الحال من إرتفاع في سعر الدولار وغلاء اللحمة والخدار وإنهيار التعليم وإنحطاط العلاج والصحة وفشل المواسم الزراعية وقيام سوق المواسير ! وهو أن المواطنين إبتعدوا عن التقرب إلى الله .. وكلام مولانا منطقي جداً فقد تقلصت أوقات العبادة إذ كيف يجد المواطنون وقتا للتقرب إلى الله (وهم جارين اليوم كلو في طلب الرزق الذى تتقاسمه معهم المحليات ) ! والإيفاء بإحتياجات أسرهم التى أصبح دونها خرط العتاد ، بالطبع ما قاله هذا الشيخ الجليل (ميه المية) فمن واجب العبد التقرُّب إلى خالقه ولكن كان أجدي بمولانا قبل الذهاب إلي (السماء) أن يمحص ما في الأرض قليلا فيبحث عن البرامج والسياسات التي أدَّت إلى ما نحن عليه من شظف في العيش وتقهقر إلى الوراء وهى سياسات بالطبع من صنع الحاكم وليس المحكوم الذى يطالبه مولانا بالتقرب إلي الله ! وكلو كوم وإمام مسجد أحدى حارات بأمبدة (كوم تاني خاااالس) فقد خطب هذا الإمام في جمهور المصلين قائلاً بان من الأسباب الرئيسية التي أدت الي الغلاء في الأسعار هو ما تتغني به الفنانة ندي القلعة (بالإسم ) يعني ما نجاة غرزة ولا (حنان مس كول) ذاكراً بأن مظهر الفنانات وغنائهن الهابط هو السبب الريئس الذي قاد الي كل هذا الغلاء و العيش الضنك الذي يشهده الشعب السوداني اليوم ! بالله هسه الزول يقول لي مولانا الإمام ده شنو؟ بالمناسبه ألعبدلله قصة مولانا و(رجل دين) و(عالم) و(إمام دي) ما عارف مواصفاتا كيف؟ يعني عشان تكون رجل دين مطلوب تكون قريت شنو؟ وإجتزت شنو؟ وعشان يسمحوا ليك تطلع في المنابر وتحدث العامة مفروض يكون عندك خبرة كم سنة؟ يعني هسه زى زولنا ده (الإختزل) كل بلاوى السودان فى (ندي القلعة) نقول عليهو شنو؟ (إمام تحت التمرين)؟ Finalist ولسه ما إتخرج؟ وللا (إمام واعد) من نجوم أأئمة الغد !! العبد لله يدعو أفراد الشعب السوداني الفضل للتوقف فوراً عن إرتكاب المعاصى والموبقات والأعمال السيئة فهى السبب الرئيس فى (إرتفاع الدولار) وكل البلاء والغلاء والوباء والكوارث التي نعيشها !! فإنتو السبب (كما صرح مولانا الشيخ) ومن هذا المنبر يدعو الشعب السوداني الفضل (المطربة ندي القلعة) بالإمتناع والتوقف فوراً عن الغناء حتي يتوفر له العلاج والدواء والسكن والكساء والأمن والتعليم وتتوقف الحروب ونقوم بتسديد ديوننا الخارجية ويرتفع الجنية امام الدولار وتصبح أسعار السلع الضرورية فى متناول الجميع .. (كما قال خطيب مسجد أمبده) .. ويلا يا (ندي) ما تخذلينا بالله !! كسرة : قال مسئول كبير مؤخراً عبر قناة الجزيزة الفضائية أن السودان يمر بأحسن حالاته .. خلاس طيب قرضوا علي كده !
