انتفاضة الشباب الشعبية التي اندلعت في 19 ديسمبر 2018 والاسم والمستمرة حتى اليوم دون انقطاع أدهشت كل من إطلع عليها وعلى شعاراتها وتاكتيكاتها و تنظيم عملها القيادي والقاعدي ،والملفات للنظر المشاركة الجماعية الواسعة لأفراد المجتمع شيباً وشباباً نساءً ورجال حتى ربات البيوت. الرئيس البشير وحكومته والأجهزة التابعة لها وجدوا أنفسهم في عزلة تامة محاصرين من قبل جماهير الانتفاضة كذلك الحزب الحاكم المؤتمر الوطني لم يبقى للبشير شيء يفعله ويفك طوق العزلة المضروب حوله سوى إطلاق يد الفريق صلاح قوش رئيس جهاز الأمن ليفتك بالثوار مستخدماً الاعتقال والتعذيب المفضي إلى الموت والحط من كرامة الإنسان بما في ذلك النساء والرجال على الرغم من جبروت جهاز الأمن والإمكانيات المتوفرة له الا انه وقف عاجزا عن إيقاف المد الثوري خاصة المظاهرات اليومية النهارىة والليلة حتى إطلاق الرصاص وسقوط عدد كبير من المتظاهرين لم يقدم انجازاً ملموسا يفك طوقالعزلة الذي فرض على الرئيس البشير وأعوانه المرتزقة الذين سرقوا خيرات الشعب واثروا على حسابه ودمروا كل ما يملك من مشاريع اهلية وحكوميه ، وعجز النظام في لجنة إيقاف المدثوري ويتضح ذلك بصورة جلية في عدم علم إدارة جهاز الأمن وفشلها في التعرف على قيادات المهنيين وأبطال مفعولها واعتقال أفرادها حتى تنظيم المهنئين وعلى الرغم من الخسائر التي مني بها والاعتقال وقتل بعض أفرادها من الأطباء ظل متماسكاً وصامداً و يعمل بفعالية واستمرارية ملحوظة على المستوى المهني والسياسي ونال ثقة واحترام عالميين. اعتقال العدد الأكبر من قياداتالأحزاب السياسية نساءً ورجال إضافة للكوادر المعروفة لم يهدئ من روع النظام ولم يسهم في حل الازمة المستفحلة التي عانى منها النظام سياسياً وإقتصادياً بالإضافة الى ذلك عزلة لك النظام على المستويين العربي والعالمي وباختصار البشير وجد نفسه في مأزق أو موقف لا يحسد عليه لا هو قادر على الخروج من أزمته وعزلته ولا التنازل عن رئاسة الدولة التي لم تعد الدولة قادرة على إدارة الحكم والحفاظ على وحدتها وتسير شؤون حياتهم اليومية ناهيك عن التفكير في حاضر ومستقبل الاجيال المتعاقبة التي حرمت من كل ما يحتاجه الإنسان والذي لايجد حتى مياه الشرب (كالعير يقتلها الظمأ والماء على ظهرها محمول) ناهيك عن لقمة العيش الكريم. يا سبحان الله يا جماعة الإسلام السياسي الذين تركوا جماهير الشعب السوداني يتضورون جوعا يبحثون عما يسد الرمق ويستر الحال صارت حدود بلادنا العزيزة مفتوحةً للغير يسرقوا وينهبوا ويفعلوا مايريدون والحكومة عاجزة عن لجمهم ، بل وفي كثير من الاحيان تساهم في جلب اللصوص وتهيئة الامكنة لهم في مقابل (المعلوم). متمسكين بعزتهم وكرامتهم بالقول الذي يحرك الوجدان ويثبت العقول والاقدام بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وأن ضنوا علي كرام .الاوطان مهما تجنت ليس لابنائها سوى الزود عن حماها هذا ما جعل هذا الشعب السوداني يهب هبة رجل واحد صارخا في وجه من إفتروا عليه وأهانوه وذلوه وسرقوا ثرواته تركوه جائعاً فقيراً ا لا يقوى علي شيء سوى أن يرجع ويستكين ولكن هيهات ، لقد إنتفض المارد وصاح في وجههم الكالحة القميئة (تسقط بس وسلميه سلميه ضد الحرامية)، صدق من قال شبابنا نور المستقبل ها نحن اليوم نرى نوراً خرج من داخل النفق المظلم الذي دخلت فيه بلادنا عنوة من قبل الجبهة الإسلامية والتابعين لها. انتفاضة شعبنا الجسورة ا الباسلة أحدثت زخماً تعدى صداه حدود السودان وصل إلى كل بقاع العالم الذي يتواجد فيها مواطنون سودانيون اجبروا على الهجرة إلى خارج