هناك فرق بين أكون ضد الحكم العسكري وحبي للجيش ,نحن نحب ونقدر جيش بلادنا نقف معه اذا خاض حرباً ضد أي عدو لكننا ضد وجود العسكر في الحكم وتصريحات ولاة الأقاليم العساكر كانت محبطة وتنم على كراهية العساكر للثورة فلماذا إذاً يكرهون الثورة والثوار ؟ : محاولة لتفسير هذه الكراهية أولا :العساكر وحتى من هم في المجلس السيادي يمقتون الثورة لأن ثقافتهم ودراستهم وتعليمهم ليس لادارة الدولة ومهمتهم الأساسية هي الحرب ويديرون الدولة وكانهم في حرب ويريدون من الجميع طاعة الاوامر وكل من يعارض افكارهم فهو عميل وطابور خامس ويعتبرون هذه الثورة عبارة عن فوضى وفي حالة الحرب مخالفة الاوامر تعتبر خيانة وفي الحرب ليس هناك جملة اقترح او انني أرى وكل من يقترح أو يرى غير الذي يراه الأعلى منه رتبة يعاقب ونفس هذه العقلية يريدون أن يديروا بها دولة مدنية!! . أمر آخر غريب في تصريحات الولاة أن هناك مخربين في داخل لجان المقاومة وهم يريدون أن يقولوا لنا هناك من يقوم بتهييج الناس علينا وكأن الشعب ده أطفال ينتظر من يقوم بتهييجهم لمطالبهم ثانيا :ببساطة الثورة للعساكر تعني حرمانهم من سلطتهم المطلقة ومن امتيازاتهم ومحاسبتهم علي ثرواتهم وتصرفاتهم وجرائمهم . وتبلغ الكراهية قمتها اذا كان الثوار من النساء لماذا ؟ لأن ثقافتهم ذكورية متخلفة ان مكان المرأة هو فراش الزوجية والطبخ وتربية الاطفال وفي أيام المظاهرات كان العساكر حتى المتدينون منهم كانوا يأمرون بضرب وتعذيب البنات ويأمرون بإطلاق الغاز المسيل للدموع عليهن وفي نظرهم ان أي بنت تشترك في مظاهرة تكون منحلة فهذا يقودنا الى العقلية الذكورية للعساكر ونظرتهم الحقيرة للمرأة ثالثا :العسكري يعتبر أنه ليس من حق أي مدني أن يوجه له نقدا بينما من حق العسكري أي كان جيش أو أمن او شرطة أن يضرب أي مدني إذا راه هو يستحق الضرب والقتل ان دعت الضرورة لأنه يمثل السيادة الكاملة وبقية المواطنيين مجرد عبيد عليهم أن يقبلوا بسيادته ولا يحاسبوه وإلا فإنه سيضربهم ويحبسهم وهذه العلاقة السيادية مازلنا نعيشها وستكون العقبة الكؤود في محاسبة قتلة معتصمي القيادة من العساكر وهناك قطاعا كبيراً من الشعب ليس لديه مانع من عدم مساءلت الجيش ويرى ان مجرد انتقاد الجيش خيانة للوطن!! لأن الشعب عندما يعاني من الإستبداد فترة طويلة يتواءم مع الدكتاتورية أو العسكرية حتى لو قمعه أو ظلمه أو قتله وإذا كان للعساكر النية للقضاء علي الثورة ففي هذه الحالة سيبحثون على حليف مدني والأقرب الى ثقافتهم هو جزء كبير من الإسلاميين والتاريخ يعلمنا أنهم دائما يخونون الثورات ويتحالفون مع المستبد الذي سيعيد لهم دولة الخلافة الوهمية ولا يعارضون الإستبداد من حيث المبدأ إلا عندما تسوء نتائجه فقط وفي مقبل الأيام ستكون في حملة اعلامية قوية ضد أبطال ورموز الثورة والثوار لضرب الثورة . فكان على حكومة حمدوك طالما عجزت في كنس الثورة المضادة من وسائل الأعلام او تحتاج الى وقت كما زعم وزير الاعلام فكان من الأولى أن تأسس صحيفة واحدة علي الاقل وقناة فضائية خاصة باخبار الحكومة وإنجازات الحكومة , ولا ننسى اننا في مجتمع نسبة الامية فيه تفوق 50% يستقصي جميع معلوماته وحتى ثقافته من الاعلام وعموما مازال الوقت يسمح بتنفيذ هذه الفكرة فقبل ذلك هل الحملة الاعلامية المقبلة ضد الثورة والثوار ستنطلي على الغالبية من الشعب ام لا ؟وكيف سيكون الرد على الأكاذيب فقط عبر الأسافير والوسائط ؟ ياسر عبد الكريم