عندما التقى المنتخبان السوداني وجنوب السودان في نصف بطولة سيكافا للشباب أطلق محمد موسى مدرب صغار صقور الجديان تصريحاً أعلن فيه ألا خاسر في مباراة الوطن الواحد وسار على دربه مدرب منتخب الجنوب. وعندما حقق جنوب السودان فوزه التأريخي على حساب سيشل أهدى قائد المنتخب الفوز للشعب السوداني شماله قبل جنوبه مبيناً أن الانفصال سياسياً فقط. وعند حضور الملكية جوبا للسودان قبل سنوات قريبة ذكر لاعبو الفريق أن المريخ مثلاً إن أوقعته القرعة مع أي فريق من الجنوب فسيجد فريق الجنوب نفسه خارج أرضه ذلك أن الولاء للمريخ كبير للغاية في أرض الجنوب الحبيب. كل المؤشرات تؤكد أن الانفصال سياسياً فقط غير أن شعبي البلدين ما يزالان يتعاملان بحب وود واضح. وخلال تدشين المجموعة القصصية للكاتبة سيسيليا جوزيف مكير أكد الفاتح ميكا مدير مركز ميكا الثقافي أن انفصال دولة جنوب السودان لم يؤثر على العلاقات والروابط الاجتماعية والثقافية بين الدولتين. واعتبر الثقافة أكبر جسر للتواصل بينهما. وأشار رئيس المركز الفاتح ميكا إلى وجود كتاب سودانيين كتبوا عن الجنوب وجنوبيون كتبوا عن الشمال، وقال إن الحركة الثقافية امتداد لتراكم ثقافي منذ العام 1922م، مشيراً إلى أن المستعمر قسم السودان لعربي إسلامي ووثني مسيحي وقال الفاتح رغم ذلك وقفت الثقافة سداً منيعاً أمام ما يصبو إليه المستعمر. لافتاً إلى أن ما تلقيه السياسة خارجه عن الأطر الإنسانية والاجتماعية والثقافية. وأضاف الفاتح ما زلنا نستشعر بأننا دولة واحدة في شمال وجنوب السودان . ومن جانبها قالت الكاتبة سيسيليا إن إفرازات الحرب أثرت على كتاباتها بصورة واضحة، نافية تحمل المستعمر فصل الجنوب عن الشمال، مشيرة لتغييب الكتابات السودانية خاصة في المناهج الدراسية قبل الانفصال القصص والحكاوي المنتشرة في مجتمعات دولة الجنوب، وقالت آن الأوان لتسويق وتعريف العالم بثقافة جنوب السودان، معلنه عن صدور مجلة للأطفال في العام 2020م. وتحدث الكاتب الصحفي عثمان أحمد حسن عن ملامح المجموعات القصصية الست، مشيراً لتأثير الحرب على الحياة العامة وفي التناول القصصي وثقافة الأطفال ومعاناة النازحين في المعسكرات مع تغيير ثقافاتهم سواء في الملبس والمأكل وسيادة ثقافة العنف. وعبر عن أسفه لمطاردة الحرب للجنوبيين في كل مناحي الحياة. وأعلن المخرج السينمائي عبادي محجوب الاستفادة من المجموعات القصصية الست في عمل مشترك مع الكاتبة سيرى النور قريباً في السينما السودانية. وعبر عدد من المشاركين إن انفصال دولة الجنوب بأنه انفصال سياسي في الخارطة فقط وقالوا وإن الثقافة معبر حقيقي بين الدولتين مشيدين بالكاتبة ودورها في تعميق الإرث الثقافي في دولة جنوب السودان بلغة عربية رصينة، واصفين كتاباتها بالإنسانية العميقة إضافة إلى أنها صفر في الكتابات السودانية.