وطنهم: وساهموا في تكوين حركات تضامنية واسعة مع شعبهم ترد د صداهافي معظم القارات خاصة في العالم العربي الذي يرى المواطنون في ما حدث في السودان مثالا يحتذى به من أجل الخلاص من الانظمة الرجعية الدكتاتورية والتي أذلت شعوبها والتي ترزح تحت وطأتها حركة التضامن التي سادت معظم بلدان العالم تعتبر فريدة من نوعها مقارنة بما كان يحدث في الماضي حيث جرى فتح جرائم (الانقاذ) وكشفها وإرسالها الى جميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بما في ذلك من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ، كما حوصر النظام وتم تتضيق الخناق على رئيسه المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، إننا على قناعة تامة إذا أفلت البشير من العقاب أمام المحكمة فإنه لن يفلت من العقاب أمام محاكم العدالة الناجزة في السودان بعد انتصار الثورة في السودان. شعار الثورة حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب يقلق مضاجع من شارك في الجرائم التي ارتكبت خلال عمر النظام الحالي ولن ينجو من العقاب على العسير الذي طال انتظاره التفاؤل والأمل في انتصار الثورة يملآن جوانح أبناء وبنات الشعب السوداني حتى أن البعض بدأ يتحدث ويروج لفترة انتقالية وتكوين الحكومة القادمة وأعلنت أسماء الذين يشاركون فيها إضافة الى ذلك إطلاق الوعود بأن الدعم المالي متوفر بالمليارات بالعملة الصعبة .بإختصار أن انتصار الثورة يتطلب الآتي في المقام الأول تقديم الدعم المالي مسألة الحراك في الداخل و المسألة تصبح اكثر الحاحا عندما يجري الحديث عن توفير أدوات الثورة من أعدائها و المتربصين بها في جهاز أمن السلطة ومعسكر الثورة المضادة المدجج بالسلاح في أيدي المليشيات التابعة لها وعلى راسهم علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع اليوم كل الدلائل والحقائق تشير إلى أن النظام الذي يترأسه عمر البشير يعاني من ازمة مالية وسياسية خانقة وعزلة تامة داخليا وعالميا ولذلك أصبحت مسألة سقوطه ويشكة فيك طالما أن نار الانتفاضة مشتعلة والشعب مصمم على تحقيق أهدافه وفي مقدمتها أسقاط النظام. قيادة الحركة السياسية الإسلامية ومن معهم في الجبهة الاسلامية ظلوا في حالة لقاءات وإجتماعات ومناقشات خلف الكواليس تهدف إلى إيجاد حل ومخرج عن الازمة العميقة التي تنذر بسقوط دولتهم بعد أن عاشوا وتمتعوا بخيراتها . وخلاصة ماتوصلوا إليه هو إطلاق مبادرة أسموها مبادرة2020 وكلفوا بها قطب الحركة الاسلامية الطيب مصطفى لتحريك فيها ومناقشةتها مع ما تضمنه من بنود وقضايا مع قيادات الحراك السياسي وكان أول من إلتقى بهم الطيب مصطفى من السياسيين الصادق المهدي رئيس حزب الأمة زعيم الطائفة الأنصار رحب الصادق بالمبادرة واكد على موقفه الثابت الداعم للحل السلمي والتوافق دونما إقصاء لاحد كما اكد على ضرورة التوافق واستبعاد الأقصاء والعنف كوسيلة لحل الأزمة وفي الختام أكد السيد الصادق انه سيرد على كل المبادرة بعد الدراسةتها ضمن المبادرات المقترحة بتأجيل الانتخابات العاملين بعد انتهاء الدورة الرئاسية الحالية ، تبدأ بعدها فترة انتقالية يتم خلالها تكوين هيئات ومؤسسات السلطة الجديدة بالإضافة الى ذلك انتخاب برلمان قوي يضم ممثلين للقوى السياسية يضاف الى ذلك تكوين المجلس الولاية وانتخاب أعضائها. تعليقي الخاص هو أن المبادرة المنشورة في الأسافير هدفها الشعب السوداني والذي لن يقبل بنسخة أخرى منقحة من نظام (الإنقاذ) الذي سامة والعذاب والويلات وصادر حريته وحقوقه في حياة كريمة تليق بالإنسان. د. محمد مراد الحاج براغ 30 مارس2019