الضعف البائن للمكون المدني في مجلس السيادة جعل منه فريسة سهلة أمام جنرالات الجيش و الجنجويد إذ إنه قد فشل في أن يضع حدا لتعدي العسكر على سلطات الحكومة المدنية و مهامها. فقد رأينا كيف تكونت لجان للصحة و التعليم سيرت قوافلها باسم الدعم السريع و هي تعمل بالتوازي مع الحكومة. لم يكن المكون المدني لمجلس السيادة في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه بل لعب دور المحلل و المبارك لما يقوم به المكون العسكري من تعد واضح على سلطات الحكومة التنفيذية. لقد استطاع المكون العسكري في مجلس السيادة أن يمارس سلطة تنفيذية حقيقية من أمام حجاب لا من خلفه دون أن يتحمل في ذلك إية تبعات في حال فشل الحكومة التنفيذية. إن إختيار أعضاء المكون المدني في مجلس السيادة غير موفق إذ كان ينبغي تعيين شخصيات قوية تستطيع الوقوف في وجه المكون العسكري للحد من تعديه على سلطات الحكومة المدنية. كان ينبغي إختيار "جنرالات مدنيين" بالمعنى الحرفي لجنرال مدني عركتهم التجربة في مكافحة الطغيان العسكري حتى يكون بمقدورهم وقف غلواء و تعديات الجنرالات العسكريين و قائد الجنجويد. ما حدث لا يسأل عنه سوى قوى إعلان الحرية و التغيير التي إختارت للمكون المدني لمجلس السيادة أن يكون هزيلا لا حول له و لا قوة لا يستطيع أن يقف أمام جبروت عسكري أمني يمتلك السلاح و المال.